مصادر إسرائيلية: القتيلة في عملية بئر السبع مجندة في حرس الحدود الإسرائيلي

logo
العالم

من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.. حكومة ستارمر توسع الحضور البريطاني

من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.. حكومة ستارمر توسع الحضور البريطاني
كير ستارمر والسفيرة البريطانية في ألمانيا يتجولان في برلينالمصدر: رويترز
06 سبتمبر 2024، 11:06 ص

تشير الخطوات التي اتخذتها الحكومة الجديدة في بريطانيا أخيرًا إلى رغبة حزب العمال بتحقيق حضور أكبر في الساحة الدولية، وبما يشمل الجانب العسكري، بعد الخطوات السياسية التي اتخذتها وبدأت فيها تتخذ مسارًا مغايرًا للمسار الذي رسمته الحكومات المحافظة على مدى 14 عامًا.

ثلاثة تطورات لافتة خلال الأيام الماضية، كان أبرزها ما كشفته صحيفة لبنانية عن "مذكرة تفاهم" بين الجيشين اللبناني والبريطاني، لنشر قوات بريطانية في لبنان، إضافة إلى إعلان وزارة الدفاع البريطانية أنها ستزود أوكرانيا بـ650 صاروخًا، لتعزز لندن بذلك دورها بوصفها من أبرز داعمي كييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.

وكانت بريطانيا أيضًا اتخذت موقفًا "مفاجئًا" حين أعلنت تعليقًا جزئيًّا لصادرات أسلحتها إلى إسرائيل التي انتقدت الخطوة بشدة.

حضور عسكري

صحيفة "الأخبار" اللبنانية التي قالت إنها اطلعت على مذكرة التفاهم، أوضحت أن تلك المذكرة طرحت منذ نحو عام، إلا أن الجانبين لم يتوصلا إلى إقرارها، وأشارت أن المذكرة أعيدت للطرح مجددًا، وقالت إن الجديد فيها هو الحديث الصريح عن أن الهدف من نشر قوات بريطانية في لبنان "ليس تدريبيًا".

ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية لبنانية أن القوات التي ستنشر في لبنان تتضمن "الطواقم العسكرية مجتمعة مع سفنهم، وطائراتهم، وآلياتهم، ومخازنهم، وأجهزتهم، ومؤنهم والمكوّن البشري الذي يرافق هذه القوات، بما في ذلك موارد التحرك الجوي والبحري والبري ومعدات الخدمات والطواقم الضرورية لنشر القوات المذكورة".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقرّبة من السفارة البريطانية في بيروت أن "المملكة المتحدة تعمل مع لبنان لتطوير أمنه واستقراره وتنوّعه".

أخبار ذات علاقة

تتجاوز 200 مليون دولار.. بريطانيا تعتزم دعم أوكرانيا بالصواريخ

 

واللافت أن الإعلان عن تلك المذكرة يأتي وسط تعليق جزئي لصادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، إذ أعلنت بريطانيا قبل أيام أنها ستعلق 30 من أصل 350 ترخيصًا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ولم يكن ذلك القرار هو فقط ما أثار استياء إسرائيل، بل أيضًا مبرراته، إذ قالت الحكومة العمالية البريطانية إنه جاء بعد مراجعة قانونية، قدرت وجود خطر من استخدام تلك الأسلحة في "ارتكاب انتهاك للقانون الإنساني الدولي خلال الحرب على غزة".

وهو قرار أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن "خيبة أمل شديدة" تجاهه، وقال إن القرار "يؤكد تشدد موقف حكومة حزب العمال الجديدة تجاه إسرائيل، في تباين مع حليفتها الأميركية".

رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، رد على ذلك بالقول إن "حلفاءنا (الولايات المتحدة) يفهمون قرارنا"، وأكد أن لندن أبلغت واشنطن بذلك القرار مسبقًا.

وكان ذلك التعليق مؤشرًا على "تحول" في العلاقة بين بريطانيا وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالحرب في غزة، ومواقف "العمال" تجاهها التي كانت أقل حماسًا من مواقف الحكومات العمالية.

تلك المواقف تشير إلى أن "إعادة صياغة" المواقف البريطانية قد تشمل علاقات البلاد مع كثير من الدول، رغم أن التحالف مع الولايات المتحدة سيبقى ثابتًا، وهو ما يظهر في مواقفها "العملية" تجاه الحرب الأوكرانية، الذي حافظت فيه على إمداد أوكرانيا بالأسلحة.

أكثر انفتاحًا

سياسيًّا، تبدي حكومة حزب العمال مرونة أكثر في قضايا أبرزها العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، الذي غادرته "بريكست" عام 2020، وتسعى لعلاقات أكثر انفتاحًا وحضورًا دوليًّا أكبر.

ويبدو أن الانتخابات الأمريكية القادمة تترك آثارها على التحولات البريطانية، إذ إن المواقف من القضايا الكبرى، سيكون محكومًا "إلى حد بعيد" بهوية الرئيس الأمريكي القادم، وباختلاف مقاربات كل من "الجمهوريين" و"الديمقراطيين" لها، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والأوضاع في الشرق الأوسط التي ما زالت تثير مخاوف من حرب واسعة، إضافة إلى القضايا "الباردة" كالعلاقة مع الصين، وإيران.

أخبار ذات علاقة

في أول اتصال.. شي يأمل بتحقيق "انتصارات مشتركة" مع ستارمر

 

ورغم أن حكومة "العمال" مضت خطوات في تلك المسارات، فإنها ما زالت من دون صدى يتحول إلى مواقف ثابتة، مثل الاتصال الذي أجراه ستارمر مع كل من الرئيسين الصيني والإيراني.

وكان الاتصال مع الرئيس مسعود بزشكيان هو الأول لرئيس وزراء بريطاني منذ مارس 2021، حين اتصل بوريس جونسون مع حسن روحاني بشأن رهينة بريطاني.

ويُعد اتصال ستارمر مع بزشكيان "تطورًا لافتًا"، خاصة أن مضمون الاتصال لم يكن متعلقًا بشأن داخلي بريطاني، بل بواحدة من أبرز القضايا الساخنة عالميًّا، وهي الحرب في غزة، رغم أن ستارمر كان "يحث" بزشكيان على عدم مهاجمة إسرائيل، و"يذكره" بأن "الحرب ليست في مصلحة أحد".

لم تتبلور بعد، سياسة "عمالية" يمكن القول إنها تشكل انعطافًا حاسمًا عن سياسة "المحافظين"، ويبدو أن ذلك سيبقى مرهونًا بنتائج الانتخابات الأمريكية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC