"خطة جدار أريحا".. تحذير استخباري خطير سبق هجوم حماس على المستوطنات

كشفت محطة تلفزة إسرائيلية النقاب عن أحد أوجه الإخفاق الإسرائيلي إبان هجوم حركة حماس على المستوطنات في الـ7 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ إذ تبين أن الاستخبارات الإسرائيلية كان لديها معلومات حول الهجوم ولم تحرك ساكنًا.

وأشارت قناة "الأخبار 12" إلى أنها حصلت على وثيقة تكشف النقاب عن تحذير مؤكد من هجوم حماس قبل وقوعه، مشيرة إلى أن التحذير حدد تاريخاً للهجوم هو الأقرب إطلاقًا لما حدث فعلًا.

وبحسب الوثيقة، فإن التحذير أرسل عبر جندية نظامية بوحدة 8200 السيبرانية التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، والتي أرسلته عبر جميع ضباط الاستخبارات.

ومن بين الوسائل التي استخدمتها الجندية، التي يرمز إليها بحرف (و) أنها أرسلت التحذير عبر البريد الإلكتروني إلى قادتها قبيل حلول يوم السبت، الذي شهد الهجوم.

جدار أريحا

وورد في البريد الإلكتروني الجملة التالية: "السيف قادم، هذا هو الوقت المناسب لتحذير الشعب"، وهي الجملة، التي تبدو على أنها شفرة، مقتبسة من "سفر حزقيال"، والتي أرسلتها الجندية مرارًا وتكرارًا عبر البريد، دون أن يكترث بها قادتها.

ونبَّهت القناة إلى أن الرسالة وصلت إلى الكثير من ضباط الاستخبارات، ومن بينهم ضابط استخبارات فرقة غزة، وأن رسالة الجندية إليه نصت على أن تدريبات حماس تؤكد أن خطة (جدار أريحا) هي خطة عملية، وأن لدى الحركة قوات تنفذ مناورات تحاكي تفاصيل الخطة، وتعرف كيف يمكنها تطبيقها عمليًا حال صدرت الأوامر".

 وخطة "جدار أريحا" سُرِّبت لوسائل الإعلام في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، أي بعد هجوم حماس بشهرين تقريبًا ضمن العملية التي سُميت "طوفان الأقصى".

وكانت تقضي باقتحام المستوطنات المتاخمة لغزة والقواعد العسكرية واحتلالها، ولكن تسريب القناة الجديد يؤشر على أن إسرائيل لم تكن على يقين بقدرة حماس على التنفيذ.

قتال صعب

والجندية التي حذرت من مناورات تقوم بها حماس قبل الهجوم، تشبه ما ورد في وثائق "جدار أريحا"، والتي كانت إسرائيل على علم بها، دون أن تصدق إمكانية وقوعها، أشارت في التحذير إلى صعوبة توفير إنذار في الوقت الصحيح لو انتظرت إسرائيل الهجوم، ومن ثم طالبت بالاستعداد لمواجهته حين يقع بغرض تقليل الأضرار للحد الأدنى.

وورد في التحذير أن "الطرف الآخر (حماس) يصر على تنفيذ الخطة، ولو نُفذت بالفعل سنواجه قتالًا ضاريًا وصعبًا، إن المناورة تذكرني جدًا بالخطة التي وردت في وثائق (جدار أريحا) لتدمير النظم الدفاعية لفرقة غزة".

وجاء في التحذير أيضًا أن "تدريبات (حماس) على مداهمة السياج واجتياح إسرائيل تؤشر على أن خطة (جدار أريحا) ليست مجرد خطة على الورق"، وفقًا للقناة، التي أكدت أن كل ضباط الاستخبارات الذين تلقوا البريد الإلكتروني رفضوا التطرق إليه وتجاهلوه.

ولفتت إلى أن كل ضابط وجندي بالجيش والاستخبارات يفهم معنى جملة "السيف قادم" والتي وردت في "سفر حزقيال"، وما سيحل وفق التنبؤات "حين يرى المراقب السيف قادم دون أن ينفخ في الشوفار (قرن كبش) ولم يحذر الشعب، ومن ثم تأتي السيوف وتقتلع الأرواح".