مندوب الصين في مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن تفجيرات لبنان
رأى محللون وخبراء سياسيون وعسكريون أن التوغل الأوكراني المفاجئ في كورسك، لن يصمد طويلاً أمام الخبرة العسكرية الروسية التي اعتادت النشاط على جغرافيا واسعة.
وقالوا لـ "إرم نيوز" إن تزويد القوات الأوكرانية بالإمدادات مسألة صعبة، مؤكدين أنها عامل مهم في مسألة الاحتفاظ بهذا التقدم.
مكاسب مؤقتة
وقال نائب رئيس أركان الجيش الأردني السابق اللواء المتقاعد قاصد محمود إن ما أقدمت عليه أوكرانيا في كورسك لا يعد مكسبا من الناحية العسكرية، وإنما مكاسب سياسية معنوية مؤقتة.
وأضاف محمود في حديث لـ"إرم نيوز" أن الروس معتادون في عملياتهم العسكرية على التوسع في المناطق الجغرافية الواسعة، وما زالوا يقاتلون عبر حلفائهم من القوات الشيشانية، ويقومون بعمليات بطيئة لكنها مدروسة وغالبا ما تحقق نتائجها.
وأشار في المقابل إلى أن الجيش الأوكراني ليست لديه ذات المقدرة، ويعاني من نقص الجنود، وبهذا ستكون مهمته في الحفاظ على توغله في كورسك أمرا صعبا.
وتابع محمود بالقول: إن لدى أوكرانيا مشكلة استراتيجية في عدم كفاية جنودها، وهي الآن في حالة تخبط، وما حصل في جبهة زاباروجيا واضح للعيان، إذ كان نقص الجنود وقلة الإمداد سببا في التقدم والسيطرة الروسية.
وأضاف أن الجيش الأوكراني عبارة عن كتائب قليلة موزعة على جغرافيا واسعة ولا يوجد تماسك بينها، وما قاموا به أخيرا في كورسك ليس له قيمة بالفعل، فما قاموا به يمكن تسميته بالجرأة أو الشجاعة لكنه قاصر ولا يتسم ببعد النظر.
"روسيا باتت رابحة"
من جهته، يرى المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد من الجيش الأردني مأمون أبو نوار أن ما قامت به أوكرانيا من توغل في كورسك يعني دون شك أن روسيا باتت رابحة للحرب، وسوف تحسم ذلك من جبهة دونباس وعبر سيطرتها على المناطق الجنوبية الشرقية وحينها لن تلجأ إلى التفاوض.
واعتبر أبو نوار في حديث لـ"إرم نيوز" أن تقدم القوات الأوكرانية في كورسك، يعد من الناحية العسكرية عملاً فاشلاً، إذ ليس لديهم الموارد الكافية للحفاظ على هذا التقدم، وبعد حين سيجدون أنفسهم في مأزق.
وتابع أبو نوار بالقول: لدى الروس نفس طويل وقدرة كبيرة على التحمل، لكن ذلك ليس موجودا عند الأوكرانيين، والغرب والأمريكان تحديدا عبر الناتو ليسوا مستعدين للدخول في حرب من أجل أوكرانيا.
ويرى أبو نوار أن وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، سيكون العامل الحاسم في إنهاء الحرب لصالح الروس، إذ يصفها ترامب بـ"الحرب الخطأ"، وبالنسبة له فإن ملف غزة وإسرائيل أهم من ملف أوكرانيا.
محددات جديدة
ومن وجهة نظر سياسية يرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني أن تمكن أوكرانيا من المحافظة على تقدمها العسكري أمر مستبعد".
وأضاف المومني لـ"إرم نيوز": "مسألة صمود أوكرانيا تعتمد على الدعم والعون الغربي وتحديدا الولايات المتحدة، والمهم اليوم كيف سينعكس التقدم العسكري الأوكراني على أجندة القرار السياسي، فهذا هو الأهم وهذا جوهر الملف".
ويرى المومني أن بقاء الديمقراطيين على سدة الرئاسة الأمريكية من شأنه تقوية الموقف الأوكراني، لكن فوز ترامب سيعني دون شك إنهاء للحرب لصالح الروس.
