غارتان على منطقة الشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت

logo
العالم

رفض إسرائيل وحماس لمقترح بايدن "يربك" حسابات الإدارة الأمريكية

رفض إسرائيل وحماس لمقترح بايدن "يربك" حسابات الإدارة الأمريكية
08 يونيو 2024، 3:17 م

أربك رفض إسرائيل وحركة حماس لمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار في غزة، حسابات الإدارة الأمريكية.

وتواجه إدارة بايدن حسابات معقدة ولدتها ضغوط داخلية أبرزها في ملف الانتخابات الرئاسية، وأخرى خارجية كملف حرب غزة في الشرق الأوسط، إضافة للحرب الروسية الأوكرانية.

ودخلت الإدارة الأمريكية في مواجهة التنافس الشرس مع الحزب الجمهوري ومرشحه الرئيس السابق دونالد ترامب، وورقة ضغط أخرى تتمثل في تغير توجهات جزء من ناخبي الحزب الديمقراطي بحسب الاستطلاعات الأمريكية لعدم قناعتهم بأداء إدارة بايدن.

ويتقاطع ملف السباق الرئاسي مع تعقيدات الحرب على غزة، ومن هنا جاء توقيت مقترح الرئيس بايدن الذي قدمه لوقف الصراع في القطاع الفلسطيني.

حسابات انتخابية

وبحسب رأي عدد من الساسة الأمريكيين، فإن مقترح بايدن وتوقيته يأتي في سياق الحسابات الانتخابية، حيث تحاول إدارة بايدن من خلال طرحها للمقترح تغيير الصورة النمطية للرئيس الأمريكي كحليف داعم لإسرائيل، رغم المجازر والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية اعتقدت أن المقترح الذي جاء الإعلان عنه على لسان الرئيس بايدن، وما تمثله الولايات المتحدة من ثقل وقوة سياسية، سيلقى استجابة من جميع الأطراف، ويقلب الطاولة على منتقديها ومنافسيها في الانتخابات الرئاسية، لكنها اصطدمت برفض الطرفين الرئيسين المعنيين بالمقترح، إسرائيل وحماس.

وحاول بايدن الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول الصفقة، من خلال تسويق المقترح على أنه "خطة إسرائيل لوقف إطلاق النار" التي قدمها له نتنياهو.



وجاء الرد الإسرائيلي على لسان نتنياهو بشكل فوري، حيث قال إن ما طرحة بايدن "ليس دقيقًا"، مؤكدًا أنه مصمم على استئناف الحرب حتى القضاء تمامًا على حركة حماس.

وتوالت ردود وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية على بايدن، برفض المقترح، وتهديد نتنياهو بإسقاط الحكومة في حال قبوله للمقترح، بحجة أنه لا يمكن إسرائيل من استكمال حربها والقضاء على حماس.

بالمقابل، أبدى بعض وزراء الوسط في إسرائيل قبولهم لمقترح بايدن، والتهديد أيضًا بالاستقالة إذا لم يقبل نتنياهو به.

مجرد "كلمات"

من جهتها، أعلنت حركة حماس أن مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة مجرّد "كلمات"، ولا ينص على أي ضمانات لوقف الحرب، بحسب تصريحات القيادي في حماس أسامة حمدان.

وأعلنت حماس أنها مستعدة للقبول بأي اتفاق يحقق مطالب الحركة الأساسية المتمثلة بوقف إطلاق النار في غزة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وهذا ما لم يحمله مقترح بايدن.

وفي رد فعلها على موقف حماس وإسرائيل، الذي أربك حساباتها، ووضعها في موقف حرج في هذا التوقيت، بدأت الإدارة الأمريكية تمارس الضغوط على جميع الأطراف وحتى على الوسطاء لقبول المقترح.



ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأسبوع المقبل، جولة إلى الشرق الأوسط، هي الثامنة منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للضغط والدفع قدمًا لقبول المقترح.

وتشمل جولة بلينكن كلاً من: مصر، وإسرائيل، والأردن، وقطر.

ويشمل المقترح الأمريكي 3 مراحل رئيسة، تتمثل بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وإعادة إعمار قطاع غزة.

ثمن الرفض

وبتحليل تصريحات المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في سياق ما يجري، يبدو جليًا أن الطرف الذي سيعارض القبول بالمقترح سيدفع ثمنًا لذلك، خاصة حركة حماس وقادتها.

وقال ميلر حول زيارة بلينكن إنه "سيؤكد على أهمية قبول حماس المقترح المطروح على الطاولة، الذي يكاد يكون مطابقًا للمقترح الذي وافقت عليه حماس الشهر الماضي".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم السبت، أن الوسطاء في مصر وقطر أبلغوا قادة حماس بأن استمرار رفضهم لقبول الصفقة، قد يؤدي إلى طردهم، وقد يصل إلى اعتقالهم.

ونقلت عن مسؤولين مطلعين على محادثات الهدنة، قولهم إن الدوحة والقاهرة أبلغتا قادة حماس، في الأيام الأخيرة، بأنهم سيواجهون احتمال الاعتقال، فضلًا عن الطرد، وإمكانية تجميد أصولهم، إذا لم يوافقوا على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC