إذاعة الجيش الإسرائيلي: موجة جديدة من الغارات على جنوبي لبنان

logo
العالم

مبدأ "الأرض مقابل السلام" يثير الانقسام بين الأوكرانيين

مبدأ "الأرض مقابل السلام" يثير الانقسام بين الأوكرانيين
أوكرانيون يهربون من منطقة بوكروفسك بعد تقدم القوات الروسيةالمصدر: رويترز
22 أغسطس 2024، 6:48 م

تباينت آراء الأوكرانيين بين مؤيد ومعارض حول فكرة "التخلّي عن أراض أوكرانية"، احتلتها روسيا مقابل السلام ووقف الحرب المستعرة بين البلدين منذ شباط/فبراير 2022، والمستمرة حتى الآن.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف في أيار/مايو، أن 32 في المئة من الأوكرانيين، "يؤيدون فكرة التخلي عن أراض" إذا كان ذلك يساعد في إنهاء الحرب، بينما في شباط/فبراير، كانت نسبة المؤيدين 26 في المئة.

ويؤكد سكان على خط الجبهة المتغيّر في منطقة "دونيتسك"، استعدادهم للعيش في ظل الحكم الروسي، إذا كان ذلك ثمنا للسلام، بحسب "فرانس برس".

وبينما تتقدّم القوات الروسية ببطء نحو مدينتها بوكروفسك، المحور اللوجستي المهم في شرقي أوكرانيا، التي فرّ العديد من سكانها، تقف "أولغا بوروديتش"، أمام مبنى جامعي مدمّر كانت تعمل فيه قبل الحرب، وتقول بحسرة إنها تؤيد بشروط التخلي عن أراضٍ أوكرانية مقابل السلام مع روسيا.

وتشعر المرأة الستينية بالتعب وتنشد السلام، وإن كلّف ذلك التخلي عن أراضٍ حالها كحال الكثير من جيرانها وأقاربها.

وتقول "أعتقد أن هذا هو القرار الصحيح"، لكن ليس مهما كان الثمن.

وتضيف لوكالة "فرانس برس": "لا، "بوكروفسك"، لا يمكن أن تكون إلا أوكرانية، ماذا سيحدث إذا جاء الروس إلى هنا؟، لا شيء جيدا، علم روسي هنا؟ أبدا".

ويؤشر موقفها إلى الانقسام المتزايد بين الأوكرانيين الذين أنهكتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، وأوقعت عشرات الآلاف من القتلى.

وتقول سفيتلانا (71 عاما)، في مدينة "نوفوغروديفكا"، "سيكون الأمر مؤلما جدا بالطبع"، لكنها أكدت أن جل ما تصبو إليه هو "الخلود للنوم بسلام".

وبينما يظهر خلفها تصاعد دخان أسود، جراء وقوع ضربة روسية، تضيف سفيتلانا التي ارتدت قميصا وردي اللون للنوم وهي تقبل صليبا متدليا من رقبتها :"حتى لو جاء الروس، سأعرف أنني على الأرض الأوكرانية في سريري".

"الكثير من القتلى" 

ويُتَدَاوَل بفكرة تبادل الأراضي، مذ بدأ الجيش الأوكراني هجوما في منطقة كورسك الحدودية الروسية، إذ تقول كييف حاليا إنها "تسيطر على نحو 1300 كيلومتر مربع".

وتبدو استعادة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا تحديا كبيرا، إذ تتجاوز مساحتها 100 ألف كيلومتر مربع، أي 18 في المئة من مساحة البلاد.

ويقول المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن فرانز ستيفان غادي: "علينا أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن أن تحققه أوكرانيا عسكريا، بسبب محدودية المعدات والرجال والمواد".

واستبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من جهته، باستمرار وبشكل قاطع أي تنازل عن مناطق، على غرار غالبية المواطنين الأوكرانيين.

وترفض إيرينا تشيريدنيتشنكو (62 عاما) التي تسكن في نوفوغروديفكا أيضا، العيش في ظل الحكم الروسي.

وتؤكد بحزم "الكثير من القتلى، الكثير من الدماء، من أجل ماذا؟، التنازل عن أراضٍ والجلوس إلى طاولة المفاوضات الآن؟".

ويسود شعور مماثل في مستشفى ميداني قريب للجنود الجرحى، حيث تسمع أصوات نيران مدفعية من محيطه.

ويفيد طبيب يعمل في المستشفى بأن العديد من الجنود يأتون إليه من مناطق باتت خاضعة للسيطرة الروسية.

ويسأل "كيف نشرح لهؤلاء الناس أنه يتعين عليهم التخلي عن رفاهيتهم وحياتهم، وأن عليهم أن يقولوا وداعا لمنازلهم وشققهم ومدنهم؟".

ويؤكد طالبا عدم الكشف عن اسمه "التخلي عن أراض ليس خيارا مطروحا".

فكرة "مبسّطة" 

وضمّت روسيا  شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014، على الرغم من التنديد الدولي، ثم أعلنت بعد بدء غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، ضم أربع مناطق أخرى في الشرق والجنوب تسيطر عليها جزئيا وهي: "دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون".

أخبار ذات علاقة

أولوية كييف.. ما الأهمية الإستراتيجية لشبه جزيرة القرم؟ (إنفوغراف)

 ويشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء أي محادثات سلام، تنازل كييف عن هذه المناطق الأربع.

وخلف الكواليس، يرجّح مسؤولون غربيون أن ينص أي حل تفاوضي على تنازل أوكرانيا عن أراض، على الرغم من استمرارهم في التصريح رسميا "بأنها هي من تحدّد شروط أي محادثات محتملة".

ويحذر محللون من أن التنازل عن مناطق لن ينهي بالضرورة الحرب، أو يضع حدا لها فورا.

أخبار ذات علاقة

روسيا تسيطر على بلدة أخرى شرقي أوكرانيا

 وترى ماري دومولان الدبلوماسية الفرنسية السابقة والمسؤولة حاليا عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنها فكرة "مبسطة".

وتضيف "هذا ليس مفتاح إنهاء الحرب".

وتابعت "ما سيمكّن من التوصل إلى تسوية دائمة ليس تنازل أوكرانيا عن أراض من عدمه، ولكن أن تكون هناك إجراءات رادعة لضمان عدم شنّ روسيا هجوما مجددا".

وفي نوفوغروديفكا، توافق إيرينا تشيريدنيتشنكو على ذلك، وتقول "روسيا لن تتوقف، بوتين لن يتوقف، غدا سيستعيدون قوتهم ويواصلون الهجوم مرة أخرى".

وتضيف:"نعم، نريد أن تنتهي الحرب، لكن الدولة الأوكرانية، يجب أن تكون قادرة على البقاء".

ويشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في خطاب متلفز موجه لدبلوماسيين أجانب بموسكو في 14 حزيران/يونيو 2024: "يتعين على القوات الأوكرانية أن تنسحب بالكامل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا".

وأعلنت روسيا ضم المناطق الأربع في 2022، وإن كانت لا تسيطر على أي أي منها بالكامل.

وأضاف "ما إن تقول كييف إنها مستعدة للقيام بذلك وتبدأ فعلا سحب قواتها، وتتخلى رسميا عن مشروع الانضمام للناتو، سنصدر فورا أمرا لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC