حكومة التكنوقراط.. خيار ماكرون للخروج من المأزق الانتخابي

رأى خبراء فرنسيون أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يمكن أن يخرج من مأزق عدم حصول أي فصيل سياسي على الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة، عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية من الكفاءات لما يُعرف بحكومة "التكنوقراط".

ويمثل خيار حكومة التكنوقراط، خيار ماكرون الوحيد، في حال فشل الجبهة الجمهورية التي يبدو أنها تتشكل "لعرقلة" اليمين المتطرف، في منح الأغلبية لأحد الأحزاب التقليدية في البرلمان لتشكيل الحكومة المستقبلية.

 

حكومة رجال الرماد

من جانبه، وصف المحاضر في القانون العام بجامعة باريس الثانية بنجامين موريل لـ"إرم نيوز"، الوزراء التكنوقراط بـ"الرجال الرماديين الذين لا يطغون على السياسيين، وهم من كبار موظفي الخدمة المدنية أو الخبراء دون أي تصنيفات حزبية، معترف بهم فقط لمهاراتهم". 

 

ورأى موريل أن هذه الطريقة غير المسيسة ستحكم على الأقل في القضايا الاقتصادية، ولكن ليس في القضايا السياسية، موضحًا أن ذلك التشكيل من شأنه أن يجعل اعتماد الميزانية في الخريف ممكنًا لطمأنة الأسواق، وتجنب الخيار المتمثل في تجديد نفقات وإيرادات العام السابق بنسبة 49.3.%.

وأشار إلى أن هذه الحكومة ستسمح بانتظار "حل جديد محتمل، اعتبارًا من يوليو/تموز 2025، أو انتخابات رئاسية جديدة".

الوصول إلى السلطة

قالت أستاذة القانون العام آن ليفادي لـ"إرم نيوز"، إنه "في مساء الجولة الثانية، وبحسب النتائج، يتمتع الرئيس الفرنسي بالحرية الكاملة في اختيار رئيس وزرائه، والدستور هو الذي ينص على ذلك، وفي حالة الأغلبية المطلقة، عليه تعيين الشخص الذي يقترحه حزب الأغلبية".

وأضافت ليفادي أنه "إذا لم تحصل أي قوة سياسية على الأغلبية المطلقة، فإن الأمور تتعقد"، وكان جوردان بارديلا قد صرح صراحة بأنه لن يقبل بمنصب رئيس الوزراء إذا لم يحصل على الأغلبية المطلقة، معتبرًا أن ذلك سيمنعه من الحكم. 

 

 

 

كما أعلن حزب "فرنسا المتمردة" أنه لن يشارك في حكومة ائتلافية مع الأغلبية، ويمكن للمجموعات الأخرى بعد ذلك أن تحاول تشكيل ائتلاف للحكم.

وفي هذا السياق، أشارت ليفادي إلى أنه "من غير المرجح أن يتولّى منصب رئيس وزراء ذي ​​طابع سياسي كبير، لأنه لن يحصل على موافقة النواب الآخرين في الائتلاف".

وتابعت: "يمكننا أن نتصور أي شيء"، حتى "خيار رئيس وزراء تكنوقراط أو حكومة ائتلافية وحدة وطنية، إذ رأى الرئيس أنه من المحتمل التوصل إلى اتفاق للحكم".

تاريخ "التكنوقراط" في فرنسا

من جهتها، قالت آن شارلين بيزينا من جامعة روان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التحالف "سيكون غير مسبوق في الجمهورية الخامسة، التي تم تصميمها في الواقع لمعارضة هذا النوع من النظام".

وأضافت أنه من ناحية أخرى، فإن حكومة التكنوقراط، المدعومة بالائتلاف، شائعة بين جيراننا الإيطاليين، حيث وُضِع مثل هذا النظام 4 مرات، منذ العام 1993، وفي العام 2021، تمكن رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي من الحكم في أوقات الأزمات السياسية بدعم من الأحزاب الرئيسة، بحسب صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية.

  حل محفوف بالمخاطر

وعاد موريل قائلاً:"إنها تبدو فكرة توافقية، لكنها قد تؤدي إلى زيادة أكبر في جمهور الناخبين اليمينيين المتطرفين، إذا لجأ حزب التجمع الوطني إلى المعارضة.

 وأضاف: "إنها كارثة ديمقراطية، لقد صوّت الفرنسيون للتغيير، وأنت تعطيهم وزراء تكنوقراط..فما التغيير إذن؟".