بايدن: أمريكا لم تكن على علم ولم تشارك في الهجوم على بيروت
لا يزال كابوس الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك الحدودية بعد مرور 22 يوما على بدئه، يلاحق الدب الروسي مع محاولة قوات موسكو كبح تقدم أول قوة أجنبية داخل أراضي البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع مواصلة القوات الأوكرانية حفاظها على مكتسبات داخل الأراضي الروسية، يبقى التساؤل الأهم، عما إذا استنزف الهجوم الأوكراني المباغت الجيش الروسي.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، د. أحمد سيد أحمد، إن الهجوم الأوكراني المفاجئ نجح في كسر هيبة الدب الروسي وعقيدة الجيش الذي لا يُهزم.
وذكر سيد أحمد أن واقعة كورسك لم تحدث منذ منتصف القرن الماضي وتحديدًا في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يراهن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على استمرار قواته في الدفاع وصد الهجمات الروسية.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الهجوم الأوكراني لم ولن يستنزف القدرات العسكرية للجيش الروسي، للعديد من الاعتبارات، أولها أن القوة العددية للروس تفوق قوة الجيش الأوكراني بأربعة أضعاف أي بنسبة 4 جنود روس مقابل كل جندي أوكراني".
وأشار إلى أن "موسكو تمتلك العشرات من مصانع إنتاج وتطوير الأسلحة المختلفة وتُنتج آلاف الأنواع من الأسلحة للاستخدام في الحرب والتصدير في وقتٍ واحد، وهو ما يُثير مخاوف الأوكران والغرب معًا، وهو ما شاهدناه في الهجوم الروسي منذ أيام على المقاطعات الأوكرانية بعشرات الصواريخ والمسيرات".
وأردف أن "احتمالية استنزاف الجيش الروسي تتمثل في ما إذا كان هناك نية أو خطة غربية لمشاركة الجيوش الغربية التابعة لدول حلف الناتو في مساعدة أوكرانيا ضد روسيا".
وتوقع "عدم حدوث هذه الاحتمالية للعديد من الأسباب أبرزها تراجع الدعم الألماني والفرنسي بشكل ملحوظ عن كييف، وانشغال الولايات المتحدة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية وحتى بعد الانتخابات الرئاسية وحال عودة ترامب قد يتخذ قرارا برفع يد أمريكا عن دعم أوكرانيا بشكل خاص والناتو بشكل عام بسبب عدم التزام دول الحلف بالمساهمة في ميزانية الدفاع".
بدوره، قال مدير مركز فيجن للدراسات الأوكرانية، سعيد سلام، إن الاستنزاف أوكراني وليس روسيا، خاصةً وأن المكاسب الأوكرانية التي تحققت في كورسك تُقابلها خسائر واستنزاف في إقليم دونيتسك والتي ما زالت تسيطر عليها القوات الروسية، وباتت في مرمى وقبضة روسيا بعد نجاحها في نشر قواتها داخل الإقليم الأوكراني.
وأضاف سلام لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تمتلك مصانع متخصصة في إنتاج أقوى أنظمة الدفاع الجوي والتي تُعرف بـ"S-400"، وبالإضافة إلى مصانع إنتاج آلاف المسيرات المطورة شهريًا، وغيرها من الأسلحة، وهو ما يدل على قوة المخزون الروسي في مواجهة أوكرانيا التي تعاني الأمرين، وخاصة بعد الهجوم الصاروخي المستمر على الأراضي الأوكرانية.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات قوية على احتمالية نجاح روسيا في استعادة سيطرتها على كورسك.
وتابع أن تركيز القوات الأوكرانية في القتال داخل كورسك وفقا لتعليمات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دون التركز على الأقاليم الأخرى، خطأ قد يدفع كييف لدفع ثمنه.