شهدت تركيبة البرلمان الأوروبي المنتخب حديثًا صعود اثنين من المؤثرين وصنّاع المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي، هما: القبرصي فيدياس بانايوتو، والإسباني ألفيس بيريز.
وبانايوتو، هو مستخدم "يوتيوب" يبلغ من العمر 24 عامًا تم انتخابه لعضوية البرلمان، يوم الأحد الماضي، وحصل الشاب المبتدئ، الذي لم يذهب قط للتصويت، على 19.4% من الأصوات، ليحتل المرتبة الثانية بعد حزبي المحافظين والعمال.
"معجزة"
وأثار بانايوتو، المتعاطف مع اليمين المتطرف، المفاجأة لا سيما أنه أقام حملة انتخابية "بدون برنامج" وفق تقرير لـ "راديو فرنسا" الذي أشار إلى أن الشاب نفسه فوجئ بفوزه الذي وصفه بـ "المعجزة".
وقال "إنها معجزة تحكي الكثير عن الكارثة والسخط السائد في العالم السياسي بين الشباب القبارصة" الذين يمثلون قاعدة انتخابية مهمة.
واكتسب فيدياس شعبية من خلال إنتاج مقاطع فيديو تحدى فيها القانون والأخلاق، ونشر فيديوهات بعناوين مثيرة، مثل: "قضيت أسبوعًا في التابوت" و"أعيش كمتشرد في المطار" أو "أغش في وسائل النقل"، وهي وصفات معروفة للحصول على الأصوات بفضل "جرعة من الجدل" بحسب وصف الإذاعة الفرنسية.
وأشار تقرير "راديو فرنسا" إلى أنّ "دخول فيدياس بانايوتو السباق الأوروبي كان نكتته الأخيرة، إلا أنها نجحت، حيث بدأ بتشجيع الشباب على التصويت بأسلوب مفاجئ، قبل أن يغتنم الفرصة لإطلاق حملته الخاصة".
وتولت وسائل الإعلام تضخيم هذا التواصل، مدعومة بشبكاتها الاجتماعية، وقالت إن هذا التوجه يعد دليلًا واضحًا على أن المنصات يمكنها الفوز في الانتخابات، وأضافت أنه "بصرف النظر عن سمعته السيئة، فإنه ليس لديه حاليًّا أي مقترحات سياسية ليقدمها" وفق قولها.
شبيه خافيير ميلي
وعلى جانب اليمين المتطرف أيضًا نجد المؤثر الثاني في البرلمان الجديد، الإسباني ألفيس بيريز، البالغ من العمر 34 عامًا، ويمتلك ما يقرب من مليون مشترك على "إنستغرام"، وجمع 800 ألف صوت بحملته الصغيرة التي قال فيها باختصار إنه "لا مزيد من "الفاسدين والمرتزقة ومغتصبي الأطفال"، على حد تعبيره.
وقاد صانع المحتوى الإسباني حملة على شبكات التواصل الاجتماعي، متجاهلًا وسائل الإعلام التقليدية التي لم تهتم لأمره كثيرًا، وهو ما لم يمنعه من الفوز بـ 3 مقاعد فضلًا عن الحصانة النيابية.
ووفق "راديو فرنسا" سيكون صعوده إلى البرلمان ضروريًّا جدًّا بالنسبة إليه لمقاومة "الاتهامات المتعددة التي أثارتها منشوراته التحريضية والافترائية".
ويعمد بيريز من جانبه إلى إثارة الجدل الجاذب للتفاعلات، ويشبهه البعض بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ويُعرف بكراهيته للحركة النسوية والاتحاد الأوروبي، وهدفه "تفجير النظام من الداخل".
ويرفض الشاب الإسباني الحصول "على سنت واحد" من البرلمان الأوروبي ويخطط للتبرع براتبه مستقبلًا إلى متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي.
