متهم بالاحتيال.. توبيخ رئيس "بوينغ" بسبب مخالفات السلامة (فيديو)

تعرّض ديف كالهون الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ" عملاق صناعة الطيران، للتوبيخ، من جانب السيناتور الأمريكي جوش هاولي، كاشفاً عن راتب الأخير وأنه متهم بالاحتيال.

جاء ذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس، في أعقاب سلسلة "كوارث" تعرضت لها طائرات الشركة التي ضربت مفاهيم السلامة بعرض الحائط.

وقال هاولي للرئيس التنفيذي لشركة الطيران: "ألغيت إجراءات السلامة لتوفر الأموال وراتبك 33 مليون دولار".

وردّ كالهون بأنه التقى مسؤولي "إدارة الطيران الفيدرالية" بشكل منتظم، مضيفاً: "هم لا يخفون شيئاً ولست على علم بذلك".

وردّ عليه السيناتور قائلاً: "حقا؟ تواصل معنا المبلغون عن المخالفات، وأنت قلت أنك استمعت لشهادتهم، لقد عرض علينا العديد من المبلغين عن المخالفات أمام هذه اللجنة، ويزعمون أن بوينغ تفعل كل ما بوسعها للتخفيف من شروط الجودة والسلامة، ليس فقط في الماضي ولكن الآن أيضاً". 

وأضاف السيناتور: "لقد زعموا أنك قمت بإلغاء عمليات التفتيش على السلامة.. وأن هناك مستوى أقل من الجودة، وأن هناك عددًا أقل من المفتشين للقيام بعمليات التفتيش على الجودة". 

وأردف: "زعموا أيضًًا أنه عندما أثاروا قضايا الجودة والمخاوف تم الانتقام منهم.. لقد تعرضوا للتهديد الجسدي، وهذا لا يبدو مثل الاهتمام بالجودة بالنسبة لي". 

وقال: "أنت تحصل على 33 مليون دولار سنوياً.. هذا رائع.. ما هو الشيء الذي تقوم به بالضبط لقاء كل هذه الأموال؟"، ليجيبه رئيس بوينغ: "أتقاضى أجرًا مقابل إدارة شركة بوينغ". 

وينتقل الحديث للسيناتور الأمريكي قائلاً: "نعم إذن ساعدني على فهم الأمر، هل تحصل على أجر مقابل الشفافية؟ هل هذا يندرج تحت المقاييس المحددة لدخلك؟". 

وأجاب رئيس "بوينغ" بالقول: "أعتقد أن مجلس الإدارة يعتمد علي من أجل تحقيق الشفافية".

ويبدو أن سؤال السيناتور لرئيس "بوينغ" يأتي بدافع الكشف عن جملة من التهم التي تتنافى مع طبيعة عمله، حيث قال له: "لقد حققت معك وزارة العدل بتهمة التآمر للاحتيال على إدارة الطيران الفيدرالية، وهذا كله خلال فترة توليك رئاسة الشركة، وبالنسبة لي لا يبدو أن هناك أي شفافية في الأمر". 

وكانت هذه المرة الأولى التي يخضع فيها كالهون لاستجواب علني رسمي منذ حادثة طائرة "بوينغ 737-9 Max" التابعة لشركة طيران ألاسكا، التي فقدت جزءا من هيكلها بداية العام، رغم كونها شبه جديدة، حيث واجهت الشركة ضغوطاً متزايدة لتحسين عمليات التحكم في الجودة.

وكان 346 شخصاً قد لقوا حتفهم في حادثتي تحطم طائرتين من طراز "737-Max" في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 ومارس/ آذار 2019، حيث أفادت التحقيقات بأن أحد أسباب الحادثتين يرجع إلى برمجيات الطائرتين.

وفي وقت سابق، حذرت شركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات من أن المشاكل التي تواجهها منافستها الأمريكية "بوينغ" قد تؤثر على قطاع صناعة الطائرات برمته، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس". 

وأكد كريستيان شيرر، رئيس قسم الطائرات المدنية في "إيرباص"، أن "مشاكل بوينغ" قد تدفع المزيد من الناس إلى الشك في مدى أمان الطيران بالفعل، لافتاً إلى أن هذا يلقي بظلاله على الصناعة بأكملها.