فورين أفيرز: توسع الحرب في الشرق الأوسط يحمل مخاطر كبيرة لموسكو

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مقالاً تحليليًّا حول الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وإمكانية تدخل موسكو في حال اندلاع صراع أوسع نطاقًا في المنطقة، وقالت إن نشوب حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط سيحمل مخاطر كبيرة بالنسبة لموسكو، رغم أنها أشارت إلى أن روسيا "مستمتعة" بمراقبة الوضع المتدهور هناك.

وأضافت المجلة أن قلق موسكو ازداد عندما أطلقت طهران في 13 أبريل/ نيسان الماضي، ردها على الهجوم على قنصليتها في دمشق بأكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار ضد إسرائيل. 

 وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من أن هذا الهجوم تم تحييده بشكل فعال من خلال الدفاعات المضادة للصواريخ والدعم المنسق من الولايات المتحدة والشركاء العرب والغربيين، إلا أن استهداف إسرائيل وإيران لبعضهما البعض بشكل مباشر دلل على أن قواعد الاشتباك غير المكتوبة بين البلدين قد تغيرت، ما جعل من الصعب على كل منهما قياس تصرفات ونوايا الطرف الآخر والحد من مخاطر التصعيد".

وتابعت: "هذا الأمر أثار قلق روسيا التي كانت تحاول الموازنة بين تقويض قوة الولايات المتحدة في المنطقة ومنع وقوع حرب أوسع في الشرق الأوسط".

وأوضحت المجلة أن التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل يمكن أن تكون لها فوائد بالنسبة لموسكو، فمن المؤكد أن المزيد من التصعيد من شأنه أن يحول انتباه واشنطن وإمداداتها عن أوكرانيا، التي تخوض روسيا حربًا معها. 

وأضافت أن "هذه الديناميكية كانت واضحة بالفعل في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، عندما أرسلت إدارة بايدن بطاريات باتريوت إضافية إلى الشرق الأوسط، ما يعني تحويل بعض الأنظمة التي كانت كييف تسعى إلى الحصول عليها بشدة".

وأوضحت أن "المزيد من التصعيد سيتطلب التزامًا بتوفير موارد إضافية من الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يرحب به الكرملين، إلا أن نشوب حرب أوسع نطاقًا في المنطقة قد يحمل مخاطر كبيرة بالنسبة لموسكو".

وقالت المجلة إنه "إذا بدأت إسرائيل في محاربة حزب الله أو إيران، فسيتعين على الكرملين أن يواجه 3 نتائج خطيرة: تورط حليفته سوريا، وإضعاف قدرة إيران على تزويد روسيا بالأسلحة، وتعقيد علاقاتها مع دول الخليج العربية وإيران".

وتابعت: "ينبغي على الولايات المتحدة أن تتوقع من موسكو تقديم دعم محدود لخصوم إسرائيل وإلقاء اللوم على واشنطن في التصعيد، مع تجنب التدخل العسكري المباشر".

أثر الحرب بين إسرائيل وحزب الله

وأكدت "فورين أفيرز"، أنه "حتى لو تجنبت تل أبيب وطهران المواجهة المباشرة، فإن تصعيد الصراع الإسرائيلي الحالي مع مليشيا حزب الله سيكون محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لروسيا، فإذا قررت إسرائيل غزو لبنان، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى دمار واسع النطاق، فضلاً عن هجوم صاروخي من حزب الله يستهدف إسرائيل، ومن الممكن أن تصبح سوريا ساحة ثانوية للصراع؛ لأنها تضم مواقع لمليشيا حزب الله. وقد تؤدي الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على سوريا إلى إثارة أعصاب روسيا".

وأشارت إلى أن "سوريا تمثل قيمة إستراتيجية بالنسبة لروسيا؛ لأنها تعمل كمنصة لبسط قوة موسكو في شرق البحر الأبيض المتوسط من قاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية في حميميم قامت روسيا بتحديثها وتوسيعها قبل بدء الحرب على أوكرانيا، وفي حالة نشوب حرب إسرائيلية مع مليشيا حزب الله، فإن قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في غرب سوريا، والتي يمكن استخدامها كنقطة عبور للأسلحة الإيرانية، يمكن أن تصبح هدفًا أيضًا".

وأوضحت المجلة أن "قرار موسكو بتكثيف دورياتها الجوية على طول خط فض الاشتباك بين سوريا ومرتفعات الجولان في يناير/ كانون الثاني يأتي بمثابة تحذير لكل من إيران وإسرائيل من السماح لسوريا بالانجرار إلى دوامة إقليمية".

أما في حالة تزايد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، فمن المحتمل أن تقوم موسكو بالتشويش الإلكتروني من قاعدة حميميم لتعطيل العمليات الإسرائيلية، كما قد تسمح لسوريا باستخدام أنظمة الدفاع الجوي الروسية للاشتباك مع الطائرات المقاتلة الإسرائيلية.

وختمت المجلة بأن "توسع الحرب في الشرق الأوسط سيحمل مخاطر كبيرة بالنسبة لموسكو، واعتمادًا على ما تقرره إسرائيل أو الولايات المتحدة إذا اختارت الانضمام للهجوم، فإن صناعة الدفاع الإيرانية يمكن أن تتعرض لضغوط خطيرة، ما سيؤثر على روسيا التي تعتمد على إيران في الحصول على الطائرات دون طيار وغيرها من الأسلحة لإمداد حربها في أوكرانيا".