عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

من يحرك "خيوط اللعبة" في بنغلاديش وما قصة "سانت مارتن"؟

من يحرك "خيوط اللعبة" في بنغلاديش وما قصة "سانت مارتن"؟
الإطاحة بحسينة واجدالمصدر: رويترز
13 أغسطس 2024، 10:55 ص

أشعلت رسالة منسوبة إلى رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة واجد، التوتر السياسي بين دكا وواشنطن، بعد أن تناقلها مؤيدو حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه، وجاء فيها  أن الإطاحة بها بعد 15 عامًا في السلطة كانت نتيجة "ضغوط من الولايات المتحدة تتعلق أساسًا بجزيرة سانت مارتن في بنغلاديش".

وجاء في رسالتها: "كان بإمكاني البقاء في السلطة لو أنني تركت سانت مارتن وخليج البنغال إلى أمريكا".

فهل الرسالة المزعومة من حسينة حقيقية؟

بينما أرجعت الرسالة إقالة حسينة إلى رفضها التنازل عن السيطرة على جزيرة سانت مارتن لواشنطن، قال نجلها، ساجيب واجد، الأحد إن والدته لم تدل بأي تصريحات قبل خروجها من دكا في الخامس من أغسطس وسط احتجاجات عنيفة أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المتظاهرين.

 

 

وجاءت تعليقات واجد في أعقاب تقارير تفيد بأن الجيش البنغالي لم يسمح لحسينة بمخاطبة الأمة، وأن خطابها المعد اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الإطاحة بها. 

ونشر واجد على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، "إن بيان الاستقالة الأخير المنسوب إلى والدتي المنشور في إحدى الصحف كاذب وملفق تمامًا. لقد أكدت معها للتو أنها لم تدل بأي تصريح سواء قبل أم بعد مغادرة دكا".

وكانت تقارير سابقة قد زعمت أن حسينة ذكرت، أن حكومتها كانت ستستمر لو أنها سلمت جزيرة سانت مارتن إلى واشنطن.

وفي حين أن الرسالة المزعومة التي تصدرت الأخبار في الأيام الأخيرة قد لا تكون حقيقية، فقد واجهت حسينة في الماضي اتهامًا مماثلاً.

في 21 يونيو 2023، خلال مؤتمر إعلامي، قالت رئيسة الوزراء آنذاك الشيخة حسينة إنه لن تكون هناك مشكلة بالنسبة لها في الاحتفاظ بالسلطة إذا وهبت جزيرة سانت مارتن. لكنها أضافت: "ليس لدي أي نية للوصول إلى السلطة عن طريق بيع أصول البلاد".

وبحسب صحيفة "بزنس ستاندرد" الهندية، اتهمت حسينة حينها حزب المعارضة الرئيس، الحزب الوطني، بالتخطيط للتنازل عن الجزيرة. 

وقالت حسينة في ذلك الوقت: "كيف وصل الحزب الوطني البنغالي إلى السلطة في العام 2001؟ لقد وصلوا إلى السلطة من خلال التعهد ببيع الغاز. والآن هل يريدون بيع البلاد أو الوصول إلى السلطة من خلال التعهد ببيع جزيرة سانت مارتن؟".

من جانبه، وصف الحزب الوطني البنغالي حينها تصريحات حسينة بأنها ليست أكثر من "إستراتيجية سياسية".

وتعليقًا على ما نقل عنها حول مطامع واشنطن، قال البيت الأبيض أمس الاثنين إن الولايات المتحدة لم يكن لها دور في الإطاحة بالشيخة حسينة، التي استقالت في الآونة الأخيرة من منصبها وفرت من البلاد. 

ووصف البيت الأبيض اتهامات التدخل الأمريكي بأنها "ليست إلا كذبًا".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في مؤتمر صحفي عندما سُئلت عن اتهامات تورط الولايات المتحدة "لم نتدخل إطلاقًا. أي تقارير أو شائعات بأن حكومة الولايات المتحدة كانت متورطة في هذه الأحداث ليست إلا كذبًا".

ونقل تقرير في صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية الأحد عن حسينة اتهامها للولايات المتحدة بلعب دور في الإطاحة بها؛ لأنها أرادت السيطرة على جزيرة سانت مارتن في بنجلاديش في خليج البنغال. وقالت الصحيفة إن حسينة نقلت هذه الرسالة إليها من خلال مساعدين مقربين.

وأضاف البيت الأبيض "نعتقد أن شعب بنجلاديش يجب أن يحدد مستقبل الحكومة البنغالية وهذا هو موقفنا".

في تحليله للمشهد، عد الباحث بمركز الحبتور للأبحاث، مصطفى أحمد، ما يحدث في دكا حاليًا بأنه "لعبة جيوسياسية أطرافها (الجماعة الإسلامية) وباكستان والصين والولايات المتحدة التي ساهمت في تأجيج الاحتجاجات الحالية وترتب عليها مغادرة الشيخة حسينة من دكا إلى نيودلهي بحثًا عن اللجوء السياسي،وفق تقديره.

أخبار ذات علاقة

أمريكا تنفي تورطها بالإطاحة بالشيخة حسينة في بنغلاديش

 

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، "حزب الجماعة الإسلامية هو أحد المنظمات السياسية الرئيسية في بنغلاديش وكان نشطًا للغاية في الاحتجاجات الحالية. وفي السابق، كان حزب الجماعة الإسلامية يعمل كحزب معارض لحركة عوامي الشرقية الانفصالية الباكستانية".

وبحسب مصطفى، مثلت سياسات الحزب فرصة جذابة للمعارضين ضد علمانية حكومة حسينة، وعلى غرار ما حدث، زعمت بعض المصادر تلقي الجماعة الإسلامية تمويلاً من عبر الحدود، بهدف واضح يتمثل في إحداث تغيير في النظام وتنصيب حكومة مؤيدة للجماعة الإسلامية الباكستانية".

أجندة جيوسياسية

ويشير الباحث في مركز الحبتور للأبحاث إلى أن واشنطن سعت عبر العديد من المحاولات إلى بناء دولة مسيحية في بنغلاديش من خلال تدابير مختلفة وإجبارها أيضًا على قبول طلبهم بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سانت مارتن.

وأضاف: "يمكن اعتبار هذه الادعاءات بمنزلة تعبير عن مخاوف حكومتها بشأن الوجود الغربي في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية، في ضوء الدعم الأمريكي  للأنظمة التي تتبنى مصالحها، بصرف النظر عن رغبة شعب البلاد".

وأردف "بالتالي، فإن الإطاحة بحسينة يمثل الإطاحة بالسرد المستمر للإستراتيجية التي تعارض أجندة الولايات المتحدة وتحشد المشاعر القومية ضد التهديد الأجنبي المحتمل".

والأحد الماضي، ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات في أنحاء البلاد إلى أكثر من 231 قتيلاً، فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص، إثر تجدد الاحتجاجات بعد حظر الحكومة حزب الجماعة الإسلامية المعارض وجناحه الطلابي.

وخرج الحراك الشعبي الذي أطاح بالشيخة حسينة من رحم احتجاجات طلابية على الحصص في الوظائف الحكومية التي تصاعدت لاحتجاجات للإطاحة بحسينة.

وفازت حسينة بولاية رابعة على التوالي في يناير كانون الثاني في انتخابات قاطعتها المعارضة وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تكن حرة ونزيهة.

وتوجهت حسينة إلى نيودلهي بعد مغادرة بنجلاديش، منهية بذلك حكمها الذي دام 15 عامًا.

ما هي جزيرة سانت مارتن وأين تقع؟

تبلغ مساحة جزيرة سانت مارتن 3 كيلومترات مربعة فقط، والمعروفة أيضًا محليًا باسم "ناريكيل زينزيرا" أو "جزيرة جوز الهند"، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من خليج البنغال.

وتقع سانت مارتن على بعد نحو 9 كم جنوب طرف شبه جزيرة كوكس بازار تكناف، وتشكل الجزء الجنوبي من بنغلاديش. وتقع أيضًا على بعد نحو 8 كم غرب الساحل الشمالي الغربي لميانمار، عند مصب نهر ناف.

ويعيش في هذه الجزيرة ذات الشعاب المرجانية، المعزولة تمامًا عن البر الرئيسي لبنغلاديش، نحو 3800 نسمة، معظمهم من الصيادين. ويقال إن سانت مارتن هي الجزيرة المرجانية الوحيدة في بنغلاديش.

ما أهمية جزيرة سانت مارتن من الناحية الجيوسياسية؟

يمكن أن يستند اهتمام الولايات المتحدة المفترض بسانت مارتن إلى حقيقة أن وجود قاعدة في الجزيرة سيساعد واشنطن على مواجهة نفوذ الصين في المحيط الهندي. وكما أوضح مقال نشرته صحيفة "إنديا توداي" مؤخرًا، فإن موقع سانت مارتن، وقربها من خليج البنغال، وحدودها البحرية مع ميانمار يمكن أن يكون من الأسباب وراء الاهتمام الدولي بالجزيرة، وخاصة من الولايات المتحدة والصين. ومن شأن الوجود العسكري في الجزيرة أن يعزز قدراتها في المنطقة.

وكان جوهر اتهامات حسينة منذ يونيو/حزيران من العام الماضي أيضًا هو أن الولايات المتحدة ترغب في الاستحواذ على جزيرة سانت مارتن وبناء قاعدة عسكرية هناك في مقابل مساعدة الحزب الوطني البنغالي في الوصول إلى السلطة. 

ووفقًا لحسينة، إذا وصل الحزب الوطني البنغالي إلى السلطة، فسوف يبيع الجزيرة إلى الولايات المتحدة.

صحيفة "بروثوم ألو البنجلاديشية"، أفادت بأن الجدل الجيوسياسي حول الجزيرة يعود إلى الثمانينيات على الأقل. 

وفي 18 ديسمبر 1980، نقل تقرير (داينيك بنجلا)، بعنوان "لن يُسمح لأحد بإنشاء قاعدة بحرية في سانت مارتن"، بيانًا من وزارة الخارجية البنغالية، جاء فيه أن "مزاعم العديد من الأحزاب السياسية بأنه تم السماح لدولة ما بإنشاء قاعدة بحرية في سانت مارتن، غير صحيح".

أخبار ذات علاقة

"نصير الفقراء" محمد يونس رئيسا للحكومة الانتقالية في بنغلاديش

 

وقد تكون هناك أيضًا بعض الأدلة التاريخية على اهتمام الولايات المتحدة بإقامة قاعدة على الأراضي البنغلاديشية، وفق تقارير.

وفي حديثه لصحيفة "بروثوم ألو" العام الماضي، قال الكاتب والباحث البنغلاديشي محي الدين أحمد إنه سمع لأول مرة في فبراير 1971 عن مزاعم عن تأجير جزيرة مونبورا التابعة لبولا إلى الولايات المتحدة. 

وفقًا لأحمد، عقد والد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن، اجتماعًا مع السفير الأمريكي لدى باكستان، جوزيف إس فارلاند، في 28 فبراير من ذلك العام، مع الأحزاب اليسارية المؤيدة للصين التي أفادت في ذلك الوقت أن الاجتماع كان حول إعطاء السلطة جزيرة مونبورا إلى الولايات المتحدة مقابل دعم تتلقاه البلاد من واشنطن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC