28 مليار يورو.. كشف حقيقة المساعدة الفرنسية "الضخمة" لكييف

نفى تقرير إخباري، شائعات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن فرنسا قدمت 28 مليار يورو لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.

وقال التقرير الذي نشرته محطة "فرانس إنفو" الفرنسية إن التقديرات المتداولة مبالغ فيها وغير دقيقة.

وبدأ هذا الجدل بعد تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي السابق، برونو لومير، الذي حذر في خطاب أمام البرلمان من احتمال حدوث عجز كبير في الموازنة العامة الفرنسية.

تصريحات لومير أثارت نقاشات واسعة في الأوساط الفرنسية حول أسباب هذا العجز، حيث اعتبر البعض أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا هي السبب الرئيس له. 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العديد من الفرنسيين عن استيائهم من حجم الإنفاق الذي تم تداوله، متسائلين عن صحة الأرقام المتداولة، والتي وصلت إلى 28 مليار يورو.

 

ففي فبراير/شباط الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن توقيع اتفاقية تعاون أمني مع أوكرانيا، تتضمن التزام فرنسا بتقديم مساعدات عسكرية إضافية تصل إلى 3 مليارات يورو في عام 2024.

هذه المساعدات تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، وتلبية احتياجاتها الملحة في ظل استمرار الحرب.

ومع ذلك، تتباين الأرقام الحقيقية للمساعدات المقدمة، حيث أظهرت دراسة لمعهد كيل الألماني، المتخصص في الأبحاث الاقتصادية، أن إجمالي ما أنفقته فرنسا حتى الآن يبلغ نحو 15.7 مليار يورو. 

وهذه المساعدات تشمل المساعدات العسكرية المباشرة، التي بلغت حوالي 4.43 مليار يورو، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية ومالية تصل إلى 1.4 مليار يورو، وهي تمثل جزءًا من إجمالي القروض والمساعدات التي قدمتها فرنسا لأوكرانيا.

إضافةً إلى ذلك، أشار معهد كيل إلى أن فرنسا أنفقت حوالي 3.7 مليار يورو على استقبال اللاجئين الأوكرانيين على أراضيها، وهو ما يعكس التزام باريس بتقديم دعم شامل لأوكرانيا سواء من خلال المساعدات العسكرية أو الإنسانية.

علاوة على ذلك، يقدر المعهد أن حصة فرنسا من المساعدات الأوروبية الموجهة لأوكرانيا، والتي تشمل الدعم المقدم عبر بنك الاستثمار الأوروبي ومؤسسات أخرى، تصل إلى 7.56 مليار يورو.  

ويعني ذلك وفق التقرير إجمالي المساعدات الفرنسية المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك اللاجئون والمساهمات الأوروبية، يبلغ حوالي 15.68 مليار يورو، وهو أقل بكثير من الرقم المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم ذلك، إذا نظرنا إلى إجمالي التعهدات الفرنسية منذ بداية الحرب، بما في ذلك المساعدات المباشرة والمساهمات الأوروبية والالتزامات المستقبلية، يصل الرقم إلى 26.04 مليار يورو.

هذا المبلغ أقل من الادعاءات التي تشير إلى إنفاق 28 مليار يورو، والتي لم تستند إلى مصادر دقيقة.

وقال التقرير إن الأرقام الحقيقية تكشف أن المساعدات الفرنسية المقدمة لأوكرانيا، على الرغم من كونها ضخمة، لا تصل إلى 28 مليار يورو كما يروج له البعض.

وأشار إلى أن فرنسا تظل واحدة من الدول الداعمة لأوكرانيا، لكن بحجم مساعدات يتماشى مع قدراتها الاقتصادية وتحدياتها الداخلية.