logo
العالم

رغم انهيار حلفائها.. ألمانيا تحافظ على تواجدها في الساحل الأفريقي

رغم انهيار حلفائها.. ألمانيا تحافظ على تواجدها في الساحل الأفريقي
30 مايو 2024، 8:06 م

بعد طرد القوات الأمريكية من النيجر، وتلميح السنغال إلى غلق القواعد العسكرية التي تستضيف قوات فرنسية، طُرحت تساؤلات حول مستقبل حضور ألمانيا في منطقة غرب أفريقيا والساحل، حيث تبدي برلين ليونة كبيرة، رغم انهيار حلفائها في هذه المنطقة، في مؤشر واضح على أنها تسعى للحفاظ على تواجدها في الساحل الأفريقي.

وفي الوقت الذي هاجمت فيه القوى الغربية بشدة الانقلابات العسكرية في المنطقة، لجأت ألمانيا إلى مهادنة هذه المجالس دون قطع التواصل معها بشكل كلي.

وأبرمت ألمانيا اتفاقًا، الثلاثاء، مع النيجر يجيز لها مواصلة استخدام قاعدة النقل الجوي الموجودة في العاصمة، نيامي، حيث يوجد ما لا يقل عن 100 جندي ألماني.

وفي وقت سابق قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "أحببنا ذلك أم كرهناه، فإن ما يحدث في الساحل الأفريقي يهم ألمانيا".

وقال المحلل السياسي النيجري إبراهيم أوال، إن "ألمانيا لا تزال تحتفظ بمئات الجنود سواء في النيجر أو مالي أو غيرهما ما يفيد برغبة حقيقية من برلين في البقاء في منطقة الساحل الأفريقي رغم مساعي دول المنطقة إلى القطيعة مع الغرب وهذا يبدو مفهومًا".

ويرى أوال خلال حديث لـ"إرم نيوز" "أن ألمانيا لا تريد أن تنفرد روسيا والصين بمنطقة الساحل الأفريقي الغنية، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها شعوب المنطقة".

أخبار ذات صلة

بعد تراجع النفوذ الغربي.. عين الصين على يورانيوم النيجر

           

وأشار إلى أن "الحكومة الألمانية، على مر السنين، اعتمدت دبلوماسية إنسانية مكثفة، إلى جانب الجهود الأمنية والاقتصادية بخلاف ما فعلته فرنسا".

وتوقع المحلل السياسي أن "يطال الغضب الأفريقي ألمانيا، لكن دون أن يصل إلى حد إلغاء اتفاقات أو غير ذلك، خاصة أن برلين لم تطلق مواقف عدائية قوية ضد المجالس العسكرية في المنطقة".

وبدورها، قالت المحللة المتخصصة في شؤون الساحل الأفريقي ميساء نواف عبد الخالق، إن "الدور الألماني في الساحل الأفريقي يصور نفسه على أنه يقدم مشاريع في مجال التنمية والتعليم، وليس "العسكري" أسوة بالدول الأخرى، لكن في الواقع الدور الألماني يخدم مصالح برلين، إنها قوة ناعمة".

ولفتت عبد الخالق في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن "دعم ألمانيا لدول الساحل الأفريقي يأتي من أجل الحفاظ على مصالحها وتعزيزها، أسوة بفرنسا وروسيا، إذ تحاول إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة الغنية بالثروات رغم أنها تواجه مشاكل الإرهاب، وضعف الدولة والبنية التحتية".

وأكدت أن "ألمانيا مثل بقية الدول تبحث عن مصالحها، وفي حال اتضح أكثر الدور الألماني وتبلور لا شك أنها ستواجه نفس مصير فرنسا والولايات المتحدة".

ونوهت بأن هناك "صحوة شعبية" في المنطقة تجاه التدخل الدولي الذي يأتي فقط للحفاظ على مصالح محددة في منطقة غنية بالثروات.

وقالت إن"ألمانيا تلعب على التناقضات إذا جاز التعبير، عند محاولة فرنسا عزل المجلس العسكري في النيجر كانت ألمانيا تحاول توثيق علاقتها به، وتريد الاحتفاظ بوجودها العسكري في هذا البلد، وهي تحاول حجز مقعد في ظل تهافت المجتمع الدولي على النفوذ في المنطقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC