عاجل

الجيش الإسرائيلي: الطائرات الحربية دمرت نحو 1000 فوهة لإطلاق الصواريخ لحزب الله

logo
العالم

بعد فشل "الهجوم الأكبر".. ما سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية؟

بعد فشل "الهجوم الأكبر".. ما سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية؟
قوات أوكراني تطلق قذائف تجاه الحدود مع روسياالمصدر: رويترز
11 سبتمبر 2024، 11:29 م

تصدت القوات الروسية لثاني أكبر هجوم للطائرات المسيّرة شنته أوكرانيا على موسكو منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ونجحت أنظمة الدفاعات الجوية الروسية في اعتراض وتدمير حوالي 144 مسيّرة فوق 9 مناطق روسية على الحدود مع أوكرانيا.

ودفع هذا الهجوم المحللين إلى تناول وبحث السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة من الحرب الروسية الأوكرانية وما يمكن أن تؤول إليه خلال الأيام المقبلة، مع تصعيد الوضع بهذا الشكل الخطير، وفق وصف البعض.

ضوء أخضر غربي

وأكد آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في موسكو، أن "الهجوم الأوكراني العنيف على الأراضي الروسية يُشير إلى حصول أوكرانيا على الضوء الأخضر، وهو ما صرح به وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في اجتماع "رامشتاين"، بأن كييف لديها مسيرات قادرة على استخدامها لقصف المنشآت الحيوية في العمق الروسي".

وأوضح، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الضوء الأخضر اُسْتُخْدِم اليوم من خلال هجوم عنيف فجر الثلاثاء، واستخدام الأسلحة الأوكرانية في العمق الروسي من خلال 144 مسيرة وصلت إلى العديد من المناطق في موسكو من الجنوب وجنوب شرق موسكو إلى مدينة كولومنا، وقصف مطار "جوكوفكي" العسكري".

وتابع: "هذه الضربات الأوكرانية دفعت روسيا لإغلاق كافة المطارات الجنوبية ومطارات فنوكفا وجوكوفسكي، بالإضافة إلى مطار مدينة كازان"، لافتاً إلى أن "هذه المسيّرات حاولت اختراق المقاطعات الروسية الحدودية وضرب العمق الروسي، وتحديدًا مدينة موسكو".

الوصول إلى موسكو

ورأى ملحم أن "التعامل مع سلاح المسيّرات قد يكون صعبًا من الناحية العسكرية؛ نظرًا لصغر حجمها وتطور أجزائها، مما يصعب على أجهزة الرادار التقاطها. لذلك، فإنه من السهل على المسيّرات الأوكرانية الوصول إلى العمق الروسي وتحقيق أهدافها داخل موسكو، وهو ما تسعى إليه كييف بصفة متكررة، والدليل على ذلك شن كييف الهجوم الثاني من هذا النوع منذ مطلع سبتمبر الحالي".

وأردف قائلاً: "القوات الروسية تتعامل مع هذه المسيّرات بتحييدها عبر الحرب الإلكترونية أو الاستهداف المباشر بالأسلحة الحديثة التي تمتلكها روسيا. ووفق تقديري، الطريقة الوحيدة لمواجهة تلك المسيّرات هي توسيع منظومة الحرب الإلكترونية على الحدود مع أوكرانيا بهدف رصدها ومحاولة تحييدها مباشرة، بالإضافة إلى تقوية الدفاعات الجوية وأجهزة الرادار القادرة على رصد هذه المسيّرات، وأيضًا البحث عن أماكن صناعة هذه المسيّرات داخل أوكرانيا وقصفها، وهذه الطريقة تتبعها روسيا باستمرار".

وأكد ملحم أن "الرد الروسي على هذا الهجوم الأوكراني العنيف، وإن لم يحقق أهدافه، سيكون عنيفًا للغاية، خاصةً أن روسيا تتبع عملية القضم التدريجي للأراضي الأوكرانية شيئًا فشيئًا. هذه العملية يبدو أنها نجحت فيها روسيا، وإن كانت تسير ببطء، وهو ما لن ترضى عنه الدول الغربية؛ نظرًا لأنها تستهدف استنزاف القوات الأوكرانية".

من ناحية أخرى، قال د. عماد أبو الرب، عضو "المجلس العام في إدارة الدولة للسياسة العرقية وحرية الضمير" التابعة لمجلس الوزراء الأوكراني، إنه "لا توجد أي دلائل على أن الغرب منح أوكرانيا الضوء الأخضر الرسمي لضرب العمق الروسي. وإذا كانت هناك بعض العمليات العسكرية الأوكرانية التي تشمل أهدافًا داخل روسيا، فإنها عادة ما تكون محاطة بسرية، وما يركز عليه الغرب بشكل رئيس هو الدفاع وتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية على الجبهة القتالية".

وأشار في حديث  لـ"إرم نيوز"، إلى أن "روسيا تمتلك منظومات دفاعية متطورة ومتعددة، مثل أنظمة (S-400) و(S-300)، وكذلك أنظمة (بانتسير) و(تور) التي تُستخدم في التصدي للطائرات والمقذوفات".

واستدرك قائلاً: "لكن قدرات هذه الأنظمة ليست غير محدودة، ويعتمد نجاحها في صد المسيّرات الأوكرانية على عدة عوامل مثل التكنولوجيا والتحديثات التي تتطور بشكل مستمر. علماً أن هناك احتمالية لوجود طائرات مسيّرة أوكرانية مصممة لتفادي الرادارات والتشويش الإلكتروني، وأن أوكرانيا قد تستخدم أساليب مبتكرة في هجماتها لتفاجئ روسيا بشكل كبير".

وأضاف أبو الرب أن "المسيّرات الأوكرانية نجحت في اختراق المنظومة الدفاعية الروسية جزئيًا حسب تقارير خاصة، حيث وصلت إلى أهداف داخل روسيا أو بالقرب منها. وهذا يعكس تحديات تواجهها الدفاعات الجوية الروسية في التعامل مع التهديدات غير التقليدية مثل الطائرات المسيرة، ويشير إلى استمرار تطور قدرات الهجوم والاستراتيجية الأوكرانية".

وتابع قائلاً: "نشهد تعقيدات كبيرة في الأزمة الحالية من حيث تصاعد حدة المواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية. يمكننا تلخيص المشهد بالقول إن روسيا عجزت طوال العامين والنصف عن الحسم العسكري للمعركة، رغم سيطرتها على قرابة 20% من الأراضي الأوكرانية، وفي الوقت ذاته نجحت أوكرانيا في صد التقدم الروسي، وأفشلت هدفها الأساسي باحتلال العاصمة كييف وتغيير القيادة السياسية. ولكن في الوقت ذاته فشلت في هجومها المضاد، وتحولت الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا إلى استنزاف للجانبين".

ولفت أبو الرب إلى أن "روسيا مصممة على المضي في حربها، حيث وضعت شروطًا تراها أوكرانيا تعجيزية، وتعتبرها إملاءات مرفوضة، خاصة الشرط الذي تكرره روسيا بعدم قبولها فتح موضوع الأقاليم التي ضُمَّت من جانب واحد لروسيا وصوت الكرملين على ضمها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC