على طريقة "نصر الله".. هكذا يقود السنوار المعركة مع إسرائيل

كيف يدير يحيى السنوار معركة ضد إسرائيل دون أن يُكشف مكانه، ولمدة قاربت العام؟

نُسجت حول هذا السؤال عديد الأجوبة التي ظلت رهينة ما يجري فعليًا، بحكم أن التحليلات وما تنقله الصحف، ربما يبقى كلامًا على ورق دون أدلة ثابتة، لكن بعد أكثر من 10 أشهر على حرب بمعالم حرب غزة، فإن قدرة السنوار على تحريك خيوط المعركة وإدارة الصراع، باتت، وفق معطيات عدة، طريقة شبيهة بميليشيا حزب الله، فهل استنسخ السنوار أساليب نصر الله في التواصل؟

وفي ظل رصد إسرائيل لأي تحرك يُمكن أجهزة استخباراتها من اصطياد الرجل الشبح، فإن واقعًا كهذا حتم على السنوار مواجهة أحدث تقنيات التواصل بأكثرها بدائية، وهي طريقة اعتمدها حزب الله عبر بناء شبكة اتصالات كاملة خاصة به، أحدث ما فيها هو الاتصال السلكي عبر الهواتف الأرضية، وهو ما يجعل أي اختراق لها مستحيلاً إلا في حال اختراق الأسلاك ذاتها، بينما تكمن الخطة "ب" بالرسائل الشفهية، التي ينقلها شخص لآخر برسائل مكتوبة باليد أو شفهيا.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إن السنوار تخلّى عن الاتصالات الإلكترونية منذ فترة طويلة، وأوضح المسؤولون للصحيفة أن "الشبح" يستعين بأشخاص للتواصل مع أفراد المنظمة، في نظام تواصل يشكل لغزًا لإسرائيل، ويعطل، وفق تقرير الصحيفة، مسار المفاوضات، إذ إنه، سابقًا، كان يرد السنوار على الرسائل خلال أيام، بينما زادت تلك الفترة في الأشهر الأخيرة.

قد يرى البعض في هذه الأساليب سببًا مباشرًا في بقاء السنوار محافظًا على لقب الشبح طيلة هذه المدة، وهي الطريقة التي ربما مكنته من إدارة المعركة بالخفاء، رغم أن جيشًا استخباراتيًا كاملاً يعمل على ملاحقته، فضلاً عن فريق عمل شكلته وكالة الاستخبارات الأمريكية لتحديد مكانه، بل إن واشنطن استخدمت رادارًا يصل إلى أعماق الأرض لإنجاز مهمة القبض عليه.

لكن النتيجة تلخصت في روايتين إسرائيلتين، الأولى هي هذا الفيديو الذي قالت تل أبيب إنه للسنوار هاربًا من أحد الأنفاق مع عائلته قبل أشهر، وآخرها كانت لقوات إسرائيلية كانت على بعد خطوات من السنوار وفق الجيش الإسرائيلي، حتى أن قهوته كانت لا تزال ساخنة.