"الفتى الخارق".. من هو منافس المحافظين الشرس "كير ستارمر"؟

كان على وشك مغادرة المسرح السياسي بالكامل عام 2021، بعد هزيمة مُني بها حزبه في الانتخابات الفرعية، لكن العودة كانت أقوى مما تخيل البعض، وها هو السير كير ستارمر زعيم حزب العمال يجسد طموحاته القيادية، ويحول عجز الماضي إلى فرصة لإلحاق الهزيمة بحزب المحافظين الذي لم يفارق السلطة منذ 14 عامًا.. فمن هو وزير الظل والفتى الخارق "كير ستارمر"؟.

دعمته صحيفة ذا صن البريطانية قبل يوم من فتح صناديق الاقتراع بعدما اعتبرت أن المحافظين أصبحوا "حشدًا منقسما يهتم أفراده بمحاربة أنفسهم أكثر من اهتمامهم بإدارة البلاد"، وهي الصحيفة التي تسبقها سمعتها كداعم قوي لحزب المحافظين.

هو السياسي والمحامي البريطاني، الذي يعرف عنه البريطانيون القليل على عكس ما يجب، فبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، عاش ستارمر الذي ولد عام 1962 طفولة قاسية وسط ظروف اقتصادية صعبة، لكن ذلك لم يمنع محيطه من وصفه بالفتى الخارق؛ لأنه كان بارعًا في الدراسة والموسيقى وحتى كرة القدم.

درس ستارمر المحاماة، ونال شهرة واسعة من خلال تقديم المشورات القانونية المجانية واهتمامه بالقضايا المثيرة للجدل؛ مما أكسبه سمعة قانونية لافتة فتحت له أبواب منصب "مدير النيابة العامة"، وبعد سنوات عدة قرر أنه حقق كل ما بوسعه كمحام، وآن الأوان للدخول إلى معترك السياسة، حيث تمكن من الوصول إلى البرلمان البريطاني عام 2015، وتدرج في المناصب العليا حتى حظي برئاسة حزب العمال عام 2020 عندما حل محل الرئيس السابق جيرمي كوربين.

"إنه يشبه توني بلير" هذا ما ورد بين سطور مقال لـ إن بي سي نيوز الأمريكية ذكرت فيه آراء تشير إلى أوجه التشابه بين ستارمر والمحامي الوسطي الذي قاد بريطانيا للخروج من حالة الركود في التسعينيات حاملا معه فوزًا تاريخيًا لحزب العمال، على الرغم من معارضة البعض لذلك التشبيه واعتبار ستارمر رجلا رماديا لا يمتلك أدوات الحسم.

لكن مع ذلك فإن بعض الصحف البريطانية ترى أنه المرشح الأوفر حظًا للوصول إلى منصب رئيس الوزراء، وذلك في ظل زخم التوقعات التي تشير إلى هزيمة تلوح في أفق حزب المحافظين الذي لم يتمكن بشكل أو بآخر من الخروج من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية عُنونت بها السنوات الأخيرة جعلت البريطانيين يطالبون بالتغيير أولا.