كيف تمكنت الدفاعات الإسرائيلية من صد مسيَّرات وصواريخ إيران؟

تمكنت إسرائيل من إحباط هجوم بأكثر من 300 طائرة مسيَّرة وصواريخ طويلة المدى، أطلقتها إيران، في وقت متأخر من ليلة السبت، بحسب تقرير نشره موقع "Financial Times".

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها إنه تم اعتراض 99% من القذائف، مع تمكن عدد قليل فقط من الصواريخ الباليستية من اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، مما أدى إلى إلحاق أضرار طفيفة بقاعدة جوية جنوبية، وإصابة طفل بجراح خطيرة، على الأرجح، بسبب سقوط شظايا.

وبحسب الموقع، فإنه "تم تسليط الضوء على فاعلية آليات الصد الإسرائيلية، خاصة نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات، في حين لعب نظام آرو، المصمم لاعتراض المقذوفات بعيدة المدى، دورًا محوريًا في تحييد التهديد الذي شكله الهجوم الإيراني، بالإضافة إلى ذلك، تلقت إسرائيل المساعدة من شركاء دوليين بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا".

وأقرَّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بمساهمة سلاح الجو البريطاني في اعتراض الطائرات المسيَّرة الإيرانية، مشددًا على احتمال زعزعة الاستقرار الإقليمي في حالة نجاح الهجوم.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الجهود الدفاعية بأنها "واحدة من أبرز الجهود في التاريخ العسكري"، مشيرًا إلى "النشر المكثف للطائرات المقاتلة والصواريخ الاعتراضية على مدار عدة ساعات"، مؤكدًا أن "الاكتشاف المبكر للهجوم يعزى إلى تحذيرات الرادار من القواعد الأمامية التي تديرها القيادة المركزية للجيش الأمريكي، حيث يلعب اندماج إسرائيل في القيادة العسكرية الإقليمية بقيادة الولايات المتحدة دورًا مهمًا".

وشمل الرد الإسرائيلي الاستباقي، نشر مقاتلات الشبح من طراز F-35 لاعتراض المقذوفات، مما يضمن عدم اختراق أي من الطائرات المسيَّرة المسلحة المجال الجوي الإسرائيلي، كما أدى التشويش المتعمد لإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى إعاقة تقدم الصواريخ والطائرات المسيَّرة المتبقية.

وبينما تشتمل مجموعة الدفاع الإسرائيلية على أنظمة مختلفة مثل القبة الحديدية ومقلاع داود، فإن نظام السهم هو الذي تصدى في المقام الأول للصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، وكان الاعتراض الناجح واضحًا في التحذيرات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل، ومشهد صواريخ آرو الاعتراضية وهي تنطلق عبر السماء.

ورغم العدد القليل من القذائف التي اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي، إلا أن قاعدة نيفاتيم الجوية بقيت عاملة، مما يؤكد مرونة البنية التحتية الدفاعية الإسرائيلية، فيما ينظر المسؤولون الإسرائيليون إلى هذا الدفاع الناجح على أنه شهادة على قوة تحالفهم، ورادع ضد أي عدوان مستقبلي من جانب إيران.

وخلُص الموقع إلى أن الهجوم الإيراني يمثل انتكاسة إستراتيجية لها، مما قد يمهد الطريق للانتقام الإسرائيلي، ويسلط توقع الرد الإسرائيلي الضوء على التوترات المتصاعدة بين البلدين، مع احتمال وقوع المزيد من المواجهات التي تلوح في الأفق.