بريطانيا.. هل ينجح ستارمر في إنجاز "المهمة المستحيلة"؟

بعد أن أشارت نتائج أولية إلى حصول حزب "العمال" البريطاني على 326 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية، ضد خصمه الرئيسي حزب "المحافظين"، تطفو إلى المشهد العام في المملكة المتحدة، تحديات عدة تنتظر كير ستارمر زعيم "العمال"، والذي من المرتقب أن يصبح رئيسًا للوزراء، فأمامه "مهمة مستحيلة"، بعد أن أطاح برئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك.

وخاضت بريطانيا انتخابات تشريعية مبكرة وُصفت بـ"التاريخية"، أدت إلى فوز حزب "العمال" بالأغلبية في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدًا، وبالتالي إنهاء 14 عامًا من حكم المحافظين.

ووفقًا لوسائل إعلام بريطانية، فإن ستارمر، الذي تعهد بإحداث "تجدد وطني" في بلاده، خلال "خطاب النصر" في لندن، أكد في الوقت نفسه "اليوم نبدأ فصلًا جديدًا، نبدأ مهمة التغيير، مهمة التجدد الوطني ونباشر إعادة بناء بلدنا".

ويشير مراقبون إلى عدة قضايا وملفات شائكة على طاولة ستارمر، وتشمل الاقتصاد، والتعليم، وتدهور خدمة الصحة العامة، والهجرة، وعلاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، وسواها.

وفي الوقت الذي يتعطش فيه البريطانيون إلى تغيير "كبير" بعد أن تلمسوا آثار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ما أسفر عن أزمة اقتصادية واجتماعية، وانتشار كوفيد-19، وفضائح سياسية، وغيرها، كتبت صحيفة "ذا صن" البريطانية: "حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمال".

 ستارمر أمام "اقتصاد مضطرب بشدة"، بحسب وصف صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ووعده تسريع النمو الاقتصادي يُعد سببًا أساسيًّا في فوزه بالبرلمان.

ولأن مهمة ستارمر "شاقة"، فقد خاض حملته الانتخابية على أساس خمس "مهام" شعبية، وهي النمو المرتفع، والشوارع الآمنة، وكسر الحواجز أمام الفرص، وتحويل بريطانيا إلى قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة، وجعل الخدمة الصحية الوطنية البريطانية ملائمة للمستقبل، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

وتلك المهام الخمس، متعلقة بشكل أو بآخر بمسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث عارضها ستارمر "بشدة"، ولكن، بحسب تقديرات، فإنه ليس من السهولة "تصحيح هذا الوضع بسرعة".

كما يجيد ستارمر، لعبة الأمل، لكنه يقول "يحتاج الناس إلى الأمل، ولكن يجب أن يكون أملًا واقعيًا"، وهذه نقطة انطلاق ممتازة لأنصار التغيير، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز". 

ومن القضايا الملحّة في بريطانيا، تقول صحيفة "الغارديان"، إن التزام حزب "العمال" بإنفاق 28 مليار جنيه إسترليني سنويًّا على خطته للازدهار الأخضر، أثار قلق عدد من أعضاء البرلمان من أنه خفض مستوى معالجة أزمة المناخ.

ويأتي هذا وسط إصرار ستارمر على أنه يريد تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2030.

وفي قضية الهجرة، لدى ستارمر حل أكثر قابلية للتحقيق فيما يتعلق بعبور القوارب الصغيرة، من خلال إنشاء قيادة حدودية جديدة وتسريع معالجة طلبات اللجوء، إلا أنه وعد بخفض طلبات اللجوء، وهي الخطوة التي يدعمها العديد من أعضاء البرلمان، لكنه لم يحدد هدفًا عامًا.