زعماء "الكاناك" يعلنون السيادة على أراضيهم في كاليدونيا الجديدة

أعلن زعماء شعب "الكاناك" في إقليم كاليدونيا الجديدة سيادتهم على أراضيهم التقليدية بشكل أحادي، في خطوة تسلط الضوء على مطالبهم بالاعتراف بحقوقهم الثقافية والسياسية.

وأثار هذا الإعلان مخاوف بشأن تفاقم الأزمة الاجتماعية والمؤسسية التي تعانيها الجزر التابعة للسيادة الفرنسية.

وجاء الإعلان خلال اجتماع مهم لمجلس زعماء كاليدونيا الجديدة، الذي عقد بين 25 و27 سبتمبر/أيلول في منطقة لا روش بجزيرة ماري، احتفالًا بالذكرى السنوية لتأسيس المجلس الذي أُنشئ في الشهر نفسه من عام 2022.

 

وقال الباحث السياسي الفرنسي جون أتيالي إنه "في ظل الأحداث الجارية على الجزيرة، تعتبر هذه الخطوة مجرد مقدمة، فهناك عدد كبير من التهديدات التي تواجه فرنسا بالكامل".

وأوضح أتيالي لـ"إرم نيوز" أن "هذه التهديدات تتمثل أولاً في الهجوم على الوجود الفرنسي خارج أوروبا، لا سيما أن فرنسا هي آخر دولة غربية لا تزال تمتلك وجودًا إقليميًا على خمس قارات، وبشكل خاص في المحيط الهادئ الذي سيُحدد جزءا كبيراً من مستقبل العالم".

ورأى أن "هذا الوجود أساسي لسمعة البلاد وتوزيع قواها وشبكة تحالفاتها، وللوصول إلى تنوع الموارد الطبيعية والثقافات، وأخيرًا، لمستوى معيشة أفضل للشعب الفرنسي".

وفي 24 سبتمبر/أيلول، الذي يتزامن مع "عيد المواطنة" ويذكّر باحتلال كاليدونيا الجديدة من قبل فرنسا في عام 1853، اجتمع حوالي 200 شخص، من بينهم 17 زعيمًا وعدد من شخصيات "الكاناك"، إلى جانب ممثلين عن شعوب فيجي وماوري وفانواتو، في الجمعية الشعبية للكاناك.

وأعلن 28 زعيما سيادة كاليدونيا الجديدة، مشددين على أهمية هذه الخطوة، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وتسعى هذه المبادرة، رغم عدم توافق جميع سلطات "الكاناك" حولها، إلى الحصول على وسائل محددة لتنفيذ السياسات العامة على الأراضي "الكاناكية".

وطمأن رئيس مجلس الزعماء هيبوليت هتامومو سينيامي الجميع قائلاً: "المسألة ليست حول الاستبعاد"، مؤكداً أن "المصير المشترك قد تحقق بالفعل، إذ يعيش الأطفال والأحفاد من ثقافات متعددة معًا".

 

وفيما يخص التنمية الاقتصادية، دعا هيبوليت سينيامي إلى تطوير اقتصادي يخدم السكان بدلاً من استغلال الموارد دون فائدة للسكان الأصليين.

وسيعقب هذا الإعلان فعاليات كبرى، من 7 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول، إذ ستذهب وفود من المجلس إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ثم ستعقد اجتماعا في منطقة "زراتشي" جنوبي البلاد لمواصلة النقاش حول "نموذج الحكم التقليدي" وجذب الزعامات التي لم تشارك بعد.