عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

خيار "متسرع".. هل تمثل هاريس المرشح الأفضل للديمقراطيين؟

خيار "متسرع".. هل تمثل هاريس المرشح الأفضل للديمقراطيين؟
كامالا هاريسالمصدر: رويترز
27 يوليو 2024، 8:57 ص

يدخل الحزب الديمقراطي سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية هذا العام مع المنافس التقليدي المتمثل بالحزب الجمهوري وهو يواجه واحدة من أسوأ مراحل التحضير للانتخابات على مدى عقود مضت.

فأشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن يمر الحزب بحالة من التخبط أدت إلى أن يقوم قيادات الحزب والرموز البارزة فيه بالضغط على مرشحهم الذي يشغل منصب سيد البيت الأبيض وإجباره على الانسحاب من الترشح في مرحلة دقيقة جدا يشتعل فيها التنافس بين الحزبين الأكبر في تاريخ وحاضر السياسة الأمريكية، وقبل ما يقارب 3 أشهر فقط من موعد الانتخابات؛ الأمر الذي أدى إلى تعزيز فرص المنافس واهتزاز ثقة الناخبين الديمقراطيين، إضافة إلى المستقلين المتحالفين مع الحزب الديمقراطي.

عامل الوقت

أما عن السبب المباشر الذي أدى إلى هذا التخبط في التخطيط والتحضير الجيد للانتخابات الرئاسية، فيكمن في التأخر كثيرا في إجبار مرشح الحزب الرئيس بايدن على الانسحاب من سباق الترشح، والذي كان واضحا منذ أكثر من سنة أنه يواجه مشاكل صحية وذهنية نتيجة لكبر سنه كادت أن تمنعه حتى من إكمال مدته الرئاسية.

الإشكالية الأخرى والأكبر التي سببها التأخر باتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت المناسب أيضا هو عدم اختيار وتجهيز بديل لبايدن في وقت كاف، يملك مؤهلات وقدرات تمكنه من مواجهة منافس قوي ومتمرس كدونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

مع احتدام المنافسة.. ترامب يتقدم على هاريس

 

فمعظم المؤشرات والدلالات تقود إلى أن الباعث الرئيس وراء قرار اختيار نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس لتقود سفينة الديمقراطيين في سباق الرئاسة كان بسبب ضغط عامل الوقت ولا مجال للبحث والتحضير لتجهيز بديل لبايدن، بدليل اختلاف الآراء ووجهات النظر بين الديمقراطيين أنفسهم حول اختيار هاريس.

وعلى سبيل المثال لا الحصر اعتبر عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ الذي يعد أحد أكبر المانحين الديمقراطيين أن دعم ترشح هاريس كان قرارا متسرعا.

ونستنتج من وجهة النظر هذه أنه لا يوجد توافق بين قيادات الحزب على اختيار المرشح البديل لبايدن؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى إضعاف فرصهم في الحفاظ على كرسي سيد أو سيدة البيت الأبيض. 

بلا نجاحات سياسية

كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن على مدى السنوات الأربع الماضية، المدعية العامة السابقة لسان فرانسيسكو وأيضا المدعية العامة لولاية كاليفورنيا عام 2010 و2014، كأول امرأة سمراء تشغل هذا المنصب، إلا أنها كسياسية في منصب نائب الرئيس الأمريكي وبحسب استطلاعات رأي أمريكية لم تحظ بالقبول في هذا المنصب، ولم تحقق حضورا أو نجاحات سياسية تمكنها من أن تكون مرشحا مقنعا لمنصب رئيس الولايات المتحدة للعديد من الأمريكيين.

ويستدل على ذلك من خلال أول ملف سياسي مهم ويمس الداخل الأمريكي بشكل مباشر حين قام بايدن في بداية حكمه بتفويضها لقيادة جهود الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع أزمة الهجرة غير النظامية من المكسيك، حيث تبنت هاريس استراتيجية معقدة، وحاولت الترويج لقدرتها على تنفيذها والتي تتمحور حول حل المشكلة من جذورها من خلال دعم وتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية لدول في أمريكا الوسطى منها هندوراس ونيكاراغوا وغواتيمالا؛ مما سيؤدي لوضع حد لهجرة الملايين من أبناء هذه الدول إلى الولايات المتحدة وتحسين أوضاعهم في بلادهم.

أخبار ذات علاقة

كيف قلبت هاريس حملة ترامب "رأساً على عقب"؟

 

إلا أن النتائج جاءت سلبية، وأثارت حنق العديد من الأمريكيين؛ إذ إنه وبعد عملها مدة 3 سنوات على تنفيذ استراتيجيتها التي كلفت الولايات المتحدة مليارات الدولارات كانت النتيجة أن تفاقمت أزمة الهجرة والتسلل عبر الحدود، وتدفقت أعداد قياسية من المهاجرين من جميع أنحاء العالم من خلال الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

ويعتبر ملف المهاجرين أحد الملفات المحورية الرئيسة في سباق التنافس الرئاسي التي يهتم بها الناخب الأمريكي.

أما على مستوى الملفات الدولية، فلم تحظ هاريس بفرصة الاشتباك المباشر بملفات دولية معقدة تبرز قدرتها من عدمها في كيفية تعاطيها مع ملفات كالحرب الروسية الأوكرانية أو الحرب على غزة، رغم أن تصريحاتها بشأن غزة تعتبر أكثر حدية تجاه نتنياهو والأوضاع الإنسانية في غزة.

وفي هذا الصدد يقول آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة "كارنيجي" للعلاقات الدولية، أن هاريس تمثل تيار يسار وسط ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تغيير ملموس في اللهجة تجاه إسرائيل، ولكن ليس تغييرا كبيرا في السياسة.

وقد لا تكمن المشكلة بالنسبة للديمقراطيين في شخصية هاريس أو مؤهلاتها أو نقص الخبرة السياسية لديها بقدر ما تكمن في صعوبة وتمرس المنافس الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي خرج بايدن من مناظرته الأخيرة معه بنتائج كارثية أظهرت ضعف بايدن وقوة ترامب، بحسب استطلاعات الرأي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC