تقرير: الطائرات المسيرة كشفت حاجة أمريكا لتطوير منظومة الحرب الإلكترونية

ذكرت صحيفة "بزنس إنسايدر" أن الحرب الروسية الأوكرانية، لفتت انتباه صانع القرار الأمريكي إلى أهمية الحرب الإلكترونية وآليات التشويش المستخدمة من قبل كوادرها، حيث برز التشويش كسلاح أكثر فعالية لمكافحة الطائرات المُسيرة.

وقالت الصحيفة إن الطائرات بدون طيار أصبحت تلعب دورًا حيويًا متزايدًا في اكتشاف قطاعات ومدرعات وآليات الخصم وتدميرها؛ بكلفة رخيصة نسبيًا مقارنة بباقي الأسلحة والمعدات المستخدمة.

وأشارت الصحيفة إلى "تطوير قدرات التشويش بحيث يمكن اسقاط هذه الطائرات، من خلال تعطيل الرابط بين الطائرة بدون طيار ومشغلها؛ مما يؤدي إلى سقوطها وتحطمها، الأمر الذي يتيح لميزانيات الجيوش أن توفر الكثير من الأموال".

ولفتت إلى "سقوط أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار الأوكرانية بفعل التشويش المتقدم الذي يستخدمه عناصر الحرب الإلكترونية الروسية".

وأوضحت بأن مشكلة الجيش الأمريكي في مجال الحرب الإلكترونية تفاقمت بعد الحرب الباردة، بسبب عدم إيلاء العناية الكافية لهذا القطاع طيلة سنوات، وفقا للجنرال الأمريكي، تشارلز براون جونيور.

لكن الأنظار باتت تتجه الآن نحو تطوير منظومة الحرب الإلكترونية الأمريكية لتصبح قادرة على مجاراة النقلة النوعية التي حققها الجانبان الروسي والصيني.

وبالفعل هناك برامج قيد التنفيذ، مثل العقد الموقع بقيمة 59 مليون دولار مع "لوكهيد مارتن" لتثبيت أجهزة تشويش على الطائرات بدون طيار الأمريكية؛ لكن الحرب الروسية الأوكرانية دفعت إلى تكثيف المهمة وتسريعها، وفقا لمساعد وزير الجيش للإمداد اللوجستي والتكنولوجيا دوغلاس بوش.

وقالت الصحيفة "بالرغم من ضعف قدرات الجيش الأوكراني في مجال الحرب الإلكترونية والتحديات الكبيرة التي يواجها، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الجانب الروسي من تكثيف عمليات البحث والتطوير لزيادة قدراته على التشويش لصد هجمات الطائرات الأوكرانية بدون طيار بأقل تكلفة ممكنة".

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الجيوش، أو على الأقل الجيوش عالية التقنية، عرضة للحرب الإلكترونية، لكن الجيش الأمريكي معرض للخطر بشكل خاص لأن أسلوبه في الحرب يعتمد إلى حد كبير على الاتصالات الإلكترونية، حيث من المفترض أن يتم تنسيق العمليات التي تقوم بها القوات عبر البر والبحر والجو والفضاء بدقة عبر شبكات البيانات الرقمية المتصلة بالإنترنت.

واعتبرت الصحيفة أن "سر النجاح لأي جيش هو المحافظة على عدم التشويش على بياناته أو الانقطاع لاتصالاته، وهو ما جعل الصين تشكل قوة الدعم الاستراتيجي في عام 2015، بهدف توظيف الحرب الإلكترونية وغيرها من الأساليب لتعطيل القيادة والسيطرة الأمريكية، مما يترك القوات الأمريكية غير منسقة وفي حالة أشبه بالعمى.

 صحيفة "بزنس إنسايدر"