يشهد إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، تمردًا وهجمات دامية منذ عقود، أسفرت في أحدثها والتي بدأت يوم الأحد الماضي، عن مقتل أكثر من 70 شخصًا.
ويعد "بلوشستان" أكبر أقاليم باكستان، ويشكل 44% من مساحة البلاد البالغة نحو 881,913 كم مربع.
ورغم أنه أكبر أقاليم البلاد الأربعة، فإن فقط 6% من سكان باكستان البالغ عددهم 241 مليونا يعيشون فيه.
وتشترك "بلوشستان" في حدود مضطربة مع إيران وأفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان المتشددة، كما تتمتع بساحل واسع على طول بحر العرب.
ويعتبر الإقليم خاصرة رخوة لباكستان؛ نظرًا لحركة التمرد الموجودة فيه منذ عقود والتي تطالب بالانفصال، نظرًا لما يعانيه السكان من فقر وتهميش، رغم أن إقليمهم أغنى أقاليم البلاد في الموارد الطبيعية.
وتزخر المنطقة بالغاز الطبيعي، النفط، الفحم، النحاس، الكبريت، الفلوريد بالإضافة إلى الذهب.
ويعد جيش تحرير بلوشستان أكبر جماعة بين عدة تنتمي إلى مجموعات عرقية، وتحارب الحكومة المركزية منذ سنوات طويلة.
وتقول الجماعة المتمردة إن الحكومة المركزية تستغل موارد الغاز والمعادن في الإقليم على نحو غير عادل.
وتسعى الجماعة إلى انفصال الإقليم وطرد الاستثمارات الصينية منه، إذ تدير بكين في "بلوشستان" مشروعات كبرى مثل ميناء ومنجم للذهب والنحاس.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اليوم الثلاثاء، إن المسلحين الانفصاليين الذين شنوا هجمات واسعة النطاق في "بلوشستان" يريدون عرقلة المشروعات التنموية للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي يقال إنه يتضمن التزامات تنموية بقيمة 65 مليار دولار، جزء من مبادرة "الحزام والطريق" التي يتبناها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ولم تتمكن باكستان من بناء البنية التحتية اللازمة للاستفادة من الموارد المعدنية في بلوشستان، وطلبت مساعدة الصين في تطوير الإقليم الفقير.
ونددت الصين بالهجمات، وتعهدت بمواصلة دعم باكستان بقوة في مكافحة الإرهاب.
