logo
العالم

فورين أفيرز: "دفاع واشنطن الخاطئ" عن تايوان أسوأ من التخلي عنها

فورين أفيرز: "دفاع واشنطن الخاطئ" عن تايوان أسوأ من التخلي عنها
قاعدة عسكرية في تايوانالمصدر: أ.ف.ب
08 أغسطس 2024، 1:05 م

إذا كان هدف الصين النهائي، هو أن تصبح الدولة المهيمنة في العالم، فيجب على واشنطن الاستعداد لخوض صراع أوسع وأطول والفوز به، لمواجهة الصين مباشرة في مضيق تايوان، حسب ما جاء في مقال تحليلي للكاتب جوناثان كافارلي، نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، رأى فيه أن طريقة واشنطن في "الدفاع" عن تايوان سيحمل عواقب خطرة على الولايات المتحدة.

وعدَّ الكاتب في مقاله حول "الأهمية الإستراتيجية لتايوان"، أنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، من المؤكد أن الصراع الذي ينجم عن غزو الصين لتايوان، سيطول ويتوسع، وتاليًا فإن على القوات الأمريكية التركيز على حماية حلفائها الإقليميين مثل اليابان والفلبين وكوريا الجنوبية من الإكراه الصيني، بدلًا من هيكلة الجيش الأمريكي بشكل "هوسي".

واستطرد الكاتب: "ولكن هذا لا يعني أن تتخلى الولايات المتحدة عن تايوان، بل إن عليها أن تدافع عنها دفعًا مدروسًا، وهو ما من شأنه أن يجبر بكين على مواصلة تركيز مزيد من مواردها على هدف صعب للغاية، وبعيدًا عن المهمات التي تهدد المصالح العالمية الأمريكية مباشرة". 

ورأى الكاتب، أن ذلك سيكون أمرًا مفيدًا بالنسبة لواشنطن، إذ سيجعل ذلك الصين منشغلة بتايوان، أو بتعبير آخر الاحتفاظ بالجزيرة بوصفها سيناريو محتمل لبكين.

أخبار ذات علاقة

في ظل تهديد صيني و"غموض إستراتيجي" أمريكي.. تايوان توسّع نطاق التجنيد

وأشار الكاتب أستاذ الدراسات الإستراتيجية والعملياتية في كلية الحرب البحرية الأميركية (The U.S. Naval War College)، إلى أن مجموعة كبيرة من الباحثين والمؤلفين تحدثوا عن أهمية تايوان بالنسبة للولايات المتحدة، ومنهم مات بوتينجر، نائب مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال: "إن تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، تعمل على ترسيخ دفاع اليابان، وتحرم الصين من نقطة انطلاق، يمكن أن تهدد من خلالها حلفاء الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ". 

ويرى كاتب المقال وجود أسباب عدة تدفع الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان، من أبرزها اقتصادها المهم، وبراعتها في مجال الإلكترونيات الدقيقة، وديمقراطيتها الناضجة، والتأثير الذي قد يحدثه الاستيلاء على تايوان على مصداقية الولايات المتحدة.

ويرى الكاتب، أن إبقاء الجيش الصيني تحت المراقبة، ليس واحدًا من الأسباب التي تدفع واشنطن، للدفاع عن تايوان، فالأخيرة جزيرة صغيرة يبلغ عرضها 90 ميلًا قبالة ساحل الصين الشاسع، وإذا أصبحت مقاطعة صينية مسلحة كاملة، فإن الفارق في القوة العسكرية بين بكين وواشنطن لن يتغير إلا بشيء يسير.

وقال "إن الصين تمتلك أنظمة فضائية وبرية وجوية وبحرية وسيبرانية هائلة مصممة لاكتشاف المنصات البحرية والجوية الأمريكية والمتحالفة وتدميرها، بعيدًا عن البر الرئيس، وهي لا تحتاج إلى تايوان لتهديد الولايات المتحدة". 

وإن من شأن تايوان، أن تمنح الصين، مكانًا جديدًا لإقامة أنظمتها، ولكن المزايا التي تأتي من وضع أسلحتها على الجزيرة مقابل البر الرئيس هامشية، حسب الكاتب.

ويرى الكاتب، أنه يمكن لبكين أن تجني فائدة عسكرية كبيرة من غزو تايوان، ولكن أي رد عسكري أمريكي خاطئ من شأنه أن يوفر لبكين الفرصة لتدمير كثير من السفن والطائرات والقوات الأمريكية في التضاريس الملائمة لجيش التحرير الشعبي. 

ومن المرجح أن يخرج الجيش الأمريكي ضعيفًا إلى حد كبير، حتى لو انتصر في نهاية المطاف، إذ إن الدفاع الخاطئ عن تايوان، سيكون بمنزلة علاج أسوأ من المرض، حسب تعبير الكاتب.

مخاطرة كبيرة.. فوائد قليلة 

ورأى الكاتب، أنه يجب على واشنطن أولًا أن تعترف أن الدفاع الشامل عن تايوان من المرجح أن يأتي بتكلفة باهظة للغاية، وإذا انخرطت بكين وواشنطن في حرب شاملة حول الحكم الذاتي للجزيرة، فمن المحتمل أن تلحق الصين خسائر فادحة بالقوات الأمريكية في المحيط الهادئ. 

وانتقد الكاتب، فرضية نشر قوات أمريكية كبيرة وضعيفة بالقرب من الجزيرة تحت مسمى "الردع"، عادًّا ذلك يخاطر بنشر مزيد من القوة العسكرية، مقابل مكاسب عسكرية ضئيلة للغاية. 

وعدَّ أن تايوان ليست هي كل شيء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالنسبة للولايات المتحدة، وتاليًا فإنه لا ينبغي على القوات المسلحة الأمريكية أن تجعل الجزيرة محور اهتمامها الأساسي. 

وأشار الكاتب، إلى أن الولايات المتحدة، تعاني فعلًا من نقص مخزونها من الذخائر المهمة، في الوقت الذي تحاول فيه حماية الشحن العالمي من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

أخبار ذات علاقة

هل تقود تايوان الصين والولايات المتحدة إلى المواجهة؟

 وشدد الكاتب على أن الصين تعد خصمًا خطرًا للولايات المتحدة، وهي لا تحتاج إلى مزيد من الأراضي لتحدي القوات الأمريكية.

وشدد الكاتب على أنه يجب على المسؤولين الأميركيين وحلفائهم، اتخاذ قرارات صعبة بشأن ما يجب تكريسه للدفاع عن تايوان، وتتلخص الخطوة الأولى الواضحة في مضاعفة الجهود لملء الجزيرة بأسلحة دفاعية فتاكة تهدد بتحويل مضيق تايوان إلى ما وصفه الأدميرال "صموئيل بابارو"، قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بـ "مشهد الجحيم". 

ويجب على الولايات المتحدة إرسال مزيد من الألغام والطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للسفن إلى تايوان، بالإضافة إلى دعم قدراتها المحلية على بناء مثل هذه الأسلحة بنفسها، حسب الكاتب.

وعدَّ الكاتب أن مثل هذا النهج لن يجعل تايوان عبئًا على موارد الولايات المتحدة، بل ستصبح بمنزلة استنزاف هائل لموارد الصين.

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن "الدفاع عن تايوان هو الطريقة الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة؛ لإحباط أجندة الصين، الأكبر نطاقًا.

وينبغي على واشنطن أن تستثمر في الأدوات العسكرية التي يمكنها الدفاع عن تايوان، والتي تمكّنها أيضًا من مواصلة القتال في أماكن أخرى.

 

 

 

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC