وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

logo
العالم

ما دلالات هجوم موسكو العنيف على "زاباروجيا"؟

ما دلالات هجوم موسكو العنيف على "زاباروجيا"؟
موقع تعرض لغارة روسية تشتعل فيه النيرانالمصدر: رويترز
06 أكتوبر 2024، 12:03 م

في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الروسية في الشرق الأوكراني، تُكثف من هجماتها وغاراتها الجوية على "زاباروجيا" أهم مُدن الجنوب الأوكراني والتي تُعتبر مفتاح الدب الروسي نحو العاصمة كييف.

وخلال 24 ساعة، شنت القوات الروسية 493 ضربة جوية على عشرات المستوطنات في منطقة "زاباروجيا" جنوب كييف، ونفذت غارات جوية على كل من "بيلوههيريا وأوسبينفكا"، وفقًا لما أعلنه رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية لمنطقة "زاباروجيا" الأوكرانية إيفان فيدوروف.

شريان الاقتصاد

وقال فيدوروف، إن القوات الروسية هاجمت "زاباروجيا" عبر 288 طائرة مسيّرة من مختلف الأنواع في "هوليايبول" و"نوفواندريفكا" و"روبوتينا" و"مالا توكماشكا" و"ليفادني" و"مالينيفكا"، بالإضافة إلى قصف بعض تلك المدن بنحو 195 قذيفة مدفعية.

وفي أعقاب هذه الغارات الروسية غير المسبوقة على منطقة "زاباروجيا" الأوكرانية، تساءل المراقبون عن دلالات الهجمات الروسية العنيفة والتي تزامنت مع جولة الرئيس الأوكراني على الوحدات القتالية القريبة من "كورسك"، وهل التقدم الروسي السريع داخل أوكرانيا يقابله تحرك أوروبي سريع للسماح بضرب العمق الروسي؟.

يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية كارزان حميد، إن موسكو وضعت خططاً لقضم مناطق عدة من شرقي أوكرانيا منذ اليوم الأول للحرب الروسي، وخاصة المناطق الاستراتيجية مثل  زاباروجيا وخيرسون، رغم منأن موسكو كانت تسطير على الأخيرة، لكن لأسباب عدة لم تتمكن القوات الروسية البقاء فيها.

أخبار ذات علاقة

القوات الروسية توسع سيطرتها في دونيتسك

وأكد في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن زاباروجيا بالنسبة لروسيا هي شريان الاقتصاد والصناعة وخاصة في قطاع الكيماويات، كما هي قريبة من شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ عام 2014، في الوقت ذاته تسيطر على أجزاء كبيرة من الإقليم الأوكراني.

وتابع: القوات الروسية تحاول بشتى الطرق تطهير المدينة من أي تواجد للقوات الأوكرانية فيها، لضمها إلى أراضيها التي بدأت منذ 2022، والهجوم الروسي على منشآت عسكرية أو البنية التحتية الأوكرانية مستمر منذ عامين ونصف العام، ولكن أحياناً يشتد وأحيانا أخرى يخف بحسب تجهيزات القوات الروسية أو ردود الفعل الأوكرانية تجاه موسكو، أو المواقف الغربية من الملف الأوكراني على الساحة الدولية.

الانقسام الداخلي

وأشار حميد، إلى أن زيارة الرئيس الأوكراني لمناطق تحت سيطرة قواته في كورسك الروسية تحمل رسائل سياسية وعسكرية، خاصة وأن خطته التي وضعها لإجبار القوات الروسية الابتعاد عن جبهة الشرق لصالح حماية كورسك باءت بالفشل، لهذا يحاول زيلينسكي أن يثبت أنهم باقون ويمكن الاعتماد عليهم.

ورأى أن الكثير من الدول الأوروبية متحفظة باستثناء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من خطوة كييف بضرب العمق الروسي، لأسباب كثيرة، منها عدم قدرة القوات الأوكرانية في ساحات القتال مقارنة بنظيرتها الروسية، بالإضافة إلى الخوف من رد فعل الكرملين، وحلفائهم من المشرق، وخاصة الصين وكوريا الشمالية، ناهيك عن تورط الدول الأوروبية في صراعات جانبية في بقعة أخری من الأرض، كما حصل مع فرنسا وأمريكا في القارة السمراء.

وأشار إلى أن أوروبا أمام مأزقين لا ثالث لهما، وهو الانقسام الداخلي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية بعد تقدم اليمين المتطرف في دول الاتحاد كافة، التي ترفض مساعدة مجانية لأوكرانيا، بالإضافة إلى أن مخازن ذخائر الأسلحة في عموم أوروبا تقريبًا فُرغت، ولم يتبقَ لها مايحميها نفسها من الحرب أذا دقت أبوابها.

من جهته، يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية بسام البني، أنه لا توجد علاقة بين زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى المناطق القريبة من كورسك و الضربات الروسية التي شنت على زاباروجيا، لافتاً إلى أن هذه الضربات تسير وفقاً للخطة المحددة من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين. 

وأكد البني في تصريح لـ "إرم نيوز" أن زاباروجيا واحدة من 4 مناطق تم الاعتراف بها كمناطق روسية حسب التصويت الذي حدث هناك، وتخضع  للدستور الروسي بأنها مناطق روسية، مشيراً إلى أهميتها بالنسبة لروسيا .

وأوضح أن الغرب لن يسمح  لأوكرانيا بشكل علني استخدام الأسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، خاصة في ظل الانتخابات الأمريكية من جانب، والتحذيرات الروسية الواضحة والصريحة من جانب آخر .

أخبار ذات علاقة

محللون: "موقف المجر" لن يوقف تدريب الدول الأوروبية للقوات الأوكرانية

وأضاف أن الكرة في ملعب روسيا ما إذا كانت سترد وفقاً للتحذيرات التي أعلنتها حال السماح لأوكرانيا باستخدام تلك الأسلحة في العمق الروسي، مؤكدا أن روسيا تمارس سياسة الصبر الاستراتيجي لاستنزاف الغرب.

وأكد البني أن الضربات الموجهة على زابورجيا تأتي في نطاق أهداف العملية العسكرية الخاصة بتحرير المناطق الأربع التي تم الاعتراف بها حديثاً في روسيا، وقال إنه يتم العمل على طرد القوات الأوكرانية منها وأن الوضع الميداني تحدد نسبه الضربات وقوتها ومدى عنفها.

ولفت البني إلى أن الجيش الأوكراني بدأ بالانهيار، خاصة مع سقوط مدينة "أوغليدار" في يد الجيش الروسي وتقدم روسيا على  جبهات القتال كافة بطريقة ما يسمى بقضم الأراضي جزءًا بعد جزء والتقدم البطيء، لضمان السيطرة الكاملة على ما يتم تحريره من مناطق بهدف تأمينها بشكل كامل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC