"فرصة جديدة للحياة".. برلمانية أوكرانية تروي لـ"إرم نيوز" أصعب تجاربها

بدأت قصتها من هنا. من مستشفى أوخماتديت في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث مُنِح طفلاها حياة جديدة بعدما كانا يعانيان مشاكل في القلب. 

هي البرلمانية الأوكرانية ليسيا فاسيلينكو التي أخذت على عاتقها المساهمة في إعادة بناء أكبر مستشفى لأمراض القلب الخاص بالأطفال في أوكرانيا، والذي تضرّر بشكل كبير جرّاء الحرب الدائرة.

كان المستشفى يشهد إجراء نحو 1000 عملية جراحية سنوياً للأطفال ذوي القلوب الضعيفة، منهم حديثو الولادة. وحتّى مع تعرّض أجزاء كبيرة منه للدمار، استمرّ الأطباء في إجراء عمليات جراحية قدر المستطاع رغم الظروف الصعبة، وذلك نظراً للحاجة إلى إجراء عمليات طارئة.

روت ليسيا تلك القصة عبر "إرم نيوز"، وتحدثت عن التحدي الذي أطلقته وابنها "ريشا"، وقد خضع اثنان من أطفالها الثلاثة لعمليات جراحية في ذلك المستشفى، فقالت: "عندما عرفنا بالهجوم الذي حصل في الثامن من يوليو، قال لي ابني: أمي ذلك المستشفى أعطاني يوم ميلاد جديداً، ومنحني فرصة ثانية للحياة، وأنا أيضاً أودّ أن أمنحه حياة ثانية، فما الذي يمكنني فعله"؟

 

تابعت: "بدأنا حينها نفكّر وقد أطلقنا تحدّياً هو عبارة عن 60 ثانية من تمارين القلب.. كنّا نقوم به يومياً، ورحنا نعرض تلك التمارين على منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن تمكّنا من جمع التبرعات لإعادة بناء ذلك المستشفى الذي ينقذ حياة الآلاف من الأطفال".

"ندبة في الصدر"

ولدى سؤالها عن تجربتها مع ولديها اللذين خضعا لعملية القلب في ذلك المستشفى، ردّت بالقول "إنّها أصعب تجربة مررت بها في حياتي.. كانت طفلتي الرضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر عندما أجرينا العملية، ولا حل سوى التحلّي بالإيمان والثقة بالطبيب، تقف 6 ساعات أمام غرفة العمليات، وعندما يخرج طفلك، وتنتهي العملية ترى أنّ هناك جسداً جديداً؛ لأنّ هذا الجسد الجديد لديه ندبة كبيرة في الصدر، فتعلم حينها أنّ الوضع لن يعود كالسابق، لكنك تدرك أنّه سيكون أفضل تلك المرة؛ لأنّ طفلك قد مُنح فرصة ثانية، وسيعيش هذه الحياة".

دمار في المستشفى

وعن حجم الدمار في المستشفى، أوضحت أن "المركز الأوكراني لأمراض القلب للأطفال دُمّر بالكامل، المبنى المخصص للعمليات توقف عن العمل، كل الطوابق متضررة، بالإضافة إلى تحطّم المعدات الطبية، فيما المبنى فارغ الآن، وهو دون نوافذ أو أسقف".

على الصعيد المالي، قالت إنّ "عملية إعادة بناء مركز القلب الخاص بالأطفال للعودة إلى العمل مجدّداً، تتطلب 2.3 مليون دولار، وهو مبلغ كبير لا تمكن تغطيته بالكامل من ميزانية أوكرانيا التي تصارع حالياً من أجل البقاء".

وأشارت إلى أّنّ "الأموال التي تأتي من المانحين الدوليين لا تكفي، لذلك يُعْتَمَد على السكّان وأصدقاء أوكرانيا، بالإضافة إلى كلّ الذين لا يريدون رؤية الأطفال يموتون؛ لأنّهم وُلدوا بقلوب ضعيفة".

وختمت: "أنا أتحدّث اليوم كأم، أن يكون لديك ابن لا يستطيع أن يأكل بشكل جيّد، يواجه المشاكل عندما يقوم بنشاط رياضي، لا يمكنه السير لمسافات طويلة.. فخضوعه لعملية تسمح له أن يعيش بشكل طبيعي كأيّ ولد آخر، هو نعمة عظيمة، وأنا أتمنى أن يتمكن الأهل والأطفال من الحصول على تلك النعمة، ألا وهي فرصة ثانية للحياة".

شاهدوا أيضاً:  المسيرات بين روسيا وأوكرانيا وتكنولوجيا جديدة مضادة