دخلت الأرجنتين، بعدما غيرت سياستها الخارجية تجاه روسيا منذ فوز خافيير ميلي بكرسي بالرئاسة، إلى دائرة الدول المتحالفة مع أوكرانيا، ولم يتوقف الدعم على البعد السياسي، بل بدأ الحديث عن دعم عسكري، بطائرات مقاتلة ودبابات يتم نقلها عبر فرنسا وألمانيا إلى الجيش الأوكراني.
ووصفت روسيا الخطوة، بأنها غير ودية، بحسب ما قاله السفير الروسي في الأرجنتين، دميتري فيوكتيستوف، مؤكدًا بأنه "لا يوجد أي تفسير آخر للخطوة الأرجنتينية، حيث ستُستخدم هذه المعدات العسكرية في الميدان ضد الجنود والضباط الروس".
ويرى خبراء روس حاورهم "إرم نيوز" أن "الأرجنتين لديها رغبة بالدخول إلى دائرة التحالف المعادي لروسيا وإذا تم تحويل المعدات العسكرية فعليًا إلى أوكرانيا، ستحجز الأرجنتين مقعدًا لها في صف الدول غير الصديقة لروسيا وستعاملها موسكو بهذا المفهوم".
ويرى آخرون أن القدرة العسكرية للأرجنتين، لا تضعها ضمن الدول العسكرية ذات التأثير بالنسبة لدعم كييف، لكنها خطوة محفوفة بالمخاطر مع توسع الحلف المعادي لروسيا.
لا تأثير عسكريًا
ويقول الخبير في الشؤون العسكرية إيفان يوريف، في حديثه لـ"إرم نيوز" إن "الحديث يدور الآن حول إرسال 5 مقاتلات هجومية فرنسية الصنع من طراز Super Etendard تملكها الأرجنتين إلى أوكرانيا لكن هذه الطائرات لا تعمل لعدم امتلاك الأرجنتين لقطع الغيار بسبب حظر فرضته بريطانيا عليها".
وأضاف قائلًا: "لذلك هذه الطائرات الخمسة هي مجرد خردة بالنسبة لمالكها وتريد أن تتخلص منها وتقايضها على شيء آخر.. هذه صفقة سلاح لا أكثر".
واعتبر بأن امتلاك كييف هذه الطائرات بعد صيانتها في فرنسا لن يغير المعادلة العسكرية وموازين القوى لكن سيعطي لكييف روحًا معنوية أكبر بأن دائرة الداعمين تتوسع.
ووفق يوريف فإن الجيش الأوكراني تحول لحقل تجارب لمختلف أنواع الأسلحة وهذا الأمر لا يقوي الجيش بل يتعبه أكثر مع وجود سلاح متنوع وغريب بنفس الوقت عما تعود عليه هذا الجيش، مشيرًا إلى أن "هذا السلاح الجديد أيضًا غير متوفر بكثرة وذخيرته تنقطع كل فترة وأخرى".
الرد الروسي
ويقول الخبير في الشؤون الروسية يوري ميروشكين، إن الرد العملي الروسي، على الجبهة، حيث تم الرد على توريد العديد من المدرعات والدبابات الغربية، وكانت تحترق بفعل السلاح الروسي، وسيكون الرد أيضًا على أي نوع جديد سيدخل.
وأضاف ميروشكين قائلًا: "الأرجنتين ضمت نفسها مع الحلف المعادي إذا وصلت هذه الطائرات أو الدبابات إلى الجيش الأوكراني، لكن الأهم هو الهدف من ذلك، حيث تحاول هذه الدولة إثبات نفسها ضمن محيطها وتريد ذكر اسمها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ويبدو أنها لم تدرس الموقف بعناية.
ويشير ميروشكين في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن "ميلي ومنذ وصوله إلى سدة الحكم يحاول تغيير جلد دولته وقطع حبل العلاقات المتين الذي كان يجمع موسكو وبوينس آيرس وبدأ بالتحرك باتجاه القطب الآخر"، لافتًا إلى أن "لديه سياسة معينة ويريد تطبيقها، متوقعًا فشل هذه السياسة.
وأردف بالقول: "يومًا ما ستعود المياه إلى مجاريها بين روسيا وبعض الدول الغربية وهذا ما يجري في كل الصراعات، ويتحول الأعداء إلى أصدقاء وموسكو ستتفهم ما قامت به الدول الأوروبية لأنها منافس لروسيا لعقود لكن ما هو الشيء الذي لن تتفهمه هو موقف الأرجنتين وهذا سيؤثر على العلاقات معها لعقود طويلة".
