"حدث درامي، لكنه يعزز شعبية دونالد ترامب بين قاعدته الانتخابية".. تكاد تُجمع القراءات التحليلية لحادثة محاولة اغتيال ترامب على أنها ستخدم المرشح الجمهوري الذي يتقدم أصلا، من الناحية المعنوية، على خصمه الديمقراطي جو بايدن.

ولن يكون سير الحملة الانتخابية بعد "حادثة المنصة" في بنسلفانيا شبيها بما كان عليه الوضع قبل الحادثة، فالدقائق القليلة التي استغرقتها العملية ستخلف تداعيات لأشهر، يمكن لحملة ترامب استثمارها على الوجه الأكمل.

صور قليلة تم التقاطها بعناية من المصورين المحترفين الذين كانوا على عين المكان، من لحظة الاستهداف إلى لحظة إجلاء ترامب، من صورة الرئيس السابق، وهو يغطي أذنه المصابة والدم يسيل من وجهه، إلى صورته وهو يلوح بقبضته إلى مسانديه عند إخراجه من مسرح العملية محاطا بعناصر حمايته...

مرت تلك الصور سريعة، لكنها ستظل راسخة، وستكون "ذخرا" للجمهوريين لقيادة بقية الحملة الانتخابية قبل موعد الخامس من نوفمبر المقبل.

ويتخذ الجمهوريون من الحادثة عنصر قوة وعامل دفع لترامب الذي بدا متماسكا وواثقا، وأصر على أنه "لن يستسلم" وأنه سيحضر اجتماع الحزب الجمهوري الأسبوع القادم، في تحدّ لمن حاول اغتياله.

ويرجح متخصصون في الشأن الأمريكي أن تمثل الحادثة نقطة تحول مهمة في السباق الانتخابي، الذي يحظى فيه ترامب أصلا بأسبقية معنوية على منافسه، منذ إجراء المناظرة بينهما، ومع تواتر زلات بايدن وارتفاع الأصوات، حتى داخل الحزب الديمقراطي، منادية بتنحيه عن سباق الترشح للرئاسة بالنظر إلى حالته الجسمية والعقلية التي تزداد تدهورا.