logo
العالم

كاسحة الجليد القتالية.. تحول إستراتيجي روسي في القطب الشمالي

كاسحة الجليد القتالية.. تحول إستراتيجي روسي في القطب الشمالي
كاسحة الجليد القتالية "إيفان بابانين"المصدر: وكالة الأمن والتكنولوجيا الأوروبية
05 يوليو 2024، 9:10 ص

أطلقت روسيا  تجارب بحرية مصنعية لكاسحة جليد قتالية جديدة، المشروع 23550 إيفان بابانين، ما يمثل تحولًا بإستراتيجية البلاد في القطب الشمالي. 

وتؤكد هذه الخطوة، بحسب تقرير نشره موقع "آسيا تايمز"، تركيز روسيا المكثف على القطب الشمالي باعتبارها منطقة بالغة الأهمية للمصالح الاقتصادية والعسكرية، خاصة في سياق التوترات الجيوسياسية المستمرة التي تشبه الحرب الباردة الجديدة.

فعالية قتالية

تم تصميم "إيفان بابانين"، التي تم بناؤها في أحواض بناء السفن الأميرالية في سانت بطرسبرغ، للتنقل عبر الجليد السميك، وهي مجهزة بأسلحة متقدمة، بما في ذلك مدفع "AK-176MA"، عيار 76 ملم، ولديها القدرة على أن تكون مسلحة بقاذفات حاويات لصواريخ كروز كلوب وكاليبر، مما يعزز فعاليتها القتالية المحتملة. 

وكان من المقرر في البداية أن يتم تشغيل الكاسحة في عام 2023، إلا أنها واجهت تأخيرات بسبب الصراع المستمر في أوكرانيا.

وتم تصميم الأسطول الروسي المكون من حوالي 40 كاسحة جليد وسفينة قادرة على التعامل مع الجليد، بما في ذلك فئة "Project 23550" الفريدة، لكل من كاسحات الجليد والقتال، مع القدرة على التنقل عبر الجليد الذي يصل سمكه إلى 5.5 قدم. 

ويعكس إدخال "إيفان بابانين" إلى هذا الأسطول طموحات روسيا الأوسع في القطب الشمالي، التي تحركها مخاوف اقتصادية وأمنية متشابكة.

 

800493e8-92bd-4270-9a0c-160f465336cd

تداعيات اقتصادية وعسكرية

ولفت الموقع إلى مقال نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "CSIS" في مارس/آذار عام 2020، حيث سلطت هيذر كونلي ومؤلفون مشاركون الضوء على الوجود العسكري الروسي في القطب الشمالي كوسيلة لتعزيز الأمن الداخلي وإظهار القوة في شمال الأطلسي.

وتعتبر روسيا الطريق البحري الشمالي، وهو ممر مائي يبلغ طوله 5600 كيلومتر من مضيق بيرينغ إلى بحر كارا، ممرًا مائيًا داخليًا بالغ الأهمية، رغم أن معظم المجتمع الدولي يعتبره ممرًا دوليًا.

وبحسب الموقع، شدد جون غريد، في كتاب للمعهد البحري الأمريكي "USNI" في مارس/آذار عام 2024، على الموارد الهائلة في القطب الشمالي، بما في ذلك 13% من احتياطيات النفط غير المكتشفة في العالم، و30% من الغاز الطبيعي غير المكتشف، ومعادن بقيمة تريليون دولار مثل البلاديوم والكوبالت والنيكل. 

وتثير إمكانية الوصول إلى هذه الموارد بسبب الانحباس الحراري العالمي تدافعًا دوليًا، مع وجود كبير في القطب الشمالي من قبل كندا والولايات المتحدة والدول الإسكندنافية، وفق الموقع.
 
وأشار إلى إعلان الصين نفسها "دولة قريبة من القطب الشمالي" في عام 2018، مما أدى إلى زيادة حدة المنافسة بين القوى العظمى.

مناورة إستراتيجية 

وأشار غريد إلى أن روسيا تستخدم إستراتيجية "أول من يقوم بالتسويق"، حيث توسع نطاق مطالباتها بالممرات المائية الصالحة للملاحة بشكل متزايد. 

ويتعزز هذا من خلال السيطرة البيروقراطية الروسية على منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تديرها وكالة الطاقة النووية الروسية "روساتوم"، والقيود المفروضة على مرور السفن الحربية الأجنبية.

وتشمل عسكرة روسيا للقطب الشمالي نشر صواريخ كروز بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى أهداف كندية وأمريكية، والقيام برحلات جوية لقاذفات القنابل لاختبار الدفاعات الشمالية، ووضع غواصة مزودة بصواريخ كروز على ساحل المحيط الهادئ. 

وفي ورقة بحثية صدرت في فبراير/شباط عام 2022 لصالح Stiftung Wissenschaft und Politik" (SWP)"، ناقش مايكل بول وجوران سويستيك جهود روسيا لتوسيع وتحديث أسطولها الشمالي، الذي يعد محوريًا للردع النووي والمصالح الاقتصادية.

تحديات تشغيلية وتكتيكية

وقال الموقع إن الحرب المستمرة في أوكرانيا أثرت على الوضع العسكري الروسي في القطب الشمالي، خاصة على المستويين العملياتي والتكتيكي. 
وأشار إلى مقال نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في يناير/كانون الثاني عام 2023 بقلم كولن وول ونجورد ويغي، والذي أكد أن الردع الإستراتيجي لروسيا لا يزال ذا مصداقية، غير أن العقوبات طويلة المدى قد تضعف قدرات الأسطول الشمالي على مدى الأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة. 

كما أن النقص في الذخائر الدقيقة يمكن أن يردع الأعمال الهجومية ضد حلفاء الناتو في القطب الشمالي، رغم أن قدرة الدفاع الجوي الروسية لا تزال قوية، وفق المقال.

أخبار ذات علاقة

روسيا تهدد بالانسحاب من مجلس القطب الشمالي

 حرب هجينة

وتكثفت تكتيكات الحرب الهجينة المتطورة التي تتبعها روسيا في القطب الشمالي منذ فبراير/شباط عام 2022. 

وسلطت ورقة بحثية نشرتها كاتارينا كيرتيسوفا وغابرييلا غريسيوس في أغسطس/آب عام 2023 لصالح شبكة القيادة الأوروبية، الضوء على أربعة اتجاهات: زيادة الأنشطة السيبرانية، التدخل في البنية التحتية الحيوية، التجسس، والنشاط الإجرامي. 

ووفق الورقة البحثية، تؤدي هذه التكتيكات إلى تعقيد المشهد الأمني في القطب الشمالي، حيث تواجه الهجمات السيبرانية التي تستهدف الأنظمة الحكومية والبنية التحتية الحيوية مثل الكابلات وخطوط الأنابيب تحت البحر تهديدات متزايدة.

وتمثل التجارب البحرية التي تجريها السفينة "إيفان بابانين" خطوة حاسمة في إستراتيجية روسيا في القطب الشمالي، مما يعكس التزامها بتأمين مصالحها في المنطقة وسط ديناميكيات جيوسياسية متطورة. 

وفي حين فرض الصراع الأوكراني تحديات، فإن التركيز الإستراتيجي الروسي على القطب الشمالي لا يزال يشكل المشهد الأمني والاقتصادي الإقليمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC