ماذا وراء تصريحات بريغوجين المتكررة ضد القيادة الروسية؟

يتساءل محللون حول الهدف من تصريحات رئيس ومالك مجموعة "فاغنر" الروسية، يفغيني بريغوجين، المتكررة والتي تشير إلى خلافه العام مع قيادة بلاده.

وكان آخر تلك التصريحات هي أن "الحرب في أوكرانيا أتت بنتائج عكسية.. وإن الكرملين يخاطر بمواجهة ثورة".

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن توماس غراهام، وهو محلل لدى موقع "مجلس العلاقات الخارجية" الإخباري، قوله إن الهدف الأوسع لبريغوزين "ليس جعل روسيا تبدو سيئة ولكن انتقاد سلوك الحرب من خلال ما يعتقد أنه وصف أوضح لما يجري."

وقال غراهام: "بريغوجين يعتقد أنه يجب بذل جهد أكبر في الحرب، بما في ذلك اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية".

وقارن غراهام، خلال حديثه مع الصحيفة الأمريكية، بريغوجين بالزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، الذي نشر أيضًا مقاتلين في أوكرانيا وكان ينتقد أحيانًا التكتيكات العسكرية في الحرب.

كما صرح محللون آخرون للصحيفة بأنه من غير المرجح أن يواجه كل من قديروف وبريغوجين الكثير من العواقب بسبب انتقاداتهم العامة طالما أنها لا تهاجم بوتين أو الحرب نفسها.

وكان يفغيني بريغوجينقد ذكر في مقابلة "مثيرة للجدل" أن هدف روسيا المتمثل في نزع السلاح من أوكرانيا "أدى إلى نتائج عكسية تمامًا" واقترح على الكرملين "تغيير القيادة العليا".

وجادل مالك فاغنر بأن الحرب، التي أمر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل حوالي 15 شهرًا، فشلت حتى الآن في تحقيق نتائج ذات مغزى، وأن موسكو ربما ستخسر المعركة.

وقال: "لا شيء يعمل لصالحنا. إن نزع النازية عن أوكرانيا الذي كنا نتحدث عنه قد حول كييف إلى أمة معروفة في كل مكان في جميع أنحاء العالم".

وكان يفغيني بريغوجين قد وجه صوته مرارًا ضد الجنرالات الذين يقودون الحرب في الأشهر الأخيرة، كما أنه لم يدفع أي ثمن سياسي واضح لانتقاداته المتكررة.

ودفعت مجموعة "فاغنر"، التي قاتلت من أجل باخموت في شرق أوكرانيا منذ أكتوبر، ثمناً باهظاً للاستيلاء على المدينة وتقديم أول انتصار كبير لروسيا منذ الصيف.

في غضون ذلك، أخبر أحد المحللين البارزين صحيفة "ذا هيل" أن بريغوجين لديه طموحات سياسية سامية في روسيا وأنه يضع نفسه "كزعيم شعبوي".

وقال المحلل: "أعتقد أن هدفه هو تصوير نفسه على أنه نقيض وبديل لما يصفهم بالقادة العسكريين الفاسدين". 

وجاءت تصريحات بريغوزين في وقت حرج للغاية بالنسبة للقيادة الروسية، وذلك بعدما توغلت ميليشيات تضم مقاتلين روس منشقين يقاتلون لصالح أوكرانيا، مدينة بيلغورود الروسية الحدودية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وتعهدت بتطهير روسيا من "نظام بوتين".