عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

سقوط بوكروفسك "وشيك".. دفاعات كييف تنهار وروسيا تقترب من دونيتسك

سقوط بوكروفسك "وشيك".. دفاعات كييف تنهار وروسيا تقترب من دونيتسك
احتدام المعارك بين روسيا وأوكرانياالمصدر: إرم نيوز
12 سبتمبر 2024، 9:02 ص

بوكروفسك (Pokrovsk) إحدى المدن المهمّة في شرق أوكرانيا، وإذا سقطت، فإنّ القوّات الروسية ستقطع إحدى طرق الإمداد الرئيسة في المنطقة. ومن المرجح أن يجبر ذلك أوكرانيا على الانسحاب من تشاسيف يار (Chasiv Yar)، وسيقترب خط المواجهة من كراماتورسك (Kramatorsk).

بالنسبة لأوكرانيا، فإنّ ذلك يعني فعلياً خسارة منطقة دونيتسك (Donetsk) بأكملها تقريباً، فيما يعترف الجيش الأوكراني بأنّ توغله في منطقة كورسك الروسية (Kursk)، فشل في إجبار موسكو على تحويل قواتها من شرق أوكرانيا.

حرب الجبهات

تشكلّ مدينة بوكروفسك أولوية قصوى بالنسبة لموسكو، فهي مركز لوجستي حيوي، وإذا سقطت، فإنّ الهزيمة من شأنها أنّ تعرض دفاعات أوكرانيا للخطر، وتقرّب روسيا من هدفها المعلن المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك، فيما الجنود الروس الآن هم على بعد 10 كيلومترات فقط.

واستناداً إلى ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن قادة وجنود شرط عدم الكشف عن هوياتهم، فإنّ بعض الجنود الأوكرانيين الجدد يرفضون إطلاق النار على ما يفترض أنه عدوّهم، حتّى أن بعضهم ابتعد عن مواقع القتال تماماً في الجبهة الشرقية.

ففي حين تواصل أوكرانيا توغلها في منطقة كورسك الروسية، لا تزال قواتها تخسر أرضاً ثمينة على طول الجبهة الشرقية للبلاد يلقي قادة عسكريون باللوم بشأنها جزئياً على المجنّدين الذين يفتقدون إلى التدريب والذين تمّ استقدامهم من حملة التعبئة الأخيرة.

في السياق، يقول القائد العسكري السابق في الجيش الأوكراني فيكتور كيفليوك (Viktor Kevliuk) لـ "إرم نيوز"، إنّ "كلّ القوّات المسلحة لديها تلك المشكلة. رأيت أرقام إحصائيات أجرتها الشرطة العسكرية للقوّات المسلحة الأوكرانية، وفي الوقت الحالي، نحن نتحدث عن 6000 جندي، ومن ثم ليس الأفراد كلهم لديهم القدرة على الوُجود داخل مناطق القتال لفترة طويلة؛ لما لذلك من ضغط كبير جدّاً على الحالة المعنوية والفيزيولوجية والنفسية للإنسان، وليس الجميع لديه القدرة على التحمّل".

ويقول القادة الأوكرانيون إنّ المجندين ساهموا في سلسلة من الخسائر الإقليمية التي مكّنت الروس من التقدم، بما في ذلك بالقرب من مدينة بوكروفسك حيث تشهد الجبهة هناك سيناريو مختلفاً تماما لأسباب عديدة، وليس فقط لسبب اختيار البعض من الجنود مغادرة ساحة المعركة، بل أيضاً لتفوّق روسيا الواضح في الذخيرة والقوّة الجوية والعتاد.

864adb04-4e45-4bfe-9c59-a6373c97a777

ووفق ما يقول سيرجي دوبرياك (Sergey Dobriak) رئيس الإدارة العسكرية في بوكروفسك، فإنّ "نسبة القوات التي تقاتل في ذلك الاتجاه هي 10 مقابل واحد لصالح روسيا".

ويقول كيفليوك إنّ "ما حصل في المدينة هو أنّ عدد أفراد القوّات الروسية يزيد 8 أضعاف عن عدد أفراد أوكرانيا، وعلى الخطوط الأمامية هناك 20 جندياً مقابل جندي واحد، ومن ثم فهنا لا توجد مشكلة في تدريب الجنود، بل ثمّة تفاوت في عدد الجنود. كما أنّ لدى الروس عدداً أكبر من المدفعية؛ ما يجعلهم أكثر قوّة.

ما يزيد محنة أوكرانيا القوّة الضخمة التي تتمتع بها روسيا واستعدادها لقبول خسائر مذهلة في مقابل الاستيلاء على أهداف صغيرة. لكن في المقابل، ورغم شعور القادة الأوكرانيين بالإحباط لعدم الخبرة لدى المجندين الجدد، فثمّة آخرون متحمّسون لكنّهم قلة قليلة، فيما تعود أسباب ذلك إلى عقبات لوجستية تحول دون تدريب وتجهيز ودفع رواتب هذا العدد الكبير من الأشخاص الوافدين.

كورسك.. هجوم ما وراء الحدود

"عملية كورسك كانت خطوة جيّدة لتغيير الوضع، لكنّنا لا نملك ما يكفي من الإمكانيات  لشنّ عمليات مماثلة لتغيير الأوضاع في مناطق أخرى هذا العام".. ذلك موقف القائد العسكري السابق في الجيش الأوكراني فيكتور كيفليوك؛ إذ إنّه مقابل الإخفاق الأوكراني على الجبهة الشرقية، ثمّة ما تعتبره كييف إنجازاً عسكرياً نوعياً حرّك المياه الراكدة على الجبهات.

فالعملية في كورسك جاءت وفق المراقبين والخبراء العسكريين، لتساهم في تعزيز الروح المعنوية للجنود الأوكرانيين، لكنّها أيضاً تركت طريق الإمداد الاستراتيجي عرضة للهجمات الروسية. وهنا 3 أسباب رئيسة لتلك العملية العسكرية.

يوضح كيفليوك: "الأسبوع الماضي اجتمعنا مع القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال ألكسندر سورسكي الذي تحدث عن الأهداف الرئيسة للعملية التي حصلت في منطقة كورسك في الاتحاد الروسي.

- أوّلاً، نحن بحاجة إلى الحد من زحف القوّات الروسية على الاتجاهات الرئيسة في شرق أوكرانيا.

- ثانياً، نحتاج إلى أن نظهر للروس طبيعة الحرب الحديثة التي تجري في الوقت الراهن؛ إذ يجب أن يشعروا كيف تكون الحرب في الداخل.

- ثالثاً، علينا أن نحقق نصراً صغيراً لرفع معنويات الجيش ومعنويات المجتمع الأوكراني المدني".

ويضيف أن "عملية كورسك مستمرة في الوقت الراهن، إذ إنّ تحرك القوّات المسلّحة الأوكرانية في المنطقة شكّل مشكلة بالنسبة للقوات الروسية التي سحبت ما بين 10000 إلى 30000 عنصر من مختلف الجبهات في منطقة كورسك".

السكك الحديدة.. الأضرار والتداعيات 

هجوم أوكرانيا على كورسك لم يكتفِ بالاستيلاء على منطقة بحجم لوس أنجلوس (1,299 km²) وإحراج روسيا، بل يبدو أنّه يعطل أيضاً نظام السكك الحديدية في الدولة الروسية، فيما لو استجابت واشنطن لمطالب كييف بالسماح بضربات أعمق في روسيا باستخدام صواريخ أميركية الصنع، فإنّ قدرة روسيا على نقل القوّات والإمدادات قد تتضرر بشكل خطير.

