تعبئة وآلاف المتظاهرين.. الرئيس الكيني يواجه "ثورة الشباب"

عاد التوتر إلى شوارع كينيا مع تظاهر الآلاف، معظمهم من الشباب، للمطالبة برحيل الرئيس ويليام روتو.

وشهدت المدن الكبيرة في البلاد تحركات متزامنة، استجابة لدعوات على الشبكات الاجتماعية لحركة "جيل z" التي بدأت منذ أسابيع تعبئة الشباب ضد نظام روتو.

غضب الشباب

وأثار اكتشاف جثة طالب من جامعة كينياتا، قبل أيام بمدينة جوجا، على بعد 30 كيلومترًا شمال نيروبي، غضب الشباب الكينيين، فيما لا يزال العشرات من المتظاهرين في عداد المفقودين.

ويقول أحد الشباب المحتجين في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية "لم نعد قادرين على التحمل، لقد سئمنا رؤية الشرطة تختطف وتقتل الشباب في جميع أنحاء البلاد، لا سيما أن الشرطة تبحث عنا في كل مكان"، مضيفًا "لقد كان الرئيس يكذب علينا لفترة طويلة، الآن الشباب مرهق" وفق تعبيره.

 وتدخلت الشرطة الكينية على نطاق واسع لتفريق المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع، وقال جوليوس، أحد الشباب المحتجين، إنه "تُسْتَخْدَم الشرطة فقط للقمع، والشرطة أصلًا لا تقوم بعمل جيد، يبدو أن مهمتهم هي إطلاق النار علينا" وفق تعبيره.

وأضاف "نحن مسالمون ولم نرم حجراً واحدًا، يُسَاء استخدام ضباط الشرطة من قبل الحكومة، نحن هنا لا لممارسة العنف، بل للدفاع عن حقوقنا" بحسب قوله.

حزن وسواد

ويعلق ديفيس، الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء بالكامل ويخفي وجهه بالعلم الكيني بأن "اللون الأسود يعكس حزن أمتنا بسبب أولئك الذين قتلوا، هذا وقت مظلم بالنسبة لبلدنا إذ يُقتل الناس وتُلقى جثثهم، يجب على الحكومة أن تشرح لنا، لأن هناك قصصًا مختلفة حول الموضوع نفسه، واليوم نطالب بإجابات".

ووفقًا للجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى بسبب قمع الشرطة منذ بدء الاحتجاجات يبلغ الآن 50 قتيلاً.

وانطلقت شرارة المظاهرات والعنف في كينيا قبل أسابيع، مع إعلان رئيس البلاد مشروع قانون مالي يتضمن زيادات ضريبية في البلد الفقير، الأمر الذي أشعل احتجاجات عارمة في البلاد مطالبة بسحب المشروع وإلغاء الفكرة تمامًا.

وبدأت الاحتجاجات بطريقة سلمية وبمطالبات لا تتعدى سحب مشروع القانون، لكنها تحولت إلى مواجهات عنيفة، فيما ارتفع سقف مطالب المحتجين إلى المطالبة بتنحي الرئيس الكيني وليام روتو.