logo
العالم

بريطانيا.. فوز حزب العمّال المرجّح يعيد ملف "بريكست" للواجهة

بريطانيا.. فوز حزب العمّال المرجّح يعيد ملف "بريكست" للواجهة
زعيم حزب العمال البريطاني في مؤتمر انتخابيالمصدر: أ ف ب
03 يوليو 2024، 5:05 م

تقول جميع استطلاعات الرأي إن الانتخابات التي ستشهدها بريطانيا غدًا الخميس محسومة لصالح حزب العمال، فما الذي يمكن أن يسفر عنه ذلك الفوز، خاصة فيما يتعلق بالقضية التي هزت أوروبا، ويبدو أن حزب المحافظين يدفع ثمنها اليوم، وهي الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو ما تعرف بـ "بريكست" (تم التصويت عليها بالموافقة عام 2016).

طوال 14 عامًا بقي المحافظون يحكمون بريطانيا، وهي فترة شهدت عددًا من القضايا، أبرزها "بريكست"، والاستفتاء على استقلال اسكتلندا، إضافة إلى قضايا داخلية مثل تداعيات كورونا.

وبقي المحافظون يحققون نتائج جيدة حتى آخر انتخابات جرت عام 2019 رغم أن استطلاعات الرأي بدأت تظهر أن آراء البريطانيين تبدلت إزاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، وحقق المحافظون أغلبية واسعة في مجلس العموم، في ذلك العام، امتدت حتى إلى مناطق نفوذ حزب العمال.

ورغم أن المزاج البريطاني العام كان وقتها مؤيدًا للخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن الظروف القاسية التي خلقتها بريكست، دفعت كثيرًا من الناخبين إلى تغيير آرائهم، وهو ما عززه عجز الحكومات المحافظة عن تلافي الآثار السلبية لذلك الخروج، إضافة إلى قضايا أخرى بدأت تلاحق رؤساء الحكومات المحافظين.

نقطة الضعف الأبرز تلك كان يركز عليها حزب العمال، ويعلن أنه مع "إعادة النظر" في تلك الاتفاقية التي سبق أن أعلن رفضه لها، ودفع ثمنًا لذلك من شعبيته، امتد حتى الانتخابات الأخيرة.

ولهذا كانت تصريحات رموز الحزب تركز على فكرة "إعادة النظر" في الاتفاقية، ومؤخرًا بدأ يعلن مواقف أكثر وضوحًا من "بريكست" خاصة مع التحولات في الرأي إزاءها، ومن ذلك ما أعلنه رئيس حزب العمال كير ستارمر الذي قال إن حزبه يريد تحسين العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، في مجالات التجارة والبحث والتطوير والدفاع والأمن والتعليم، وإن كان أعلن رفضه العودة إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة، معللًا ذلك بأنه قد يولّد "اضطرابات".

وسبق لوزيرة المالية في حكومة الظل راشيل ريفز أن أعلنت أنه من المهم كسر الحواجز التجارية مع الاتحاد الأوروبي، والتفاوض على "اتفاق أفضل" من الذي توصلت إليه حكومة المحافظين مع الاتحاد.

بينما كشفت النائبة البريطانية إيفيت كوبر، عن خطة جديدة لضمان حصول البرلمان على فرصة للتصويت على استبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

تلك التصريحات التي يطلقها العمال، والتي لا تذهب إلى حد إعلان رفض قاطع لتلك الاتفاقية/ تبدو محكومة بضرورات انتخابية، إذ إنها محاولة لاستعادة الناخبين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تشير بوضوح إلى رغبة العمال في استعادة مواقفهم التي لم تكن مؤيدة لتلك الاتفاقية، وهو ما جعلهم يفقدون كثيرًا من ناخبيهم.

لكن آثار الاتفاقية، التي امتدت إلى كامل أوروبا، هي أيضًا التي أوصلت المحافظين إلى أن يسجلوا واحدة من أسوأ نتائجهم الانتخابية طوال أكثر من 200 عام.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC