عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم

بظل حكم ديبي وباسيرو.. هل تفقد فرنسا وجودها العسكري في تشاد والسنغال؟

بظل حكم ديبي وباسيرو.. هل تفقد فرنسا وجودها العسكري في تشاد والسنغال؟
قوات من الجيش الفرنسي في تشادالمصدر: رويترز
19 يوليو 2024، 6:41 م

بعد مضي أشهر معدودة على تقلد رئيسين جديدين للسنغال وتشاد السلطة، شغل مصير الحضور التقليدي لفرنسا عسكريا واقتصاديا شعبي البلدين والطبقة السياسية، وأثار انقساما داخل قيادة الجيش، في حين قررت باريس تقليص جنودها، وسعت بشتى الطرق للحفاظ على وجودها. 

وبينما ألغى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي زيارته الرسمية إلى باريس للمرة الثانية، التي كان من المقرر أن يقوم بها في 15 يوليو، في قرار جاء كرد فعل على فتح مكتب المدعي العام الفرنسي ضده تحقيقا بتهمة الاختلاس، تميزت فترة الحكم القصيرة لنظيره السنغالي باسيرو ديوماي فاي برغبة في التخلص تدريجيا من القواعد العسكرية المستقرة في البلاد.

اتهامات "جبانة وخسيسة"

وبعد مضي أكثر من 100 يوم على حكم ديوماي فاي و70 يوما على خلافة ديبي والده عبر انتخابات، أثيرت مسألة توجهات الدولتين الأفريقيتين لطرد القوات الفرنسية استجابة للضغوط الشعبية والسياسية. 

وبعد الإعلانات الأخيرة التي أصدرها الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن خفض عدد جنوده على الأراضي التشادية من 1000 إلى 300 جندي، تحت ضغط من نجامينا، واصلت فرنسا تشويه سمعة الرئيس ديبي وتوجيه اتهامات إليه بتحويل جزء من ميزانية الدولة البالغة 900 ألف يورو لتغطية نفقات الملابس، وذلك في أحد أكثر المواضيع المتداولة في وسائل الإعلام الفرنسية والتشادية، مما شوه صورته في أعين السكان.

وتعتبر تشاد بالنسبة لباريس فرصة أخيرة للحصول على موطئ قدم في منطقة الساحل.

أخبار ذات علاقة

"مراجعة بلا قطيعة".. خطة خاصة لتعامل السنغال مع الوجود الفرنسي

وأعرب المجلس الوطني الانتقالي التشادي عن غضبه إزاء هذا التحقيق، ووصف الاتهامات الموجهة إلى الرئيس ديبي بأنها "جبانة وخسيسة". 

وقال النائب الأول لرئيس الكونفدرالية الوطنية للشغل علي كولوتو تشايمي، في بيان إن "الأمر يتعلق فقط بتدمير سمعة ديبي وتشويه سمعة سيادة تشاد على المسرح الدولي".

دعم المجموعات المتمردة

وفسر مراقبون في نجامينا إلغاء زيارة الرئيس ديبي إلى باريس كدليل على أن ديبي لا يقبل شروط فرنسا، ويريد في النهاية تخليص الشعب التشادي من "الإمبريالية الغربية".

ويقدم المحلل السياسي النيجري تيام صاولي تصورا لمآل العلاقات بين باريس ونجامينا، إذ للدفاع عن مصالح بلاده في الساحل الأفريقي، لعب ماكرون على طرفي النقيض في تشاد، فمن جهة سمح لزعيم موال له بالبقاء في السلطة.

 ومن ناحية أخرى، دعمت باريس المجموعات المتمردة المسلحة المستقرة في جنوب ليبيا، كخيار احتياطي في حالة توقف ديبي عن ضمان مصالحه. وما يثير الانتباه أن الحاكم الجديد قُتل والده في أبريل 2021 على يد المتمردين.

وتحدث صاولي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، عن حالة الانقسام داخل الجيش التشادي، حيث يتمسك عدد من كبار المسؤولين بقطع علاقات التعاون مع فرنسا، غير أن هذا القرار يعود فقط لديبي الذي اختار أن يسير على خطى والده.

يأتي ذلك في وقت يتزايد ميل المحققين التشاديين نحو تورط القوة الاستعمارية السابقة في جريمة بشعة حدثت قبل أسابيع لدى انفجار مصنع للذخيرة مخلفا مقتل عدة أشخاص.

لكن ما يثير الشكوك حول احتمالات الطلاق بين ديبي وباريس، اتهامات زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق للمرحلة الانتقالية، سوسيس ماسرا خلال ظهوره في قناة "تشاد إنفو" مساء الخميس، بتدخل فرنسا في النظام السياسي في نجامينا.

 تقليص الوجود العسكري

 ووفقا له، فإن أحد أعضاء المخابرات الفرنسية، كان لديه مكتب داخل قصر الرئاسة بجوار مكتب الرئيس، وهو المسؤول الذي نقل نتائج الانتخابات التي أملاها ديبي إلى باريس.

وعلى النقيض من بعض بلدان غرب أفريقيا لا يبدي رئيس دولة السنغال، رغبة في تقليص الوجود العسكري الفرنسي في البلاد في القريب العاجل فهو "لا يريد القيام بقطيعة متطرفة، ولكنه يعتزم تحقيق ذلك من خلال استراتيجية هادئة".

وقال خليفة ماكي سال في تصريحات للصحفيين: "لا أستطيع أن أخبركم متى سيحدث هذا، لأنه حتى التعديلات بين الدول يجب أن تتم مناقشتها بهدوء وودية". 

 ويوجد حاليا أكثر من 300 جندي في السنغال، ويجب على فرنسا، التي بدأت بالفعل تخفيضهم منذ عام 2023، أن تستمر حتى 100 جندي في البلد.

ودافعت السفيرة الفرنسية لدى السنغال كريستين فاجيس، خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في 14 يوليو عن حضورها قائلة إن "فرنسا موطن لأكبر جالية سنغالية في العالم، كما أن السنغال هي الدولة الواقعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي ترحب بأكبر عدد من الفرنسيين، حيث يبلغ عدد مواطنيها 21000 مواطن".  

أخبار ذات علاقة

هل لجأ الجيش السوداني لورقة المعارضة التشادية و"تيغراي"؟ (فيديو)

 

وبحسب الدبلوماسية، تم إنشاء 270 شركة فرنسية في السنغال، تمثل أكثر من 30 ألف فرصة عمل مباشرة، حوالي 90% منها يشغلها مواطنون سنغاليون.

وسلطت وسائل إعلام محلية الضوء على تجذر الوجود الرسمي الفرنسي في النظام السياسي السنغالي، بناء على ما شهده حفل الاستقبال الذي أقيم في 14 يوليو، ونظمته السفارة الفرنسية، حيث لوحظ حضور قوي للعديد من الوزراء السنغاليين، وكان من بين المشاركين وزراء الرياضة والصحة والزراعة والتمويل.

 وتؤكد المصادر أن هذا الحضور المكثف يتناقض بشكل حاد مع الخطابات السيادية والوعود بالقطيعة التي كثيرا ما تطلقها السلطات الجديدة.

وتعرض لانتقادات خاصة وزير الرياضة، خادي ديان جاي، بتفضيل هذا الاستقبال الدبلوماسي عوضا عن حضور نهائي كأس السنغال.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC