عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
العالم

إيران.. هل تؤجج سيطرة المحافظين على البرلمان الأزمة مع الغرب؟

إيران.. هل تؤجج سيطرة المحافظين على البرلمان الأزمة مع الغرب؟
02 مارس 2024، 7:09 م

أظهرت نتائج انتخابات البرلمان الإيراني تقدمًا واضحًا للقوائم التي تمثل المحافظين على حساب الإصلاحيين؛ مما أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثير تلك النتائج على العلاقة مع الغرب.

ووفقًا لمراقبين، تُعتَبَر انتخابات البرلمان الذي يتألف من 290 مقعدًا الأقل تفاعلاً في تاريخ إيران، حيث شارك نحو (41%) من الناخبين المؤهلين في الانتخابات في طهران فقط.

وكان لافتا أن الفائز الأول في طهران، سيد محمود نبويان، عضو جبهة الثبات الإسلامية المتشددة، لم يحصل سوى على (119.904) أصوات، بينما عندما شارك أغلبية المواطنين في انتخابات المجلس العاشر عام 2014، دخل الإصلاحي محمد رضا عارف البرلمان كأول شخص في طهران بأكثر من 1.6 مليون صوت، وتظهر مثل هذه الظروف أن البرلمان الثاني عشر سيكون أقل عدداً من حيث الأصوات من البرلمان الحادي عشر.

وتشير النتائج الأولية لانتخابات البرلمان إلى السيطرة الواضحة للتيار الأصولي المتشدد، خاصة بعدما تم الاستحواذ على جميع مقاعد العاصمة طهران الـ 35 مقعداً.

تحديات قادمة تواجه البرلمان

وفي هذا الإطار يقول الناشط والمحلل السياسي الإصلاحي بيروز مجتهد زاده، عن دلالات سيطرة المحافظين على البرلمان: "لا جديد، فسياسة إيران الخارجية هي نفسها"، مبيناً "أن الوضع الداخلي سيواجه تحديات عديدة أبرزها الأزمات الاقتصادية وملف العقوبات الذي لم تستطع الحكومة حسمه مع القوى الغربية بشأن الملف النووي".

وأوضح مجتهد زاده لـ"إرم نيوز"، "أن هذه الانتخابات وما رافقها تكشف أن بداية عصر التطرف السياسي بدأ، وهذا ما كان متوقعا بعد استبعاد المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين".

ولفت إلى أنه "مع انتهاء الانتخابات البرلمانية، اتضح بعد فرز الأصوات أن نسبة المشاركة ضئيلة جداً، والأصوات الباطلة هي الأعلى"، منوهاً إلى أن "محافظة يزد وسط إيران معقل الإصلاحيين تتصدر الأصوات الباطلة في البلاد".

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، بلغ عدد الأصوات الباطلة 29 ألفا و303.

المناخ السياسي أكثر انغلاقاً

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الإيراني علي صوفي، أن إحدى دلالات هذه الانتخابات البرلمانية وجود انقسام بين أهم أكبر التيارات الأصولية، وهما فريق محمود نبويان، وخصمه محمد باقر قاليباف.

وأضاف صوفي في حديثه لـ"إرم نيوز"، "أن المرحلة المقبلة وانتخاب رئيس للبرلمان واللجان ستكون بيد جبهة الثبات، وهي على خلاف كبير مع جبهة القوى الثورية التي فشلت في الفوز بمقاعد الانتخابات في طهران".

وبحسب النتائج فإن محمد باقر قاليباف زعيم القائمة تمكن من الحصول على مقعد واحد في طهران واحتل المركز الرابع، فيما تصدر المشهد محمود نبويان والمرشَحان في قائمته هما المتشددان حميد رسائي وأمير حسين سابيتي.

وأضاف صوفي: "إنه كان من المتوقع أن تكون الأغلبية المطلقة في البرلمان في أيدي الأصوليين، لكن اللافت فشل قاليباف بشكل كبير في هذه الانتخابات".

وأشار إلى "أن الانتخابات أظهرت أن المناخ السياسي في البلاد أصبح أكثر انغلاقا يوماً بعد يوم، ويبدو أنه حتى الأصوليين التقليديين المعتدلين ليس لهم مكان في المجال السياسي في البلاد".

وعن دلالات غياب بعض الأصوليين المعتدلين، أوضح صوفي: "هناك سببان: أولاً، يبدو أن أصحاب القرار يرغبون في وجود طيف معين في كافة المؤسسات السياسية، وهو ما يمكن ملاحظته بشكل خاص في عملية فحص المؤهلات، وثانياً، في ظل غياب الأغلبية الصامتة، تبقى الأقلية الموجودة لصالح الأفكار الثورية المتطرفة هي من تشارك وتصوت".

وختم صوفي قائلا: "بعد معرفة نتائج هذه الانتخابات، يمكن القول إن فترة التطرف أصبحت هي السمة الرسمية للمشهد السياسي بحيث لا يمكن بعد ذلك رؤية شخصية معتدلة في ضوء السياسة والمسؤوليات الرسمية".

المنافسة كانت بين الأصوليين

من جانبه، اعتبر عضو حزب وحدة الأمة الإصلاحي الذي قاطع الانتخابات البرلمانية أشرف بروجردي، أن الانتخابات التي جرت أمس كانت منافسة بين التيارات الأصولية المتشددة وليس بينهم منافس آخر.

وأكد بروجردي لـ"إرم نيوز"، "أنه تم تشكيل العديد من الائتلافات بين الأصوليين وهذا هو الأساس للتحرك نحو النهج الذي ينشأ في اللجان والجماعات، لماذا ولمن يتم التصويت، بغض النظر عن مدى أخلاقية الشخص المعني".

ولفت إلى "أن المشاركة في الانتخابات ليست مهمة في ظل عدم وجود مرشح مناسب في الانتخابات"، مبينة: "لو كانت نسبة المشاركة 20% لظل الأصوليون يعلنون احتفالاً وانتصاراً".

وتابع: "بشكل عام، في بلادنا، لا ينبغي لأحد أن يكيف عقليته مع الواقع، بل الحقيقة أنه يجب أن يكيف نفسه مع عقلية الأشخاص!".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC