قالت صحيفة "التلغراف" إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تفادى حتى الآن السقوط في فخ رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، حيث ألغى كل ما يمكن أن ينقلب ضده، لأنه ينظر إلى سياساته من خلال عيون معارضيه.
وأضافت بأن سوناك لن يكون حاسمًا في أكثر الملفات جرأة، مثل ملف الضرائب والانسحاب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان؛ حرصًا على عدم إثارة غضب أي من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين، ناهيك عن إعطاء حزب العمال فرصة للانقضاض.
وأوضحت الصحيفة أن سوناك تعلم من تجربة سابقته تيريزا ماي، التي فشلت في توقع الفخ الذي سيقع فيه حزب العمال من خلال تحويل خطة الرعاية الاجتماعية الخاصة بها إلى ضريبة الخرف في عام 2017.
وبحسب الصحيفة، صاغ سوناك بيانه فيما يتعلق بالمحكمة الأوروبية بشكل غامض ومتعمد؛ وكتب حرفيًا: "إذا اضطررنا للاختيار بين أمننا واختصاص محكمة أجنبية، بما في ذلك المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، فسوف نختار أمننا دائماً".
وبذلك يمكن لسوناك أن يقول لمن هم على يمين الحزب إنه أوضح استعداده لمغادرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إذا وصل الأمر إلى ذلك، في حين يمكنه إخبار مجموعة كبيرة من الوسطيين بأنه لا يوجد أي التزام بمغادرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وبطبيعة الحال، لا تفوز الأحزاب المنقسمة بالانتخابات، لذا فإن سوناك يبذل كل جهد ممكن ليبقي ذراعيه حول ما يعتبر في الواقع ائتلافًا من الجماعات اليمينية.
وأضافت الصحيفة أن سوناك يواجه اتهاما من قبل حزب العمال، تحديدًا، باتخاذ إجراءات بقيمة 71 مليار جنيه إسترليني من التخفيضات الضريبية غير الممولة.
لكن، يمكن للمحافظين أن يتعايشوا مع هذا؛ إذ إن اتهام الأحزاب لبعضها البعض بتقديم وعود غير ممولة هو صراع الانتخابات المعتاد، وسيبتعد الناخبون عما قد يشكل ضجيجاً غير موثق بالنسبة لهم.
وخلُصت الصحيفة إلى أن مشكلة سوناك تكمن في القيود التي حاصرته وتركته مع بيان انتخابي كان من شأنه أن يكون مناسبًا تمامًا لحزب كان متقدمًا في استطلاعات الرأي.
ومن غير المرجح أن يقدم بيان سوناك المناورة المذهلة اللازمة لتحقيق الفوز وتجاوز حزب العمال.
