مع ترقب مناظرتهما.. كيف يستثمر ترامب وهاريس أوراقهما الانتخابية؟

بعد أن كان المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب يفضل الرئيس الحالي جو بايدن منافسا له في السباق الانتخابي، يجد نفسه اليوم في مهمة أكثر صعوبة أمام نائبة الرئيس الحالي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

الرئيس السابق صاحب الشخصية الإشكالية منذ ولايته السابقة والمعروف بتصريحاته المثيرة للغرابة والجدل، وصف هاريس بـ"المعتوهة" و"المجنونة"، كما شكك بأصولها، متجاوزا في ذلك عتبات المواقف السياسية للخصم من قضايا الساعة داخليا وخارجيا، بوصفها مساحة لتسجيل النقاط والتأثير في الناخبين.

 هذا الأمر أثار استياء واضحا في صفوف الديمقراطيين، وفي صفوف الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم الانتخابي، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن ما قاله ترامب مثير للاشمئزاز ومهين.

 وبعد أن قال حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، إن ترامب يخشى مناظرة هاريس، أعلن الرئيس السابق قبوله مناظرة المرشحة الديمقراطية، واصفا إياها باليسارية المتطرفة، ربما كي لا يتهم بـ "الجبن" عن مواجهتها، وهو ما لم تكن هاريس لتفوته لو تأخر في إعلانه قبول المناظرة.

بين "العنصرية" والسياسة

ثمة ملفات متعددة في المشهد الأمريكي، يحاول ترامب المتنقل في هجماته ما بين نظرة "عنصرية" واضحة والسياسة والاقتصاد أن يجعل منها أوراقا انتخابية لإسقاط غريمته.

ويحاول ترامب والجمهوريون مرارا التأكيد على أن هاريس نسخة عن بايدن، مع التقليل من شأن خبرتها التي لا تؤهلها للمنصب الرئاسي ووصفها بـ"الفاشلة"، وفقا لخطابهم.

ويبدو ملف الهجرة أساسيا في هذا الإطار، فقد هاجم ترامب بايدن وهاريس، لعجزهما عن التعامل مع ملف الهجرة، محملا الأخيرة المسؤولية عند دخول ملايين المهاجرين إلى أمريكا في عهدها كنائبة للرئيس.

كما أن أداءها كمدعية عامة حاضر في خطط ترامب، الذي يتهمها بالضعف أمام الجرائم التي شهدتها الولايات المتحدة، عندما كانت مدعية عامة في سان فرانسيسكو.

ويوظف ترامب الذي كسب تعاطفا واسعا بعد محاولة اغتياله الشهر الماضي أيضا مسألة الإجهاض في السجال الانتخابي، إذ اتهم هاريس بتبنيها قتل الأطفال؛ بسبب دفاعها عن الإجهاض في الشهرين الثامن والتاسع، وحتى بعد الولادة، وفقا لتصريحات سابقة له. وفيما يتعلق بالاقتصاد اتهم ترامب هاريس بأنها تعتزم زيادة الضرائب على الأمريكيين.

ويحاول الرئيس السابق استمالة الناخبين اليهود، عبر انتقاد مواقف لأعضاء في الحزب الديمقراطي من إسرائيل، وتصريحات لهاريس حول الحرب على غزة، متهما إياها بأنها خانت إسرائيل وتكره اليهود.

ومن المتوقع أيضا أن يقارن ترامب ما حققه خلال ولايته السابقة في السياسة الخارجية مع سنوات بايدن في الحكم، والتي كانت هاريس جزءا منها، إضافة للدفاع عن سياسته الاقتصادية.

 مجرم وخطر على سيادة القانون

على الضفة الأخرى، تستغل هاريس اتهام ترامب بـ 34 قضية جنائية، وتصفه بـ "المجرم المدان"، متحدثة عن تجربتها كمدعية عامة شاهدت عديد المجرمين من كافة الأنواع، وأنها تعرف من يكون ترامب، واضعة بذلك المرشح الجمهوري في خانتهم.

وتصور هاريس ترامب كخطر على المجتمع الأمريكي والحريات وسيادة القانون، وأن أمريكا ستكون بلدا للخوف والفوضى والكراهية في عهده.  

كما تتهم هاريس والديمقراطيون ترامب بأنه يعمل لخدمة أصحاب المليارات، وعدو للطبقة الوسطى.

وتبدو ورقة "السن" التي استخدمها ترامب والجمهوريون ضد بايدن إبان ترشحه، بيد هاريس الآن لإعادة توجيهها لترامب، وفقا لمراقبين. 

وتكتسب المناظرة القادمة بين ترامب وهاريس أهمية استثنائية، ترتبط بالمتغيرات التي شهدها السباق الانتخابي مؤخرا، فيما لا يغفل الديمقراطيون عن أداء رئيسهم الكارثي في مناظرته الأخيرة.

وتشكل الأيام المقبلة التي تسبق المناظرة زمنا سيراقبه الخصمان لاصطياد الأخطاء والهفوات وحشد مزيد من الأوراق للوصول إلى البيت الأبيض.