logo
العالم

صحيفة عبرية: الرد الإيراني سيكون "الأكثر شراسة" ولن يقتصر على الأهداف العسكرية

صحيفة عبرية: الرد الإيراني سيكون "الأكثر شراسة" ولن يقتصر على الأهداف العسكرية
منظر عام يظهر ميناء حيفا، إسرائيلالمصدر: رويترز
03 أغسطس 2024، 2:43 م

أصبحت إسرائيل على قناعة بأن العملية الانتقامية التي قد تشنها إيران أو وكلاؤها في المنطقة ردًّا على  الاغتيالات الأخيرة، لن تقتصر على الأهداف العسكرية، وأنها ستكون أكثر شراسة مما سبقها من هجمات، حسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، السبت.

ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يحتفظ بأوراق اللعب، وأن الشرق الأوسط أمام واحدة من أخطر اللحظات منذ بدء حرب غزة قبل 10 أشهر.

ولا تعني الأهداف المدنية إصابة المدنيين مباشرة، بل المنشآت ذات التأثير الخطير على حياة المدنيين، وتشمل البنى التحتية والمرافق والطرق ومنشآت الطاقة والمياه والمواقع الحكومية والاتصالات والمنشآت الحيوية والموانئ والمجمعات الصناعية، وغير ذلك.

وكان الناطق باسم البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أعلن في وقت سابق اليوم السبت، خلال حديثه مع شبكة (CBS) الأميركية، أن رد ميليشيا حزب الله على اغتيال فؤاد شكر "قد يشمل أهدافًا مدنية وعسكرية أوسع وأعمق داخل إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

مسؤول إيراني: ردّ "حزب الله" قد يشمل "أهدافاً مدنية" داخل إسرائيل

وأضاف الناطق، أن "تفاهمًا غير مكتوب" جمع بين المليشيا وإسرائيل، للالتزام بحدود معينة للعمليات العسكرية، اقتصرت على المناطق الحدودية، إلا أن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية واستهداف مبنى سكني شكّل انحرافًا عن هذه التفاهمات".

أساس المخاوف

المخاوف الإسرائيلية بشأن صواريخ حزب الله وزيادة دقتها وإمكانية توجيهها مباشرة إلى أهداف إستراتيجية مدنية، لم تغب إطلاقًا منذ نهاية حرب عام 2006، والتي لم تفلح في إنهاء قدرات المليشيا أو منع تقدمها على صعيد زيادة دقة الترسانة الصاروخية وضخامتها، التي شهدت إضافة إستراتيجية تتعلق بطرز مختلفة من المسيرات الهجومية الفتاكة دقيقة التوجيه.

وحذر مراقبون إسرائيليون في شهر نيسان/ أبريل 2024، من كارثة مرتقبة، تتعلق بإمكانية استهداف حزب الله لمنطقة خليج حيفا المكتظ بالمواقع الإستراتيجية الحيوية الحساسة.

وتضم حيفا كثيرًا من محطات الطاقة والمنشآت البتروكيماوية وخزانات الأمونيا، فيما تخشى إسرائيل سيناريو تعرض تلك المنشآت لهجمات صاروخية من جنوب لبنان.

لماذا حيفا؟

وتساءل موقع "واللا" العبري، ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتعاطي مع سيناريو تعرض المنشآت الحيوية في حيفا، ولا سيما خزانات الأمونيا، إلى هجمات صاروخية مكثفة من جانب حزب الله لو اندلعت حرب شاملة.

وقال رئيس قسم البحوث بمركز "عالما" الإسرائيلي لدراسة التحديات الأمنية في الشمال طال بئيري، إن حزب الله قادر على مواصلة قصف الأهداف  الإسرائيلية مدة طويلة للغاية.

وأضاف، إن حيفا على رأس أهداف الميليشيا اللبنانية؛ كونها ثالث أكبر مدينة إسرائيلية من حيث الكثافة السكانية، ولأنها تحتوي على مجمعات ومواقع إستراتيجية مثل الميناء البحري، ومواقع تكرير النفط ومعسكرات الجيش، ومخازن كثيرة تحتوي على مواد خطرة، ومنشآت أمنية ومحطات طاقة.

المخاوف كادت أن تتحقق

أرقت هواجس انفجار خزانات الأمونيا في حيفا الخبراء الإسرائيليين بشدة، حين سقط صاروخ سوري مضاد للطائرات، من طراز SA-5، قبالة سواحل حيفا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، عقب غارة إسرائيلية حاولت المضادات السورية التصدي لها، ووقتها تجددت الدعوات لنقل المنشآت البتروكيماوية وخزانات الأمونيا من المدينة.

وحذرت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية وقتها، من أن الواقعة تنذر بخطر محدق بإسرائيل جراء وجود هذه المنشآت في مرمى صواريخ ميليشيا "حزب الله" أيضًا.

وقالت الصحيفة، اعترف مسؤولون بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن لدى حزب الله القدرة على استهداف مستودعات الأمونيا في خليج حيفا، ولفتوا إلى أن الجيش الإسرائيلي بدوره يمتلك القدرة على الدفاع عن الإسرائيليين والرد بقوة لو تطلب الأمر ذلك.

تهديدات نصر الله السابقة

وهدد الأمين العام لميليشيا الحزب نصر الله في شباط/ فبراير 2016، "أن بعض الصواريخ بالإضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا، نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية، بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة سيُقتل منهم عشرات الآلاف".

وبعد هذا التهديد، باشرت السلطات الإسرائيلية خطوات عاجلة لإخلاء بعض مخازن ميناء حيفا من مادة الأمونيا.

وأخلت إسرائيل بعد التهديد بعام واحد، أحد خزانات خليج حيفا يحتوي على نيترات الأمونيوم، وكان هذا الخزان يحتوي على قرابة 12 ألف طن من نترات الأمونيوم.

وعقب كارثة انفجار خزان الأمونيا في مرفأ بيروت، قال نصر الله في آب/ أغسطس 2020، إن المنظمة لا تمتلك مثل هذه المواد، وأن المرفأ لا يقع تحت سيطرة الحزب، وأضاف، أنه "يعرف ميناء حيفا أفضل من معرفته بمرفأ بيروت".

أخبار ذات علاقة

بعد إشارة نصر الله إلى خليج حيفا.. كيف أصبح مصير لبنان رهينة للصراع بين "حزب الله" وإسرائيل؟

ويشار إلى أن الخزان في مرفأ بيروت كان يحتوي على 2750 طنًا من نترات الأمونيوم فقط، مقارنة بالخزان الذي أخلته إسرائيل، ويحتوي على 12 ألف طن.

في السنوات الأخيرة عاد الموضوع بشكل متكرر للطرح، وكانت عضوة الكنيست السابقة كارين إلهرار، قد وصفت الوضع في خليج حيفا بأنه قنبلة موقوتة، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.

إلا أن تقريرًا لصحيفة "غلوبس" كان قد كشف منتصف 2023، أن الحكومة وضعت هدفًا إستراتيجيًّا لإخلاء خليج حيفا إخلاءً نهائيًّا من تلك المنشآت الحساسة بحلول عام 2029، ما يعني أن الإخلاء يبقى بعيدًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC