كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية "مُفاجأة من العيار الثقيل" حول انفتاح الرئيس الأمريكي جو بايدن على إرسال صواريخ كروز بعيدة المدى إلى أوكرانيا، مع قرب نهاية ولايته.
المفاجأة هذه أثارت مخاوف روسيا، واعتبرها الخبراء محاولة لتوريط كييف بشكل أكبر في الصراع مع موسكو، وإجهاض المُخططات جميعها التي تستهدف التوصل إلى حل لإنهاء الصراع بعد مرور عامين ونصف العام على اندلاعه.
وقال الباحث في العلوم السياسية في واشنطن، حميد توفيق، إن "إدارة البيت الأبيض وإن كانت نوهت لإرسال صواريخ الكروز إلى كييف، إلا أنها حتى الآن لم تتخذ أي قرار فيما يتعلق بهذه الصفقة، وما أثير في الإعلام خلال الساعات الماضية ما هو إلا تكهُنات فيما يتعلق بموعد الإرسال".
وأضاف توفيق لـ"إرم نيوز" أن "هناك توقعات بعقد اجتماع بين بايدن والقادة الأمريكيين خلال الأيام المقبلة لوضع جميع التفاصيل الخاصة بهذه الصفقة، التي من شأنها تعزيز القدرات العسكرية للقوات الأوكرانية، ليس فقط في حربها ضد روسيا، وإنما هي خطوة أوروبية تم الاتفاق عليها لتدعيم المقاتلات إف 16 التي أرسلت لكييف لمواجهة التهديدات الروسية لأوروبا".
وأوضح أن "التحرك الأمريكي يأتي لسببين رئيسين، الأول نجاح القوات الأوكرانية في التوغل داخل أراضي مقاطعة كورسك الروسية، ورغبة إدارة البيت الأبيض في مواصلة كييف انتصاراتها على موسكو".
وتابع توفيق: "السبب الثاني، إخماد فتيل فتنة المعارضة داخل الكونغرس الأمريكي؛ بسبب تقاعس جو بايدن عن التحرك السريع لكسر شوكة الدب الروسي، نتيجة المخاوف من تزايد نفوذه بعد تنامي علاقات روسيا مع الدول الآسيوية الأشهر الماضية".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الروسية نصر اليوسف إن "هناك قيودا تمنع كييف من استخدام الأسلحة التي تزودها بها أمريكا".
وأضاف اليوسف لـ"إرم نيوز" أن "موسكو نددت في أكثر من مناسبة بخطورة نشر صواريخ الكروز على أراضي أوكرانيا، خاصة بعد توقيع اتفاقية التعاون الأوروبي الرباعي لنشر هذه الصواريخ في فرنسا".
وأوضح أن "التسليح الروسي قادر على مواجهة أي تهديدات حتى حال اختراق القواعد والاتفاقيات واستخدام هذه الصواريخ، كما يحدث الآن مع مقاتلات إف 16 التي لم تحقق أيا من أهدافها على أرض الواقع، رغم حالة الارتباك الأوروبي التي صاحبت عملية تسليم الدفعة الأولى لكييف"..
ولفت اليوسف إلى أن "إدارة البيت الأبيض بهذه الخطوة كشفت نيتها عدم وقف الحرب بين الدولتين، رغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا في أكثر من مناسبة إلى ضرورة وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف. والتساؤل هنا يُطرح عن هذا التناقض بين التصريحات والفعل الأمريكي؟".