logo
العالم

خبراء: انقلابات الساحل الأفريقي تعصف بمصير "إيكواس"

خبراء: انقلابات الساحل الأفريقي تعصف بمصير "إيكواس"
مقاعد فارغة خلال اجتماع إيكواس الأخيرالمصدر: رويترز
27 يوليو 2024، 6:55 ص

تحيي النيجر مرور الذكرى الأولى لإسقاط نظام الرئيس المعزول محمد بازوم، وسط تساؤلات حول مصير محيطها الخارجي ولاسيما المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).

ولوحت إيكواس مع بداية الانقلاب في 26 يوليو/ تموز 2023 بتدخل عسكري ضد الانقلابيين من أجل استعادة النظام الدستوري، لكن ضغوط المجموعة الاقتصادية لم تعط أي نتائج على الأرض، رغم أنها فرضت عقوبات قاسية على الحكومة الانتقالية في نيامي.

أخبار ذات علاقة

بعد عام على الانقلاب.. كيف عزز الجنرال تياني سلطته في النيجر؟

 

ونفذ قائد الحرس الرئاسي في النيجر عبد الرحمن تياني، انقلابا ضد الرئيس بازوم الذي كان حليفا موثوقا به لدى القوى الغربية، والتي خسرت بذلك واحدا من آخر شركائها في منطقة غرب أفريقيا.

وكانت النيجر انسحبت من "إيكواس" برفقة كل من مالي وبوركينا فاسو.

وقال المحلل السياسي محمد الحاج عثمان، إن "إيكواس في طريقها نحو التفكك خاصة بعد فشلها في معالجة عدة أزمات في المنطقة وتجاوز صلاحياتها ودورها من خلال التلويح حتى بشن حروب ضد دول أعضاء؛ وهو ما يتنافى والميثاق المؤسس للجماعة".

وأوضح الحاج عثمان لـ "إرم نيوز"، أن "شعرة معاوية قطعت الآن بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والدول الأعضاء".

 واستبعد أن "تجدي الوساطات التي يجري الترويج لها من أجل إعادة ضم مالي وبوركينافاسو والنيجر، نفعا؛ لأن ما اكتشفته شعوب المنطقة هو أن إيكواس لا تخدم مصالحها بل مصالح فرنسا الاستعمارية".

وتابع الحاج عثمان، أن "إيكواس لم تغير حتى من خطابها تجاه الدول الأعضاء، ولا تزال ترى أنها وصية على خيارات شعوبها، وهذا أمر غير مقبول في الواقع، ويجعل من مهمة إذابة الجليد بينها وبين الدول المنسحبة أمرا عسيرا للغاية".

أخبار ذات علاقة

بسبب الانسحاب من "إيكواس".. نُذر أزمة بين "كونفدرالية الساحل" والاتحاد الأفريقي

 

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأفريقي جبرين عيسى، إن "مستقبل إيكواس يبدو قاتما في ظل انفراط عقدها إلى جانب حالة التخبط التي تعيشها جراء الأزمات التي لم تكن لديها الآليات الكافية لمعالجتها، فلجأت فقط إلى العقوبات كأداة صارمة في وجه الانقلابيين مثلا، ولكن حتى هذه الأداة أثبت فشلها".

وأضاف عيسى لـ "إرم نيوز"، أن "القمة الأخيرة التي عقدت لإيكواس لم يكن فيها جديد فيما يتعلق بإمكانية عودة الدول المنسحبة، وهذا مؤشر خطير على انزلاق المجموعة إلى أزمة غير مسبوقة، وتهدد كيانها ووجودها.

 ولفت إلى اعتقاده، أن "هناك تغيرا في نظرة الشعوب كما الحكام الجدد تجاه هذه المجموعة التي إذا ما لم تراجع سياساتها وخططها في أقرب الآجال قد تندثر سريعا".

إيكواس"

المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتُعرف اختصارا بـ إيكواس (بالإنجليزية: ECOWAS) تأسست في عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15، وتدخلت منذ إنشائها في عدد من صراعات القارة الأفريقية.

وتضم المجموعة، ومقرها العاصمة النيجيرية أبوجا كلا من: بنين، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج، ومالي، والنيجر، والسنغال، وتوغو، وجميعها تتحدث الفرنسية، إلى جانب غامبيا، الناطقة بالإنجليزية، وغانا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، وهما الرأس الأخضر وغينيا بيساو.

كما كانت موريتانيا البلد العربي الوحيد في المجموعة، لكنها انسحبت منها عام 2001.

وتهيمن نيجيريا، العملاق الإقليمي، على المجموعة سياسيا واقتصاديا، وهي تمثل نصف أراضي الكتلة، و60 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

ويبلغ مجموع سكان المجموعة نحو 350 مليون نسمة حسب إحصاءات 2021، وتبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC