يبدو أن التوترات المستمرة التي تصاعدت أخيرا بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبناني عرفت طريقها إلى داخل الحزب أيضًا، وفقا لتقديرات إسرائيلية المصدر تشير إلى أن أحد الأسباب التي تقف وراء تخفيف حدة رد الحزب الانتقامي يكمن في وجود توتر فرض نفسه، بعد قرار تعيين رئيس القيادة الجنوبية السابق للحزب علي كركي مكان القيادي العسكري الذي اغتالته إسرائيل فؤاد شكر، فمن هو كركي، وما الذي يدور بين كبار قادة حزب الله؟

علي كركي اسم بلا صورة، ووجه لا يعرفه أحد باستثناء المحيطين به، تصدّر اسمه عناوين الأخبار في شهر فبراير الماضي عقب تعرض سيارة قيل إنها سيارته لاستهداف إسرائيلي بمدينة النبطية في لبنان، ليتبين فيما بعد أنه نجا من الضربة بعملية تمويه، إذ لم يكن في السيارة المستهدفة، ويعد أرفع قائد عسكري في الحزب، كذلك فإنه عضو في "المجلس الجهادي" الجناح العسكري والأمني لحزب الله، وعلى الرغم من دوره الكبير فإن تعيينه مكان شكر أثار توترات مع رئيس العمليات إبراهيم عقيل، ورئيس الأمن في حزب الله الشهير باسم مرتضى.

وبحسب التقارير، فإن تداعيات اغتيال شكر لا تزال تلقي بظلالها على الحزب، إذ تقول إن نصر الله إلى التدخل بشكل أكبر في الأمور والتفاصيل التي كان يديرها القيادي من خلال خلق نوع من الموازنة والتنسيق بين كبار القادة، فيما تذهب "تايمز أوف إسرائيل" إلى القول إنه ليس من المستبعد أن يكون أحد الاعتبارات التي دفعت نصر الله إلى تجنب إطلاق الصواريخ الدقيقة على غليلوت هو عدم ثقته بكبار مسؤوليه.