سلط التوتر الأخير بين روسيا وبريطانيا، بسبب "قذائف اليورانيوم المستنفد" الضوء على هذا النوع من الذخائر، ومدى القوة التي تتمتع به.
وكانت لندن، أعلنت عزمها تزويد أوكرانيا بهذه الذخائر، الأمر الذي أثار استنفار موسكو، التي توعدت بالرد.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأربعاء، من أن قرار بريطانيا بتزويد أوكرانيا بقذائف من اليورانيوم المنضب "يصعد الموقف إلى مستويات جديدة وخطيرة".
ووسط هذا التحذير الروسي، يبرز القلق إزاء القدرات الكبيرة التي تتمتع بها هذه القذائف، ومدى قدرتها على تغيير الوضع على أرض المعركة.
ما هو اليورانيوم المستنفد؟
بحسب مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، فإن "اليورانيوم المستنفد" هو عبارة عن معدن ثقيل سام، وهو المنتج الثانوي الرئيسي لعملية تخصيب اليورانيوم.
واليورانيوم المستنفد هو المادة المتبقية على إثر إزالة معظم نظائر اليورانيوم الشديدة الإشعاع لأغراض استخدامها كوقود نووي أو في الأسلحة النووية.
ويملك اليورانيوم المستنفد نفس خصائص السمية الكيميائية التي يتميز بها اليورانيوم، بيد أنه يتسم بدرجة أقل من السمية الإشعاعية.
سهم معدني
ومن ناحية أخرى -وفي ظل كثافته العالية التي تعادل حوالي ضعف كثافة الرصاص- يستخدم اليورانيوم المستنفد في الذخائر المصممة لاختراق الدروع، ويمكن أن يستخدم أيضا لتعزيز المركبات العسكرية، مثل الدبابات.
وبعد عملية الاختراق، تنفجر ذخائر اليورانيوم المستنفد، وتطلق غبار أوكسيد اليورانيوم.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن الخبير النووي إدوارد جيست، قوله إن قذائف اليورانيوم المستنفد "كثيفة جدا، ولديها الكثير من الزخم لدرجة أنها تستمر في المرور عبر الدرع وتسخنها كثيرًا لدرجة أنها تشتعل فيها النيران".
ومن جانبه، قال سكوت بوسطن، كبير المحللين الدفاعيين في مؤسسة RAND للأبحاث: "عند إطلاقها، تصبح ذخيرة اليورانيوم المستنفد سهمًا معدنيًا غريبًا يتم إطلاقه بسرعة عالية للغاية".
وواجهت روسيا مسبقا، قذائف اليورانيوم المستنفد، حيث أشارت "ديلي ميل" إلى أن أمريكا "طورت طلقات خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب خلال الحرب الباردة لتدمير الدبابات السوفيتية، بما في ذلك دبابات T-72 نفسها التي تواجهها أوكرانيا الآن في سعيها لكسر الجمود في شرق البلاد".
مخاطر
وينطوي استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد، على مخاطر أبرزها مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، حيث نوه إلى أن هناك مخاطر محتملة من آثار الإشعاع على الأفراد الذين يتعرضون لتماس مباشر مع تلك الشظايا أو الذخائر.
وأشار المكتب إلى أنه في بيئة من بيئات ما بعد النزاع، يمكن لوجود مخلفات اليورانيوم المستنفد أن يزيد من قلق السكان المحليين.
لا تصعيد نوويا
وكانت بريطانيا، أكدت الإثنين الماضي، تزويدها لأوكرانيا بذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتهديد بأن موسكو ستضطر للرد بما يتناسب مع ذلك لأن مثل هذه الأسلحة تحتوي على "مكون نووي".
لكن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، نفى أمس الأربعاء، وجود تصعيد نووي في الحرب الأوكرانية، على خلفية أزمة قذائف اليورانيوم المستنفد.
وقال كليفرلي -بحسب ما نقلت "رويترز"، إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تتحدث عن تصاعد المخاطر النووية، وإن هذه الذخيرة هي ذخيرة تقليدية.
وأضاف في حفل إطلاق الإستراتيجية البريطانية للتكنولوجيا الدولية: "لا يوجد تهديد لروسيا. الأمر كله يتعلق بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها فقط".
وتابع: "يجب التأكد من استيعاب الجميع أن كلمة اليورانيوم المذكورة في سياق ذخائر اليورانيوم المنضب ليست ذخائر نووية، بل إنها ذخائر تقليدية بحتة".
وبحسب "رويترز"، تستخدم بريطانيا اليورانيوم المنضب في قذائفها المضادة للدروع منذ عشرات السنين، فيما "لا تعتبر أن هذه القذائف ذات قدرات نووية".
