logo
العالم

بعد تهديد بنسف ولايتها الثانية.. هل تفتح "فون دير لاين" الباب لليمين المتطرف؟

بعد تهديد بنسف ولايتها الثانية.. هل تفتح "فون دير لاين" الباب لليمين المتطرف؟
28 مايو 2024، 10:29 ص

تشير تقارير غربية إلى أن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية تواجه خطر الإقصاء والإطاحة بها من منصبها، بسبب ميلها الواضح نحو "اليمين المتطرف" في البرلمان الأوروبي وتلميحها مرارًا برغبتها بالعمل مع أقطابه.

ونشر موقع "بوليتيكو" تقريرًا تضمن تحذيرًا وجَّهه الاشتراكيون في أوروبا إلى أورسولا، يكشف عن رفضهم دعمها في ولايتها الثانية إذا استمرت في التلميح لإمكانية العمل مع أعضاء البرلمان الأوروبي اليمينيين المتشددين المتحالفين مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني.

محاولة لتوافق ألماني فرنسي

ولعل الأمر الأكثر أهمية، أنه في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألمانيا لمحاولة صياغة توافق فرنسي ألماني حول المشهد السياسي في أوروبا بعد انتخابات يونيو، كان المستشار أولاف شولتس وحزبه الاشتراكي الديمقراطي يشيرون إلى استعدادهم لنسف ولاية فون دير لاين الثانية.

وبحسب التقرير، البعض يفكر في بديل لأورسولا فون دير لاين وهو رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراجي، وهو ما اعتبره التقرير خيارًا سيحظى بقبول كبير في باريس.

وهدد اشتراكيون رفيعو المستوى، بمن فيهم شولتس وكاتارينا بارلي المرشحة الرئيسية للحزب الاشتراكي الديمقراطي لانتخابات الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، بإفشال ترشيح فون دير لاين إذا قبلت دعم اليمين المتشدد لتأمين أغلبية في البرلمان الأوروبي.

وقالت بارلي: "لن نعمل مع اليمين المتطرف" مكررة التعهد الذي قطعه الاشتراكيون والديمقراطيون وحزب تجديد أوروبا والخضر واليسار "بعدم التعاون أو تشكيل ائتلاف مع اليمين المتطرف والأحزاب الراديكالية على أي مستوى".

وكان هذا التعليق أحدث علامة على انزعاج الأحزاب ذات الميول اليسارية من موقف فون دير لاين من حزب "إخوان إيطاليا" الذي تتزعمه ميلوني، والذي ينتمي إلى مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليمينية في البرلمان الأوروبي.

وأعطت رئيسة المفوضية الأوروبية، نهاية أبريل، أوضح إشارة حتى الآن على استعدادها للتعاون مع الأحزاب اليمينية المتشددة لتأمين فترة ولاية ثانية في أقوى منصب في الاتحاد الأوروبي.

وأشارت خلال مناظرة إلى أنها ستكون منفتحة على التوصل إلى اتفاق مع مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليمينية، بعد انتخابات هذا الصيف على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وغالبًا ما يكون أعضاء البرلمان الأوروبي في مجموعة ECR متشككين بشدة في أوروبا، ويقفون إلى اليمين أكثر من الوسطيين الذين تنتمي إليهم فون دير لاين، ومن المتوقع أن تتضخم صفوفها في البرلمان الأوروبي بعد التصويت في يونيو.

وحذّر شولتز فون دير لاين من مثل هذه الخطوة، قائلًا: "عندما يتم تشكيل المفوضية المقبلة، يجب ألا تستند إلى أغلبية تحتاج أيضًا إلى دعم اليمين المتطرف"، مضيفًا: "الطريقة الوحيدة لترسيخ رئاسة المفوضية هي أن تستند إلى الأحزاب التقليدية".

ولتوضيح الأمر أكثر، قال نيكولا شميت، المرشح الرئيسي للاشتراكيين في انتخابات الاتحاد الأوروبي، في مقابلة نُشرت يوم الأحد: "تريد فون دير لاين منا أن نصدق أن هناك متطرفين يمينيين جيدين وآخرين سيئين".