وفي ذلك الصدد تقول البرلمانية الأوكرانية هالينا يانتشينكو لـ "إرم نيوز": "من أجل تحقيق التوازن بين القوّات على خط المواجهة وتسريع إنهاء الحرب، من المهم إعطاؤنا فرصة استخدام ذلك السلاح ضدّ الأهداف العسكرية الروسية وليس منعنا".

fa821f88-07c1-466d-8ac8-fc6d91e5e7ad

بوتيرة أكثر من الجيوش الغربية، تعتمد روسيا على السكّك الحديدية لنقل القوّات والإمدادات عوضا عن استخدام الشاحنات. والمشكلة اليوم هي أنّ تجميع القوات من كلّ أنحاء روسيا - نحو 30 ألف جندي وفقاً لتقديرات أوكرانية  لإغلاق الاختراق الأوكراني -  يؤدّي إلى زيادة الضغط على محطات السكك الحديدية في منطقة كورسك ويخلق نقصاً في القاطرات، لكن أيضاً ثمّة خبراء يقولون إنّ نظام السكك الحديدية الروسي يتمتع بعمق كاف للتعامل مع التطورات.

ويقول كيفليوك لـ "إرم نيوز": "لدى الاتحاد الروسي 150,000 كيلومتر من السكك الحديدية، وتلك مساحة كبيرة، وكل السكك الحديدية تسير من الشرق إلى الغرب، وثمّة عدد أقل من خطوط السكك الحديدية تسير من الشمال إلى الجنوب".

يتابع: "في الوقت الراهن، لا يمكن لوجيستياً استخدام كل خطوط السكك الحديدية من قبل القوات الروسية في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، لا تمتلك أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى وأسلحة أخرى بعيدة المدى لتدمير السكك الحديدية".

ويوضح: "المشكلة الكبرى تكمن في خطين للسكك الحديدية، الأول خط عبر جسر كيرتش، وقد دمّر الهجوم الأوكراني السفن التي تنقل القاطرات من الأراضي الروسية إلى شبه جزيرة القرم، فيما لدى القوات الروسية خط واحد فقط في شبه جزيرة القرم. الخط الأوّل مهم جداً، أمّا بالنسبة للخط الثاني، الذي يبنونه من روستوف عبر دونيتسك وفيلنوفا وماريوبول إلى القرم عبر الأراضي الأوكرانية المحتلة، فيمكن استهدافه بالسلاح العادي، ويمكن مهاجمة الأهداف المختلفة الموجودة على السكّة الحديدية في منطقة زابورجيا".

تجدر الإشارة إلى أنّ اتحاد عمال السكك الحديدية البيلاروسي كان أعلن أنّ هيئة السكك الحديدية الروسية طلبت من نظيرتها البيلاروسية، عدم إرسال القطارات إلى المحطات على خطوط أوريول – كورسك، ما من شأنه أن يقطع الروابط بين بيلاروسيا وروسيا.

لكنّ الخبير الروسي في معهد دراسة الحرب في واشنطن جورج باروس (George Barros) يقول لـ "إرم نيوز"، إنّه لم يتضح بعد إلى أيّ مدى قد تكون شبكة السكك الحديدية الروسية مثقلة". ويبدي باروس اعتقاده بأنّ "أوكرانيا يمكن أن تعطل بشكل خطير حركة السكك الحديدية والخدمات اللوجستية الروسية إذا رفعت واشنطن القيود".

في المحصّلة، حتّى الآن خاب أمل كييف في أن تحول روسيا قواتها شرق أوكرانيا وجنوبها إلى كورسك، فيما تواصل القوات الروسية التقدم في أماكن مثل بوكروفسك في منطقة دونيتسك... فما الذي سيحسم المعركة إذاً؟

هنا يختم كيفليوك حديثه لـ "إرم نيوز" بالقول "كلّ الحروب في التاريخ بدأها السياسيون، وأوقفها السياسيون أيضاً... ربّما الحرب الروسية الأوكرانية سيوقفها السياسيون وليس العسكريون، وأنا أرى أنّ القوات المسلحة يمكنها أن تُحسن شروط التفاوض في المرحلة المقبلة، وآمل أن نتمكن خلال 8 أو 12 شهراً من التحدّث عن انتهاء الحرب". 

شاهدوا أيضاً: 3 سنوات على حكم طالبان.. الفوضى والمجاعة "تجتاحان" أفغانستان

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC