عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

نفط القرن الـ21.. "حرب المعادن" تشتعل بين أمريكا والصين في أفريقيا (فيديو إرم)

نفط القرن الـ21.. "حرب المعادن" تشتعل بين أمريكا والصين في أفريقيا (فيديو إرم)
"حرب المعادن" تشتعل بين أمريكا و الصين في أفريقيا
14 يوليو 2024، 11:35 ص

ليس الأرض فقط، حتى البحار لن تسلم مع الوقت من التجريف بحثا عن المعادن الثمينة، هذا كلام رئيس الهيئة الدولية لقاع البحار؛ فبعيدا عن الأنظار المسلطة على الحرب الروسية الأوكرانية، هناك حرب اقتصادية أكثر شراسة تدور خلف الكواليس. 

صراع المعادن بين أمريكا والصين في أفريقيا 

في هذا البيان قبل أيام، تبدي أمريكا خوفها من أن استخراج المعادن من رواندا وشرق الكونغو بصورة غير قانونية سيؤجج الصراع هناك، ويزيد الفوضى.

لكن في حقيقة الأمر، فإن الخوف الأمريكي الأكبر يكمن في توريدها للصين، المنافس الأكبر اقتصاديا لأمريكا حاليا، والشبح الذي يتمتع بمقومات اقتصادية مهولة.

فالصين تمتلك 80% من المعادن النادرة في العالم، وفق تقرير "لوموند" الفرنسية الصادر عام 2021، لكن لحظة، ما هي هذه المعادن وكيف لها أن تدخل في عديد الصناعات الحيوية الحديثة؟ 

أفريقيا هي موطن لـ30% من إجمالي المعادن النادرة في العالم، المعادن التي تدخل في صناعة الطائرات وبطاريات السيارات الكهربائية وصولا إلى عنفات الرياح، أبرزها، السكانديوم، والإيتريوم، واللنثانيوم، والسيريوم، والإربيوم، وغيرها الكثير.

وضمن أمثلة بسيطة للرغبة الأمريكية الصينية في السطو على هذه المعادن، أو ما يُسمى بنفط القرن الواحد والعشرين، فإن أمريكا مثلا تضع حاليا نصب أعينها مدينة "كاتانغا" في الكونغو، التي تضم أكبر مخزون لمعدن الكوبالت في العالم بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80% من إجمالي الإنتاج العالمي، وهو معدن يُستخدم في صناعة بطاريات الهواتف الذكية، والمحركات النفاثة وغيرها.

بينما تضع الصين عينها منذ سنوات على زامبيا، التي تمتلك 6% من احتياطيات النحاس عالميا، بأعلى جودة ممكنة.

أمريكا تستشعر الخطر ولو بعد حين 

تعد الصين سباقة في علاقاتها الاقتصادية مع أفريقيا منذ عقود، لكن أمريكا التي استيقظت أخيرا، تحديدا منذ أقرت قانون الأمن المعدني الأميركي عام 2015، تعهد رئيسها الحالي بايدن بتخصيص 360 مليون دولار لإحياء "ممر لوبيتو"، وهو سكة حديد يصل طولها إلى 1,300 كلم، تهدف لنقل المعادن إلى أنغولا، ثم إلى أمريكا عبر المحيط الأطلسي.

كما أن كامالا هاريس زارت في عام 2023 ثلاث دول أفريقية على الأقل، في إشارة واضحة لهدف إعادة إحياء العلاقات، والشعور بخطر النمو الصيني.

ولك أن تتخيل أن أمريكا لا تمتلك سوى منجم ماونتن باس لإنتاج التربة النادرة في كاليفورنيا، وأن إنشاء غيره سيستغرق قرابة 15 عاما إضافيا، حتى ولو كان يوفر 15% من الإنتاج العالمي من العناصر الأرضية النادرة، إلا أن هذا قد لا يعادل شيئا من السوق العالمية التي تقع في قبضة الصين. 

إن كعب الصين التي استغلت عقودا من الزمن في سحب ما استطاعت من معادن أفريقية لبكين، التي تمتلك أكبر مصانع لمعالجة المعادن النادرة في العالم، وتحتكر قرابة نصف الاحتياطي العالمي للمعادن الأرضية النادرة، يعتبر أعلى من أمريكا حاليا، وإن اعتراف واشنطن بأنها تعاني نقطة ضعف بعد وقف التوريد مع الصين بحكم المشاكل الأخيرة، حتم على الولايات المتحدة التوجه لمصادر أخرى، الأمر الذي جرى على إثره توقيع عقد بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركة ليناس العملاقة للتعدين في أستراليا لتطوير مصنع للتربة النادرة في أمريكا بأسرع وقت ممكن.

هي حرب داخل حرب، يُكتب للمنتصر فيها كنز يوظفه بصناعة ما يشاء، بدءا بالتكنولوجيا وصولا إلى السلاح وغيره، كما أنها حرب ضد التلوث البيئي، التي تفرضه عمليات التعدين والتكرير، في عوالم اقتصادية موازية، تختفي خلف واجهة الصراع الذي تتصدره حرب المسيرات والدبابات وأصوات الرصاص. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC