logo
العالم

محللون: "الفساد" ليس العائق الوحيد أمام أوكرانيا للانضمام إلى الناتو

محللون: "الفساد" ليس العائق الوحيد أمام أوكرانيا للانضمام إلى الناتو
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف شم...المصدر: رويترز
03 يوليو 2024، 12:57 م

قبل أيام من انطلاق قمة "الناتو" في العاصمة الأمريكية واشنطن، كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية، أن الحلف لن يوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام للقمة المقررة في 9- 11 يوليو/ تموز الحالي؛ بسبب ما قالت إنه "تفشي الفساد في البلاد".

الصحيفة نقلت عن مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية، أن القمة ستدعو أوكرانيا إلى اتخاذ "خطوات إضافية" لمحاربة الفساد قبل المضي قدما بالمفاوضات حول عضوية أوكرانيا في الحلف.

وفي وقت سابق أكد مسؤولون أمريكيون أن القمة لن توجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، لكنهم تحدثوا عن ما أسموه مد "الجسر إلى عضوية" أوكرانيا في الحلف في المستقبل، بتوقيع اتفاقيات أمنية مع كييف.

وحول ما كشفته الصحيفة البريطانية، يشير خبراء حاورهم"إرم نيوز"، إلى أن "رفض عضوية أوكرانيا في الناتو لا يعود لأسباب الفساد المستشري في المؤسسات الأوكرانية فقط؛ فهناك عوامل كثيرة، منها الخوف من صدام مباشر مع روسيا"، فيما يقول آخرون إن "الغرب يريد ورقة انضمام أوكرانيا للناتو للتفاوض بها مع روسيا ليس إلا".

الغرب وإفساد أوكرانيا

ويقول الخبير في الشؤون الأوكرانية نيكولاي إيفجينييفيتش، لـ"إرم نيوز"، إن "الفساد مستشرٍ في أوكرانيا منذ زمن. والأمر ليس بالجديد ليخرج الغرب الآن ويقول إن الفساد هو العائق للانضمام يخشون أن يقولوا إن أي تحرك بهذا الاتجاه يعني صداما مباشرا مع روسيا وحرباً عالمية ثالثة إذا ما حصل هذا الصدام العسكري المباشر".

ويتابع: "نتيجة الدعم الغربي لأوكرانيا منذ 2022 ازدادت نسب الفساد بشكل كبير؛ فمليارات الدولارات ذهبت لكييف وتم وضع خطط ومشاريع خاصة في القطاع العسكري، وبناء تحصينات وماذا رأينا في خاركيف حين دخلت القوات الروسية مؤخرا إليها؟ تحصينات لم تكتمل وكتل إسمنتية ملقاة على الطرق بشكل عشوائي وهذه كلها من أموال الغرب".

ويضيف الخبير في الشؤون الأوكرانية: "كل مدة كان يكتب الإعلام الأوكراني عن كشف قضية فساد لها علاقة بدعم الجيش ألبسة لا تصلح ومواد غذائية فاسدة ومعدات منتهية الصلاحية دفع عليها المليارات وذهبت الأموال إلى جيوب المسؤولين لنستطيع أن نقول إن عملية إفساد ممنهجة تم تطبيقها في أوكرانيا لضمان ولاء القيادات وعدم انشقاقهم أو خضوعهم لإغراءات من الخارج لشراء ولائهم".

وينوه إيفجينييفيتش، إلى أن "الناتو لا يريد أوكرانيا عضوا، لقد أوهم كييف بهذا وكذلك عضوية الاتحاد الأوروبي هم لا يعتبرون الأوكران أوروبيين، لكنهم استغلوهم ليكونوا شوكة في خاصرة روسيا، واليوم نقترب من انتهاء الاستغلال الغربي لأوكرانيا ليقولوا لهم أنتم فاسدون لا تصلحون لأن تكونوا نظراء لنا هذا ما يحدث ببساطة".

ورقة ضغط

فيما يقول الباحث في الصراعات الدولية وأستاذ العلوم السياسية إيغور نيستيروف، في حديث لـ"إرم نيوز"، إنه "من الأساس لا توجد نية لضم أوكرانيا للناتو والمبررات الغربية تتغير كل فترة وهي غير مقنعة، لكنهم أرادوا مبررًا لتدخلهم في هذه الحرب، ووجدوا ضالتهم في موضوع دراسة ضم هذه الدولة للناتو وللاتحاد الأوروبي".

ويضيف: "استغلوا الأمر قبل سنوات وأشعلوا الحرب وتدخلوا بها، والآن هناك مرحلة جديدة بدأت وهي الحديث عن مفاوضات قد تعقد بين روسيا والغرب على ماذا سيتفاوض الغرب مع روسيا؟ والتي تسيطر على أجزاء من الأراضي، لا يوجد شيء يساومون موسكو عليه سوى ورقة الناتو وعضوية كييف فيه".

وينوه الباحث في الصراعات الدولية، إلى أن الغرب" يريد إسكات أوكرانيا عن هذه المطالب، فلجؤوا إلى موضوع أطلقوا عليه جسرًا إلى العضوية لكن طوله آلاف الأميال، وعلى أوكرانيا أن تصل إلى آخره، وهي لا تملك أي مقومات للتحرك وهذا تدركه السلطات الأوكرانية، لكنهم صامتون الآن. فماذا يقولون للأوكران؟ خُدِعْنَا ولن نحصل على شيء مقابل ذلك إلا الدمار والموت".

وخلص نيستيروف، إلى القول: "من البداية تحدثت موسكو وبوضوح إلى كييف بأن الغرب يريد استغلالكم، ولن تكونوا غربيين في يوم وليلة. والموضوع هو استهداف روسيا. وأنتم وسيلة لكن لم تقتنع كييف بذلك. على مدار سنوات من التفاوض من عام 2014 حتى عام 2022، ولكن التاريخ لا يرحم منفذي الأخطاء الكارثية. وسيذكر فشلهم لا بطولاتهم، وقد حان الوقت لأوكرانيا أن تستيقظ".

أخبار ذات علاقة

الاتحاد الأوروبي يؤكد إطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC