"اليونيفيل" تقول إن قواتها باقية في مواقعها جنوب لبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها

logo
العالم

يمينًا ويسارًا ووسطًا.. لماذا تتجه الحياة السياسية الفرنسية إلى "التطرف"؟

يمينًا ويسارًا ووسطًا.. لماذا تتجه الحياة السياسية الفرنسية إلى "التطرف"؟
زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشونالمصدر: رويترز
06 يوليو 2024، 1:03 م

يعيش المشهد السياسي الفرنسي إعادة تشكّل وفق مقاربات ألقت فيها التطورات الأخيرة والتوترات بظلالها، حتى بات التطرّف سمة الخطاب المتداول واشتدّ التنافر بين مختلف القوى السياسية التقليدية منها والناشئة.

ويعدّ متابعون للشأن السياسي الفرنسي أنّه خلاف للديمقراطيات الغربية التي تدور فيها المناظرات حول معسكريْن واضحين (مثل الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، أو المحافظين والعمّال في بريطانيا) فإنّ فرنسا تشهد انحرافًا نحو التطرف يمينًا ويسارًا، وحتى على مستوى الوسط.

سلّة اليمين

فمع صعود حزب التجمع الوطني أصبح اليمين المتطرّف بوصلة للقوى اليمينية التي يصنفها البعض "في سلّة واحدة" مع الحزب ذي المرجعية القومية الراديكالية، وينطبق الأمر ذاته على اليسار، إذ يتجمع قسم من هذه العائلة السياسية حول حزب "فرنسا الأبيّة" الذي يمثل أقصى اليسار ويطرح زعيمه جان لوك ميلينشون نفسه قائدًا للجبهة الشعبية الجديدة التي نشأت مع بدء حملة الانتخابات التشريعية المبكرة.

وفي وسط المشهد يتم بناء "الأغلبية الرئاسية" منذ العام 2017 حول شخصية الرئيس إيمانويل ماكرون، ومع فقدان ماكرون الأغلبية منذ الانتخابات التشريعية لسنة 2022، ولا سيّما مع حل البرلمان يوم 9 يونيو الماضي تغيّر الخطاب الوسطي وصار أكثر ميلًا إلى "التطرّف" وفق مراقبين، إذ يصنّف الخصوم على اليمين وعلى اليسار على الدرجة نفسها من التباين الأيديولوجي.

قطيعة مع الوسط التاريخي

ووفق تقرير لإذاعة فرنسا الدولية، فإنّ موقع معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون يشكل اليوم "قطيعة عميقة مع الوسطية التاريخية". وقد استعمل المؤرخ بيير سيرنا مفهوم "الوسط المتطرف" لتحديد نمط الحكم الذي بدأه ماكرون من حركة "فرنسا إلى الأمام" ثم "عصر النهضة"، ثم استخدم ماكرون نفسه هذا المصطلح في الآونة الأخيرة لتعريف عائلته السياسية.

ويتميز هذا "الوسط المتطرف" بتحديد حركة ذات أرضية وسطية ترفض أي شيء من شأنه أن يطغى عليها عن يمينها أو عن يسارها، بوصفه أمرًا "غير معقول" بحسب التقرير.

ويوضح بيير سيرنا، أن الوسط المتطرف ينتهي به الأمر إلى الميل آليًا نحو اليمين، ومن ثم فإن أولئك الذين يقاومون اليمين التاريخي إنّما يميلون نحو اليمين المتطرف، كما هو الوضع اليوم جزئيًا، وينتهي الأمر باليسار بأن يجد كل مساحته لإعادة تركيب نفسه والالتقاء مع قوى تشاركه الأفكار نفسها، وبسبب افتقاره إلى القاعدة الأيديولوجية، يفشل الوسط المتطرف في تشكيل تقليد سياسي حقيقي، وفق قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC