مع انتهاء اليوم الخامس من المعارك التي أطلقتها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، شهدت مناطق شمالي سوريا تغيرات جذرية في خريطة السيطرة.
تمكنت الهيئة من فرض سيطرتها الكاملة على مدينة حلب الإستراتيجية، بما في ذلك طريق M5 الحيوي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.
كما وصلت قواتها إلى أطراف مدينة حماة، مما وسّع رقعة نفوذها بشكل ملحوظ.
في غضون ذلك، أطلقت قوات "الجيش الوطني السوري"، المدعومة من تركيا، عمليات عسكرية شرق وشمالي حلب.
وتمكنت من السيطرة على مطار كويرس شرقي المدينة وبلدة تل رفعت شمالًا، ما وضع القوات الكردية (قسد) في منطقة شيخ نجار تحت الحصار. وبدأت قوات "الجيش الوطني" بمطالبة "قسد" بالخروج من شمال حلب إلى مناطق شرق نهر الفرات، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.
على جبهة شمال مدينة حماة، التي وصلت إليها قوات "هيئة تحرير الشام"، تمكن الجيش السوري من إيقاف تقدم الفصائل المسلحة لأول مرة.
جاء ذلك بعد وصول تعزيزات كبيرة من قوات النخبة "الفرقة 25"، التي شنت هجومًا مضادًا دفع الفصائل المسلحة إلى حدود محافظة إدلب.
ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت "الفرقة 25" ستواصل تقدمها نحو مدينة حلب، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة السورية إلى التقدم في شرق وجنوبي حلب.
الهدف المعلن للفصائل هو السيطرة على طريق الرقة-حمص، الذي قد يمكنها من التوجه نحو مدينة حمص وعزل القوات الحكومية التي تقود الهجوم المضاد في إدلب وحلب.
الاشتباكات المتصاعدة تشير إلى سباق بين الأطراف المتنازعة لتحقيق مكاسب ميدانية قبل رسم أي خطوط جديدة في الصراع.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات تصعيد أكبر، وسط تنافس شديد للسيطرة على المواقع الإستراتيجية في الشمال السوري.
