logo
العالم

قبل عودة ترامب المحتملة.. مهاجرون صينيون يكافحون للوصول إلى أمريكا

قبل عودة ترامب المحتملة.. مهاجرون صينيون يكافحون للوصول إلى أمريكا
الحدود الأمريكية المكسيكيةالمصدر: رويترز
04 أغسطس 2024، 2:00 م

تثير عودة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض "قلقًا متزايدًا" بين المهاجرين الصينيين الذين يحاولون الفرار من الحياة تحت حكم الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومع تشديد الولايات المتحدة لضوابط الهجرة، لا سيما عبر حدودها الجنوبية، يسلك كثير من المهاجرين الصينيين الآن طرقًا جديدة وأكثر خطورة للوصول إلى أمريكا.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، سعى بعض المهاجرين الصينيين إلى التغلب على العقبات والقيود المتزايدة، من خلال البدء برحلات برية من أماكن بعيدة مثل لاباز في بوليفيا، التي تقع على بعد نحو 7000 ميل، وتبعد تسعة معابر حدودية عن "تيخوانا" في المكسيك، المحطة الأخيرة لكثير من الراغبين في دخول الولايات المتحدة.

وفي الأول من يوليو تموز الماضي، اتخذت الإكوادور قرارًا بتعليق دخول المواطنين الصينيين من دون تأشيرة، الأمر الذي أدى إلى قطع طريق رئيس أمام أولئك الذين يحاولون الوصول إلى الحدود الأمريكية.

فيما رحبت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بهذه الخطوة، إذ رحلت بعد يومين فقط 116 مهاجرًا صينيًّا على متن رحلة مستأجرة من تكساس إلى مدينة شنيانغ شمال شرق الصين.

وفي مواجهة هذا الوضع، كثف المسؤولون الصينيون جهودهم لردع مثل هذه المحاولات، ومعاقبة الأفراد الذين يُضْبَطُون وهم يحاولون المغادرة، غير أن عهد شي جين بينغ، الذي شهد تباطؤ النمو الاقتصادي، وتسريح العمال، وزيادة المنافسة، وفرض المراقبة الشاملة على المواطنين، خلق أجواء من القلق والخوف وعدم الرضا، ما دفع كثيرين من أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، إلى البحث عن ملجأ في أماكن أخرى.

 وفي السنوات الأخيرة، سعى عدد كبير من المواطنين الصينيين إلى دخول الولايات المتحدة بالسفر عبر ممر "دارين" الخطر، وهي المنطقة التي تربط بين أميركا الجنوبية والوسطى، وغالبًا ما تبدأ هذه الرحلة من الإكوادور، التي كانت بمنزلة نقطة انطلاق مشتركة لهؤلاء المهاجرين. 

ومع ذلك، فإن فرض قوانين الهجرة المشددة في الولايات المتحدة إلى جانب تغيير سياسة الإكوادور، قد تسببا في الحد من استخدام هذا المسار، إذ من المتوقع أن يتمكن عدد أقل من المهاجرين من العبور بنجاح، حسب الصحيفة. 

أخبار ذات علاقة

هل تستطيع إيران وروسيا والصين "قرصنة" عقول الناخبين الأمريكيين؟

 

وأمام هذه الحواجز والعقبات الجديدة، تخلى بعض المهاجرين الصينيين عن فكرة الوصول إلى الولايات المتحدة، على حين ظل آخرون مصممين على إيجاد مسارات بديلة.

ويفكر بعضهم الآن في محاولة الدخول من سورينام الأمر الذي يتطلب رحلة خطرة عبر غيانا وفنزويلا، أو حتى محاولة ركوب قارب من كوبا، رغم أن المهاجرين الآخرين يرون أن هذه الخيارات محفوفة بالمخاطر وغير عملية.

وفي موازاة ذلك، تسلط الصحيفة الضوء على دور بوليفيا بوصفها نقطة انطلاق جديدة وسهلة نسبيًّا للمهاجرين الصينيين، إذ لا تزال البلاد تقدم تأشيرات الدخول للصينيين عند الوصول.

ومع ذلك، فإن هذا الخيار أصبح صعبًا بشكل متزايد، إذ تفرض شركات الطيران والسلطات البوليفية قيودًا صارمة على صحة وثائق السفر وحجوزات الفنادق.

وتستكشف الصحيفة تأثير احتمال فوز ترامب برئاسة ثانية، وهو ما يضيف مزيدًا من الضغوط، فقد أفاد "أنتوني بارك"، وهو وكيل يساعد المهاجرين، بتراجع أعماله بسبب هذه الصعوبات المتزايدة.

وتوقع أن يزداد الوضع سوءًا إذا أعيد انتخاب ترامب. ورغم ذلك، قد يجد بعض المهاجرين طرقًا للتنقل في البيئة التقييدية، وإن كان ذلك على نطاق أصغر.

وبشكل عام، ترسم "وول ستريت جورنال" صورة لأزمة إنسانية متنامية، إذ يضطر المهاجرون الصينيون إلى اتخاذ تدابير يائسة وخطرة بشكل متزايد للفرار من وطنهم، فقط لمواجهة تشديد القيود على الحدود وتهديد الترحيل.

ومن المرجح أن يتفاقم الوضع مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 وبقاء الهجرة قضية سياسية بارزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC