كيف قلبت هاريس حملة ترامب "رأساً على عقب"؟

يواجه الجمهوريون صعوبة بالغة في العثور على "خط هجوم ثابت" ضد المرشحة الرئاسية المحتملة للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، وقلب دخولها للسباق إستراتيجيات حملة ترامب رأسا على عقب، بحسب ما نقلت صحيفة "بوليتيكو".

وأكد مايكل برودكورب، نائب رئيس الحزب الجمهوري السابق في ولاية مينيسوتا، قوله "إنهم يتشبثون بقشة حرفيا"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة الأمريكية.

رسائل ضد هاريس

وأضاف برودكورب "كان الجمهوريون يريدون بشدة الترشح ضد بايدن، أعتقد أن إدخال هاريس في السباق قلب هجماتهم وإستراتيجياتهم رأسا على عقب".

وأشارت "بوليتيكو" في تقريرها إلى أن اتساع نطاق الهجوم الجمهوري على هاريس يفتقر إلى التماسك؛ بسبب حداثة ترشيحها، وأيضا يواجه أعضاء الحزب الجمهوري صعوبة في التكيف مع منافس له ملف تعريف مختلف عن المرشح المنسحب جو بايدن، والذي كانوا يخططون للترشح ضده منذ سنوات.

تقرير الصحيفة أشار أيضا إلى أنه فور إعلان ترشح هاريس انتشر "الهراء" في صفوف الجمهوريين، زاعمين بأنها "غطت على التدهور العقلي الواضح لجو بايدن".

ووفق جيسون رو الإستراتيجي الجمهوري من ولاية ميشيغان المتأرجحة، فإن الجمهوريين يختبرون الكثير من الرسائل المضادة لهاريس، ولم يحددوا ما قد يتردد صداه وما يهتم به الناس، مضيفا "أعتقد أن هناك الكثير من الرسائل التي قد تُشن ضد هاريس خلال الأيام القادمة".

الاستهلاك الإعلامي

ووصف روب ستوتزمان المستشار السياسي الجمهوري، عدم وجود خط هجوم مستقر على هاريس بأنه "انعكاس لعدم كفاية البيانات التي جمعت ضدها والتي قد تلقى صدى".

وقبيل انسحاب بايدن من السباق الرئاسي أكد جايسون ميلر، أحد أقرب مستشاري ترامب، أن حملة الرئيس الأمريكي السابق لن "تتغير بشكل جذري" إذا انسحب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي تحت ضغط الديمقراطيين. 

وقال ميلر على هامش مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي: "لا شيء جوهريا سيتغير. فسواء كان جو بايدن أو كامالا هاريس أو أي ديمقراطي يساري متطرف آخر، جميعهم يتشاركون المسؤولية عن تدمير اقتصادنا وتفكك حدودنا".

لكن تقرير "بوليتيكو" أشار إلى النقيض من ذلك، واعتبر سياسيون أن مثل هذه التصريحات هي فقط "للاستهلاك الإعلامي"، لكن في الواقع أن دخول هاريس إلى السباق خلط أوراق حملة ترامب، لكون المرشحة دُفعت بقوة ولديها إستراتيجية لـ"الانتقام" من أجل سمعة حزبها، على حد تعبيرهم.

وفي آخر تصريحاته حول هاريس، وصف دونالد ترامب نائبة الرئيس الأمريكي بأنها "يسارية متطرفة معتوهة"، وذلك في أول تجمّع انتخابي له منذ أن أعلن سيّد البيت الأبيض انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه ترشيح نائبته.