الدفاع المدني اللبناني: رفع الأنقاض في الضاحية الجنوبية مستمر بحثا عن 11 مفقودا

logo
العالم

فشل عسكري أم مخاوف غربية.. ما دلالات عدم ضرب العمق الروسي؟

فشل عسكري أم مخاوف غربية.. ما دلالات عدم ضرب العمق الروسي؟
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)
22 سبتمبر 2024، 11:03 ص

بينما تُحاول كييف تحقيق أهداف عسكرية مع تزايد الدعم الغربي المالي والعسكري لها على أرض المعركة، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتصريحات مفاجئة وغير متوقعة أكد خلالها أن بلاده لن تحصل بعد على إذن من واشنطن ولندن لاستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا خشية "تصعيد" الوضع.

ودائمًا ما تطالب أوكرانيا بالحصول على إذن لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، لكن الغرب، خصوصًا الرئيس الأمريكي جو بايدن، يخشى رد فعل روسيا، خاصةً وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر مرارًا من أن قرارًا مماثلًا سيعني أن دول حلف شمال الأطلسي ستكون في حالة حرب مع روسيا.

أخبار ذات علاقة

خطوة نحو حرب عالمية.. البرلمان الأوروبي يتخذ قرارًا نادرًا يستهدف روسيا

وقال محمود الحمزة، المحلل السياسي المختص في الشأن الروسي، إن عدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي يعتبر دعاية فقط وليس حقيقيًا، خاصةً وأن بريطانيا قد تكون وافقت بالفعل على توجيه ضربات للعمق الروسي، بل وأكثر من ذلك، قد يكون تم تسليم صواريخ لأوكرانيا لتحقيق هذا الغرض، ورغم ذلك ما زالت كييف تطالب بمنحها الضوء الأخضر بشكل رسمي.

وأضاف المتخصص في الشأن الروسي لـ"إرم نيوز" أن هناك توقعات بموافقة واشنطن على منح كييف الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي، بينما ترفض ألمانيا هذه المطالب الأوكرانية، وهذا يعني أن الدول الغربية، التي رفضت في بداية الحرب الروسية الأوكرانية منح كييف الصواريخ وأنظمة الباتريوت الدفاعية وطائرات إف-16، قامت بإمداد أوكرانيا بكل الأسلحة الأخرى في حربها ضد روسيا.

وأكد المحلل السياسي أنه من الممكن أن تمنح الدول الغربية أوكرانيا صواريخ لضرب العمق الروسي بطريقة غير معلنة، وأن ذلك يأتي متسقًا مع إعلان دعمها لأوكرانيا "حتى النصر".

موسكو والسلاح النووي

وأوضح محمود الحمزة أن هناك ملايين الدولارات تُقدم وتُمنح لأوكرانيا بشكل مستمر من الدول الغربية، بينما تسعى أوكرانيا لتحقيق أهدافها واسترجاع أراضيها التي احتلتها روسيا، خاصة الجزء الشرقي والجنوبي وشبه جزيرة القرم.

وأكد الحمزة أنه في حال توجيه الصواريخ التي تطلق جوًا ـ جوًا وأرضًا ـ أرضًا ضد روسيا، فإن موسكو ستتولى استخدام أسلحة فتاكة، وقد تستخدم السلاح النووي، ولديها منظومة أسلحة متطورة، وقد تلجأ إلى التصعيد ليطال إحدى دول حلف "الناتو".

أخبار ذات علاقة

لقاء بايدن-زيلينسكي.. هل تعطي واشنطن "الإذن" لكييف لضرب العمق الروسي؟

 وفي السياق ذاته، أكد رامي جبر، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن شكوى زيلينسكي من عدم منح أمريكا وبريطانيا الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي قد لا يعني أنه لن يحصل على تلك الموافقة في المستقبل القريب، فقد جرت خلال الأسابيع الماضية محادثات وسجالات نشطة بين حلفاء كييف الغربيين في تلك القضية، وكان واضحًا ذلك خلال زيارة وزيري خارجية أمريكا وبريطانيا إلى كييف الأسبوع الماضي، حيث كانت هناك تطمينات واضحة لكييف بأن الحلفاء لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا عبر مختلف الإمدادات العسكرية والدعم الاقتصادي والسياسي.

أثر الانتخابات الأمريكية

وأوضح جبر لـ "إرم نيوز" أن التوقعات كانت بأن يتم الإعلان بشكل رسمي وصريح في أقرب وقت عن مسألة موافقة واشنطن ولندن على استخدام أوكرانيا للصواريخ الغربية والأمريكية لضرب العمق الروسي، مضيفا أن روسيا ترى أنه تم منح هذا الضوء الأخضر دون تصريح أمريكي وغربي رسمي، وأن الأمر الآن يتعلق بالتحقق من أهداف أوكرانيا المحتملة وتوجيه العمليات الحربية.

وتابع جبر:"نحن نتحدث عن صواريخ أمريكية وغربية مداها لا يزيد على 300 كم، وهي لا تصل إلى العمق الروسي. لذا، من الأسئلة المطروحة، هل تستطيع كييف وحلفاؤها الغربيون تطوير تلك الصواريخ أو استبدالها بصواريخ أخرى بعيدة المدى كما حدث في وقت سابق مع المسيرات التي تم تطويرها لتصل إلى ضرب أهداف روسية يصل مداها إلى 700 كم".

وأشار المحلل السياسي إلى نقطة أخرى، وهي أنه رغم إظهار الغرب عدم قلقه بشأن التحذيرات الروسية حول مسألة اختراق الخطوط الحمراء ورد الفعل الروسي المحتمل، فإن الغرب يضع حساباته بشكل دقيق حول هذا الأمر، أما بالنسبة لأمريكا، فليس لديها الرغبة الآن في تصعيد عسكري كبير، خاصة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، في حين تتعجل أوكرانيا الأمر لتعزيز موقفها على الأرض قبل حلول الشتاء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC