هجوم وُصف بالأعنف منذ عامين على روسيا، شنته أوكرانيا على مدينة كورسك الحدودية، وقالت عنه تقارير غربية إنه التوغل الأكبر عبر الحدود منذ أشهر الحرب الأولى عام 2022، لاسيما وأن ضرباته وصلت لـ 300 كم داخل روسيا، فماذا في التفاصيل؟.

لليوم الثالث على التوالي تخوض أوكرانيا هجوما بريا وبالطائرات المسيرة على كورسك التي تقع على بعد نحو 330 ميلاً جنوب موسكو، باستخدام مدرعات معظمها من الأسلحة النخبوية التي مدت بها أمريكا كييف مؤخرا بما في ذلك دبابات ألمانية الصنع مع قرابة 1000 جندي من المشاة وفق أرقام موسكو، وهو ما أكدته بالفعل إدارة الرئيس بايدن قبل يومين من العملية، الأمر الذي أفضى إلى السيطرة على 100 كم مربع وفق ما ذكر أحد مستشاري الرئيس الأوكراني زيلينسكي وهو ميخايلو بودولياك، فضلا عن السيطرة على محطة غاز تابعة لشركة غازبروم بالقرب من مدينة سوجا في كورسك، وهي المدينة التي يمر عبرها الغاز الروسي إلى أوروبا وفق إعلام أوكراني.

الهجوم الذي أدى لإصابة 66 روسيا وفق وزارة الصحة في موسكو، تسبب بنزوح مئات العائلات من القرى الحدودية، وسط حديث عن أسر لمجموعة كبيرة من الجنود الروس جاء في تقرير "سي إن إن" ونقلا عن منظمة حكومية أوكرانية، أما أكبر هواجس روسيا حاليا فهو تأمين محطة الطاقة النووية في كورسك حيث تدور المعارك على بعد أميال فقط منها، بعدما تأكد توغل الجيش الأوكراني لـ10 كيلومترات على أقل تقدير إلى الداخل، أما عن المحطة، فهي تبعد 50 ميلا فقط من الحدود الأوكرانية.

تصعيد عسكري يرافقه خطاب أوكراني مرتفع الحدة، يلمح فيه مستشارو زيلينسكي إلى هجوم يسعى لتغيير شكل الحرب، بينما يقول زيلينسكي بنفسه إنه حان الوقت لأن تشعر روسيا بالعواقب المترتبة على غزوها لأوكرانيا، فيما قد يمثل هذا الهجوم وسيلة للضغط في مفاوضات السلام المستقبلية.