ويرى شميت أن "جورجا ميلوني يمينية متطرفة سياسيًّا" ورؤيتها بالتأكيد "ليست أوروبا قوية ومتكاملة"، على حد قوله، مضيفًا: "أما بالنسبة للسيدة فون دير لاين، فهي على الأرجح محافظة".

منافسون محتملون

والسؤال المطروح الآن هو هل سيعرقل شولتس والاشتراكيون الألمان ولاية ثانية لزميلتهم الألمانية فون دير لاين؟ ومن قد يكون في أذهانهم ليحل محلها؟ ولعله أحد المنافسين المحتملين للمنصب ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق.

وتلقى دراجي، الأسبوع الماضي، دعمًا من أحد أقرب حلفاء إيمانويل ماكرون، وهو باسكال كانفين، عضو البرلمان الأوروبي من حزب "النهضة" الليبرالي الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي، والمعروف بأن لديه خطًّا مباشرًا مع الإليزيه.

وردًّا على سؤال لصحيفة "بوليتيكو" عن ما إذا كانت فرنسا تدعم محاولة إعادة انتخاب فون دير لاين، قال كانفين: "فرنسا والجميع في المنظومة الرئاسية يرغبون في أن يلعب دراجي دورًا في هذا الأمر".

ويشاع منذ فترة طويلة أن ماكرون يناور لوضع دراجي على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي - والآن يبدو أن لديه حلفاء في برلين.

وقال رالف شتيجنر، العضو المؤثر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني، الجمعة: "إذا كان ماكرون ينتقد ولاية أخرى لأورسولا، التي تفتقر إلى الوضوح الكافي فيما يتعلق بالتحالفات مع الكتلة اليمينية، فأنا أتعاطف معه تمامًا".

ومع إعراب كل من باريس وبرلين عن عدم رضاهما عن موقفها من العمل مع المجلس الأوروبي للاجئين؛ فإن محاولة فون دير لاين للفوز بولاية ثانية كرئيسة للمفوضية تواجه تحديًا خطيرًا.

ورغم أن فون دير لاين هي المرشحة الرئيسة لحزب الشعب الأوروبي في انتخابات الاتحاد الأوروبي، ما يجعلها نظريًا مرشحة محتملة للمنصب، فإنها ستحتاج إلى دعم القادة الأوروبيين، مثل: شولتز وماكرون وملوني، لضمان الحصول على هذا المنصب.

والحسابات الانتخابية صعبة لأنها ستحتاج إلى 361 صوتًا في تصويت الموافقة في البرلمان الأوروبي، بينما لا يحصل حزب الشعب الأوروبي إلا على نحو 176 مقعدًا.

ومن المتوقع أن يحصل الاشتراكيون والديمقراطيون على 144 مقعدًا، وستكون فرص فون دير لاين في ورطة كبيرة إذا لم يدعمها أعضاء البرلمان الأوروبي من يسار الوسط.

وإذا قرروا التخلي عن المرشحة الرئيسة لحزب الشعب الأوروبي فون دير لاين لصالح مرشح آخر، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها تلك الحالة.

وكانت هذه هي بالضبط الطريقة التي حصلت بها فون دير لاين نفسها على المنصب بعد انتخابات الاتحاد الأوروبي لعام 2019، والتي تم تنصيبها بعد أن تجنب القادة مرشح حزب الشعب الأوروبي مانفريد فيبر.

ويتواجد ماكرون حاليًّا في ألمانيا، في أول زيارة رسمية كاملة التشريفات لرئيس فرنسي منذ 24 عامًا، على أن يجمعه لقاء مع المستشار الألماني شولتس خلال الزيارة.

ويختم التقرير بالقول إنه سيكون من الصعب التصديق أنه لن يكون خلال الزيارة أي ذكر للحسابات والاحتمالات الانتخابية علاوة على ملوني ودراجي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC